دور القدوة الحسنة في صناعة الاجيال

يحتاج الإنسان أثناء رحلته في الحياة إلى دليل ومرشد ؛ كي يقتدي به ويحتذي بخطاه ، ومن الضروري أن يكون هذا الدليل إيجابي ، وذلك حتى لا يضل الإنسان الطريق ، لأنه بحاجة إلى القدوة الحسنة التي تحمله إلى الطريق المستقيم ، وبذلك يبني لنفسه ولمجتمعه مستقبلًا مشرقًا ومشرفًا ، وقد أكد الإسلام على ضرورة اتباع القدوة الحسنة ، وقال الله تعالى “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” ، ولذلك فإنه يجب الاقتداء بكل ما هو إيجابي ويحمل الخير والابتعاد عن كل ما هو سلبي يدعو إلى الشر أو الضلال.

تعريف القدوة

القدو في اللغة تُقرأ إما بضم القاف أو بكسرها ، وهي بمعنى من يقتدي به الإنسان ، أو هي المثال الذي يريد غيره أن يتشبه به ؛ بحيث يحذو حذوه في كل أفعاله ، وتنقسم القدوة إلى نوعين وهما :

القدوة الحسنة

تعبر القدوة الحسنة عن الشخص أو المثل الأعلى أو النموذج الإيجابي الذي يحتذي به شخص آخر في أفعاله وسلوكياته وتصرفاته ؛ بحيث ينهج نهجه ويحاول الوصول إلى ما وصل إليه ، ولابد أن تكون القدوة مثالًا طيبًا وراقيًا ، حتى يكون الصورة التي يجب أن تنطبع في الآخرين بما يرفع من مستواهم الأخلاقي ورقيهم في التفكير والتعامل مع الآخرين ، ويُعتبر الرسول صلّ الله عليه وسلم هو خير قدوة في الحياة ، ومن الضروري اتباعه فيما أمر به والاقتداء بأخلاقه الحسنة.

القدوة السيئة

وهي عكس القدوة الحسنة تمامًا ؛ حيث أنها لا تتأسى بأخلاقيات الرسول الكريم ولا تتشرف بالاقتداء بأشخاص ذي أخلاق حميدة أو أعمال شريفة مميزة ، بل إنها تدعو إلى الهلاك من خلال تقليد أعمى ينحدر بأصحابه إلى مستويات سيئة للغاية أو مدمرة على الإطلاق ؛ مثل اقتداء المشركين بآبائهم دون تدبر ، وقد قال الله تعالى في ذلك “إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ” ، وبذلك فإن القدوة السيئة تهدم الإنسان وتؤثر سلبيًا على المجتمعات بوجه عام.

دور القدوة الحسنة في نشأة الأجيال

إن القدوة الحسنة هي التي تبني المجتمعات ، ولذلك فإن لها دور بارز ومهم في صناعة أجيال الأمة ؛ حيث أنها بمثابة الطريق الذي ينقلهم إلى السمو والارتقاء في كافة اتجاهات الحياة ، ولذلك فإن القدوة تلعب دور خطير في المجتمع ، وذلك لأنها تبني المجتمع وتصنع أجيالًا قادرة على خوض زمام الأمور الحياتية ، ومن أبرز ما تقدمه القدوة الحسنة ما يلي :

ترتقي القدوة الحسنة بالأخلاقيات ؛ حيث أنها تكون دليلًا للسلوكيات الإيجابية الجيدة التي تتفق مع الفطرة الإلهية ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف

تنهض القدوة الحسنة بالمجتمع بصورة إيجابية وفعالة ؛ حيث أنها تكون عبارة عن مسلك للأخلاق العالية والأعمال الصالحة التي ترفع من شأن الأمة

تحمي المجتمع من انتشار السلوكيات السلبية والاخلاق السيئة ، وهو ما يؤدي بدوره إلى انتشار الاستقرار والأمان بين أفراد المجتمع

تعمل القدوة الحسنة على زيادة القدرة الإنتاجية ؛ حيث يسعى أفراد المجتمع إلى الوصول إلى كل ما هو أفضل دائمًا في ظل وجود قدوة تدعوهم للعمل والتقدم

تصنع أجيالًا قادرة على التحدي والعمل الجاد الذي يكون خالصًا لوجه الله ، وهو ما ينشر الإخلاص في العمل والثقة بين أفراد المجتمع ، ومن ثَم انتشار المودة والتعاون بين البشر

تقوم القدوة الحسنة بإصلاح شامل للمجتمع ؛ حيث أنها تحارب انتشار المنكرات والأخلاقيات الدنيئة والجهل من خلال نشر العلم والدعوة الدائمة إلى الأخلاق الحسنة.