معلومات عن أقلية الروهينغا المسلمة
على الرغم من مواثيق الأمم المُتحدة التي باتت منتشرة بين جميع دول العالم وانتشار الكثير من منظمات حقوق الإنسان أيضًا ؛ إلا أن بعض الأقليات لا زالت تُعاني من القتل والعنف والاضطهاد دون الاكتراث بأي من مواثيق حقوق الإنسان ، وقد أشارت بعض تقارير الأمم المتحدة إلى أن أقلية الروهينغا المسلمة هي أكثر أقلية لا زالت تُعاني من اضطهاد وظلم شديد .
الروهينغيا في ميانمار
الروهينغيا أو روهينجيا هي عبارة عن أحد القوميات العرقية التي تنتمي إلى الشعوب الهندية ، وتُقيم هذه الأقلية في غرب بورما بولاية أراكان ويُطلق على هذه المنطقة اسم ميانمار ، ووفقًا لبعض الإحصائيات ؛ فإن عدد أفراد تلك الأقلية يبلغ تقريبًا مليون شخص ، ونظرًا إلى مدى الاضطهاد الذي تتعرض له هذه الأقلية ؛ فقد فر عدد كبير من الروهينجيين إلى بعض المخيمات في تايلاند وبنجلاديش الواقعة على حدود بورما للعيش بها بعيدًا عن العنف والقتل .
وينتمي مواطني روهينجا إلى الدين الإسلامي ولذلك فهو يتعرضون إلى القتل والحرق والتعذيب على أيدي القوى العسكرية في بورما وخصوصًا أن الأغلبية العظمى في ميانمار تنتمي إلى الديانة البوذية .
اللغة الرسمية التي يستخدمها مسلمي روهينجا هي ( اللغة الروهينغية ) وتختلف تلك اللغة عن باقي اللغات التي يستخدمها السكان في باقي أنحاء ميانمار ، ولا يوجد اعتراف بالروهينجا كجماعة عرقية بالدولة ضمن الجماعات العرقية الأخرى المعترف بها في بورما والتي يبلغ عددهم 135 جماعة ، وقد صدر قرار بحرمان تلك الأقلية من أي حقوق مواطنة داخل الدولة وذلك منذ عام 1982م ، ولذلك فهؤلاء الأشخاص لا يحملون جنسية ولا هوية وطنية .
يتمركز معظم أفراد الروهينجا في ميانمار وتحديدًا في ولاية راخين التي تعد من أفقر الولايات داخل بورما وتفتقر إلى المرافق العامة والخدمات الأساسية مثل عدم توافر المأكل والمشرب ، وعلى الرغم من عدم حصول أفراد تلك الجماعة على حقوق المواطنة ؛ إلا أنهم لا يُمكنهم مُغادرة البلاد إلّا بعد الحصول على إذن من حكومة الدولة .
نشأة الروهينغيا
يتساءل الكثيرين ؛ من أين جاءت تلك الأعراق ولماذا تُعاني من كل هذا الاضطهاد ، وقد أشار المؤرخين إلى أن المسلمين الأوائل قد عاشوا في إحدى المناطق التي يُطلق عليها اليوم اسم ( ميانمار ) ، وذلك منذ أوائل القرن الـ 12 الميلادي ، وقد ذكرت مُنظمة تُدعى ( روهنجيا أراكان الوطنية ) أن الروهينغيا يستوطنون منذ زمن بعيد جدًا في أراكان ( المعروفة حاليًا باسم راخين ) ولهم الحق في العيش والإقامة بها ، وقد ذكرت أحد التقارير الصادرة من البي بي سي أن تجار المسلمين قد استقروا في هذه المنطقة منذ ما يزيد عن 1000 سنة ، وأن الروهينغيا هم أسلاف هؤلاء التجار .
اضطهاد أقلية الروهينغا المسلمة
ورغم إلى قلة عدد وضعف جماعة الروهينغا ؛ فإن الهيئات الحاكمة والمتعاقبة في ميانمار دأبت على أن تُصدر للرأي العام داخل وخارج الدولة إلى أن جماعة مسلمي الروهينجا ليست جماعة عرقية داخل البلد وإنما هم عبارة عن مجموعة من المهاجرين البنغال الذين تركهم الاستعمار السابق للبلاد ، ولذلك فهم يُنكلون بهؤلاء الأقلية ويقتلونهم ويحرقون أبنائهم من أجل السيطرة عليهم تمامًا والقضاء على أي أثر لهم داخل الدولة .
وقد قامت عيادة حقوق الإنسان الدولية بإعداد تقرير عام 2015م ذكرت به أن القوانين التي أصدرتها دولة بورما بعد جلاء الاستعمار البريطاني للاعتراف بالأعراق والجماعات داخل الدولة لم يشمل الاعتراف بمسلمي الروهينجا ، ولكن تم منح أفراد تلك الجماعة بطاقة هوية وحق بمواطنة لفترة مُحددة بشرط العيش داخل البلاد فترة جيلين فقط في السبعينيات .
ولم يسلم مسلمي بورما أيضًا من التعذيب وتعاقبت الأحداث حتى أصدرت الأمم المتحدة في عام 2016م بيان وجهت به اتهام صريح لبورما وميانمار بأن ما يفعلونه هو عملية تطهير عرقي ضد مسلمي جماعة الروهينجا ، وقد سبق ذلك عام 2013م قيام مؤسسة حقوق الإنسان هيومن رايتس بالإعلان عن أن دولة ميانمار تقوم بحملة تطهير عرقي ضد مسلمي روهينغا ، وقد قوبل ذلك دائمًا بالنفي من قِبل حكومة بورما .
ومن المؤسف أن مسلمي بورما لا زالوا يتعرضون حتى الان إلى القتل والتنكيل ، حيث تشن القوات العسكرية حملة قمعية من أجل إبادة سكان الروهينغا .