سبب نزول سورة الانشقاق
يُعتبر القران الكريم هو أحد أعظم المعجزات التي جاء بها رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ ونظرًا إلى أن العرب حينذاك كانوا فصحاء في اللغة ؛ فقد جاء القران الكريم ليتحداهم في مدى الإتقان اللغوي والبياني للايات ، وهذا ما جعل كل من يستمع إلى القران الكريم يرق قلبه ويعشقه سواء من المسلمين أو من بعض الكفار مثل الوليد بن المغيرة ، وتُعد سورة الانشقاق واحدة من أعظم سورة القران الكريم التي تُقدم عدد كبير من الدروس المستفادة .
معلومات عن سورة الانشقاق
سورة الانشقاق هي إحدى سور القران الكريم المكية وهي نزلت مباشرةً بعد سورة الانفطار وقبل سورة الروم ، وهي تعتبر السورة رقم 84 في ترتيب السور بالمصحف الشريف ، وعدد آياتها (25) آية ، وهي تقع في الجزء الثلاثين ، وقد جاءت أولى آيات السورة بأسلوب الشرط حيث بدأت بكلمة { إذا } ، وتحتوي الآية رقم 21 من السورة على سجدة قرانية ، وقد تمحورت سورة الانشقاق مثلها مثل السور المكية الأخرى حول ترسيخ العقائد الإسلامية وشرح بعض من أهوال الساعة ، وهناك عدد كبير من الدروس المستفادة من هذه السورة .
أسباب تسمية سورة الانشقاق
تحتوي الآية الأولى من سورة الانشقاق على كلمة انشقت { إذا السَّماء انشقت } [اية : 1] ، وبالتالي فإن اسم السورة (الانشقاق) هو مصدر الفعل انشق ، والانشقاق هنا يأتي بمعنى الانفطار ، وهذا الانشقاق هو الذي سوف يحدث يوم القيامة يوم تبُدل الأرض غير الأرض والسماوات وبالتالي فقد أخذت السورة هذا الاسم لأنها تحدثت عن انشقاق السماء يوم القيامة ، وكانت هذه الصورة معروفة بين الصحابة باسم سورة “إذا السماء انشقت” ، وقد كانت معروفة أيضًا في بعض كتب تفسير القرآن باسم (سورة انشقت) .
أسباب نزول سورة الانشقاق
اهتم علماء الأمة الإسلامية بتوضيح أسباب نزول كل سورة من سور القران الكريم ؛ حتى يعي كل مسلم العبرة والعظة المقصودة من وراء كل سورة ، وعلى الرغم من ذلك فإن كبار المفسرين ومنهم السيوطي والواحدي لم يرد ذكر أسباب نزول سورة الانشقاق في كتبهم ، ولكن بشكل عام ؛ أشار الكثيرين من علماء الأمة الإسلامية إلى أن سورة الانشقاق قد نزلت من أجل أن تُوضح للمسلمين وللكفار أيضًا بعض من أهوال يوم القيامة مثل انشقاق السماء وتمدد الأرض والحساب ، ولتوضح للمسلمين كذلك بعض قواعد وأصول العقيدة الإسلامية .
الدروس المستفادة من سورة الانشقاق
على الرغم من أن سورة الانشقاق عدد آياتها صغير نوعًا ما ؛ إلا أنها قد تضمنت بعض من الدروس المستفادة لجموع الأمة الإسلامية ، مثل :
-نظرًا لما تضمنته سورة الانشقاق من بعض مشاهد وأحداث يوم القيامة التي قد يعجز العقل البشري عن تصورها مثل انشقاق السماء وتغير حالة الكون ؛ فهي تُساعد كل مُسلم على أن يعي حقيقة أن أهوال الساعة لا تُضاهيها أي أحداث أخرى على الأرض ، مما يؤكد أنه على كل شخص أن يُعد العدة وأن يتجهز ليوم القيامة والحساب .
-وفي قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
: { بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ * وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ * فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } [الآيات من 22 : 25 ] ، إشارة إلى العذاب الأليم الذي أعده الله تعالى للكافرين ، وإلى عظيم الثواب والنعيم الذي أعده جل وعلا لعباده المؤمنين الصالحين .
-كما تُشير ايات سورة الانشقاق أيضًا إلى مدى قدرة وعظمة الخالق عز وجل في الكون مثل انشقاق السماء وتمدد الأرض يوم القيامة .