احاديث فيها مفعول مطلق
يأخذ الاسم أو الكلمة في اللغة العربية وضعًا إعرابيًا معينًا على حسب موقع وجوده في الجملة ؛ حيث أن الاسم قد يأتي مرفوعًا أو منصوبًا أو مجروروًا تبعًا لموضعه الإعرابي ، وهناك العديد من المواضع الإعرابية باللغة العربية ، ومن بين منصوبات الأسماء هي تلك التي تأتي في موضع
المفعول المطلق
، وقد وردت العديد من الأمثلة عليه في القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة.
تعريف المفعول المطلق
هو عبارة عن مصدر منصوب وقد اُشتق من الفعل الموجود معه في الجملة ، وهو دليل على حدث لا يقترن بزمن ، ومن الأمثلة عليه “جاهد الرجال جهادًا عظيمًا” ؛ حيث أن كلمة “جهادًا” في هذه العبارة هي المفعول المطلق المشتق من لفظ الفعل “جاهد” ، لتكون موقعها الإعرابي هي مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
أنواع المفعول المطلق
تأكيد الفعل
قد يأتي المفعول المطلق من أجل تأكيد الفعل مثل “قفز الطفل قفزًا” ؛ حيث جاءت كلمة “قفزًا” هنا كمفعول مطلق لتوكيد الفعل قفز.
بيان نوعه
قد يكون المفعول المطلق موجود بالجملة من أجل بيان نوعه مثل “قاتل الجنود قتال الأسود الأقوياء” ؛ حيث وردت كلمة “قتال” هنا كمفعول مطلق من أجل بيان نوع القتال وهو القتال الذي يُشبه قتال الأسود في قوته.
بيان عدده
قد يأتي المفعول المطلق من أجل بيان عدده مثل “سجد العبد سجدتين” ؛ حيث وردت كلمة “سجدتين” هنا كمفعول مطلق من أجل بيان عدد السجدات التي كانت اثنتين.
أحاديث فيها مفعول مطلق
من الأمثلة الواردة في السُنة النبوية على المفعول المطلق ما يلي :
قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم “عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ ، فَكانَ خَيْرًا له ، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له” ؛ حيث جاءت كلمة “عجبًا” في الحديث الشريف كمفعول مطلق لفعل محذوف وتقديره “أعجب عجبًا” ، وهنا المفعول المطلق قد جاء لتوكيد فعله.
ومما ورد عن عكرمة بن أبي جهل قوله للرسول صلّ الله عليه وسلم :”
يا رسول الله ، مرني بخير ما تعلم فأُعلِّمُه ، قال : قل : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله ، وتجاهد في سبيله ، ثم قال عكرمة : أما والله يا رسول الله ، لا أدع نفقة كنت أنفقتها في الصدِّ عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله ، ولا قاتلت قتالًا في الصدِّ عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله” ، وقد جاءت هنا كلمة “قتالًا” كمفعول مطلق للفعل “قاتلت” ، وقد جاءت لتوكيد الفعل.
آيات قرآنية فيها مفعول مطلق
لقد ورد المفعول المطلق كثيرًا في القرآن الكريم ، ومن الأمثلة عليه :
قال الله عزّ وجل “يَا أيُّهَا الَّذِين آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلاً سَديداً” ، جاءت كلمة “قولًا” في الآية الكريمة في موضع المفعول المطلق للفعل “قولوا” ، وقد وردت من أجل بيان نوع القول حيث قال سبحانه وتعالى “قولًا سديدًا” أي قولًا موافقًا للحق.
قال الله سبحانه وتعالى “وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا” ، وقد وردت كلمة “تكليمًا” في هذه الآية الكريمة لتكون مفعول مطلق للفعل “كلم” ، التي جاءت من أجل توكيد الفعل.
قال الله تعالى “الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ” ، وجاءت كلمة “جلدة” كمفعول مطلق للفعل “اجلدوا” ، ولكنها وردت لبيان العدد حيث قال تعالى “مائة جلدة”.