فضل الوفاء بالوعد
إن الوعد هو ميثاق شرف بين الواعد والموعود ؛ حيث أنه عقد وفاء وصدق سواءًا مع الله سبحانه وتعالى أو مع النفس أو الناس ، وهو من أسمى الأخلاقيات الكريمة التي يجب أن تتوفر في كل إنسان ، والوفاء بالوعد هو صفة من صفات المولى عزّ وجل الذي يقول في كتابه العزيز “وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا” ، كما أنه سمة رئيسية للرسل والأنبياء ، ومما ورد في ذلك قول الله تعالى في وصف نبيه إسماعيل عليه السلام “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا” ؛ فالوفاء بالوعد هو عهد صدق ، وحينما يكون هناك حديث عن
اهمية الصداقة
؛ فمن الضروري أن يكون هناك
حديث عن الوفاء بالعهد
لأنها سمة يجب أن تتوفر في كل صديق.
الوفاء بالوعد
إن الوفاء بالوعد أو العهد هو تعبير عن الإخلاص للكلمة أو الميثاق الذي ارتبط به الإنسان مع غيره ، ومن أول وأولى تلك العهود هو عهد العبد مع ربه ؛ حيث أنه من الضروري أن يطيع العبد ربه في كل وقت وحين وبالتالي يحافظ على عهده الإيماني مع الله عزّ وجل ، كما أن الوعود بين الناس في غاية الأهمية مثل حقوق الإخوة والزواج والصداقة وغيرهم ؛ حيث أنها بمثابة مواثيق لابد من احترامها والوفاء بها سواء مع المؤمن أو الكافر ؛ لأن أخلاقيات المؤمن لا تسمح له بنقض عهده مع إي إنسان حى وإن كان كافرًا ، ولكن عليه أن يكون عهد شرف لا يخالف أوامر الله عزّ وجل في شيء.
ويُعتبر نقض العهد خيانة وهو صفة منبوذة من صفات المنافقين كما كان يعتبرها رسول الله صلِّ الله عليه وسلم ، فالعهود عقود موثقة بالألسنة أو بأي طريقة أخرى ؛ لذلك فالوفاء بها شيء أساسي لا خلاف عليه ، وفي حديث عن الوفاء بالعهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “مَن كان بَينَه وبينَ قومٍ (أي: مِن الكفَّارِ) عهدٌ (أي: عَقدٌ ومِيثاقٌ) ، فلا يَشُدَّ عُقْدةً ولا يَحُلَّها حتَّى يَنقضِيَ أمَدُها (أي: تَنقضِيَ مدَّةُ العَقدِ ويَصِلَ إلى غايَتِه ونِهايتِه ) ، أو يَنْبِذَ إليهم عَلى سَواءٍ (أي: يُعْلِمَهم أنَّ الصُّلْحَ قد ارتَفَع وانتَقَض ، وأنَّه يُريدُ أن يَغزُوَهم ، فيَكونُ الفَريقانِ في العِلْمِ على سَواءٍ).
فضل الوفاء بالوعد
الوفاء بالوعد من السمات الإيمانية العظيمة ، وله العديد من الفضائل ومنها :
يُعتبر الوفاء بالوعد هو طريق يتقرب به العبد من ربه ؛ حيث أنه سبيل يرفع به المؤمن درجاته عند الله سبحانه وتعالى لأنها صفة من صفات المولى عزّوجل ، كما أنها من صفات الأنبياء والرسل ؛ وبالتالي فإنها تكون سمة أهل الصلاح والتقوى
الوفاء بالوعد هو شرف المؤمن وطريقة للتواصل الودي بين البشر ؛ حيث أن الوعود إذا وُفيت فإن الخلافات بين البشر تصبح منعدمة من هذه الناحية ، وهو ما يعزز العلاقات الإنسانية ويضعها على الطريق الصحيح
من أهم وسائل الحفاظ على حقوق الناس هو الوفاء بالوعد أو العهد معهم سواء كانوا من المسلمين أو من الكفار ، كما أن هذا الوفاء يكون سببًا في حماية أمن الأوطان من المشاحنات ؛ ومن ثَم الحفاظ على حياة البشر وانتشار الأمان فيما بينهم
الوفاء بالوعد هو أحد أسباب تكفير ذنوب المؤمن ودخول الجنة بإذن الله تعالى ؛ حيث أنه وسيلة لتحقيق الإيمان الصادق بالله والتقوى إن كان خالص النية لله تعالى.