التمييز الملحوظ والملفوظ
يعد
التمييز
واحد من أبواب المنصوبات في لغتنا العربية، حيث يأتي التمييز ليميز الأعداد أو الأوزون أو الجمل التي تحتاج إلى تفسير، ينقسم التمييز إلى التمييز الملحوظ أو التمييز الملفوظ، وهذا ما سنتعرف عليه سوياً.
التمييز
التمييز هو فصل من فصول المنصوبات في النحو، يعرف التمييز بأنه اسم نكرة حيث يأتي ليميز شيء ما أو لكي يزيل الغموض أو اللبس، كما في قوله تعالى في سورة يوسف آية 4 (يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا)، ففي الآية القرآنية نجد أن العدد المذكور وهي العدد أحد عشر عدد غير معروف فأتت كلمة كوكباً حتى تبين معنى العدد وتزيل الغموض.
في جملة مثل (أزاد الطفل نضوجاً) هنا لو وقفنا عند الجملة الفعلية فقط ستصبح الجملة ازداد الطفل، ولكن مازالت الجملة غير مفهومة وفيها لبس وغموض، والعلاقة الموجودة بين الفاعل وفعله غير مفهومة وتحتاج إلى التفسير، فلو سألنا أنفسنا ماذا ازداد الطفل، ستكون الإجابة ازداد الطفل نضوجاً، هنا علمنا أين توجد الزيادة ليس في الوزن مثلاً ولا في الخشونة إنما ازداد الطفل نضوجاً، وهذا يبين نوع الزيادة، وتفسر العلاقة بين الفاعل والفعل في الجملة، وهنا تأتي أهمية التمييز التي تبين المعنى في الجملة وتوضيحها.
انواع التمييز
ينقسم التمييز إلى نوعين: التمييز الملفوظ أو الذات أو المفرد، والتمييز الملحوظ أو النسبة
التمييز الملفوظ
يعد التمييز الملفوظ التمييز الأول من نوعه في التمييز في اللغة العربية، ويأتي هذا التمييز حتى يزيل اللبس والغموض عن الكلمة التي تسبقها، ويسمى التمييز هنا بالملفوظ، لأنه هو ما نلفظه، ويختلف الحكم الإعرابي هنا للتمييز الملفوظ باختلاف ما دل عليه أو يفسره التمييز، وللتمييز الملفوظ أشكال هي:
التميز الذي يدل على مقدار ما أو شبه مقدار
الشبيه بالمقدار في التمييز في اللغة هي كلمة تدل على المقدار ولكن ليست المقدار نفسه، مثل: قدر، ومقدار، ومثل، ومن الأمثلة على تمييز المقدار:
اشتريت لتراً زيتاً.
لتراً هنا تدل على مقدار الزيت وفي هذا الحالة الإعراب للتمييز وهو كلمة لتراً منصوب وعلامة النصب التنوين بالفتح، ولكن لو كانت الجملة اشتريت لتراً من زيت، ففي هذه الحالة تكون حالة الإعراب في التمييز الذي هو كلمة زيت مجرورة لأنها جاءت نكرة، أما إذا قلنا اشتريت لتراً من الزيت، ففي هذه الحالة لا يعد كلمة الزيت تمييز لأنها جاءت معرفة، وهذا الحالة تأتي مع التمييز الملفوظ أو التمييز المفرد إلا ما دل على عدد منه.
ما دل على الفرع
يأتي التمييز هنا ليدل ويميز على فرع من نفس صاحبه، مثل قولنا: لبست قميصاً قطناً، فكلمة قطناً هي فرع من الأصل وهو القميص، حيث ميزته عن أي نوع أخر فلو قلنا لبست قميص فقط فغير معروف نوع القميص من الحرير أم من الصوف أم غير ذلك، فجاءت كلمة قطناً لتميزه عن غيره، أما حكمها في الإعراب فهي منصوبة بعلامة التنوين الفتح.
ما دل على عدد
في هذه الحالة يختلف حكم الأعراب للتمييز الذي يدل على عدد، فالأعداد من 3 إلى 10 يأتي التمييز جمع مضاف إلى المميز، أما من مئة إلى ألف، يكون مفرد مضاف مجرور، كما قوله تعالى في سورة الطلاق آية 12 (للَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ)، حيث أن كلمة سماوات هنا تعرب مضاف مجرور لفظاً ولأنها جاءت نكرة فتعد الكلمة تمييز من حيث المعنى.
التمييز الملحوظ
هو النوع الثاني من أنواع التمييز في اللغة، وهو يأتي في الجملة حتى يزيل الغموض عن الجملة الفعلية أو الأسمية، ويسمي أيضاً بالنسبة لأنه ينسب المبتدأ إلى خبر وينسب الفعل إلى الفاعل، أما حكمه في الإعراب فهو دائماً منصوب، مثل أنا أكثر حباً للتسامح، حيث أن كلمة أنا وهي المبتدأ وكلمة أكثر هي الخبر لا تحتاج إلى تفسير ذاتها ولكن تحتاج تفسير العلاقة بينهم، فتأتي كلمة حباً كتمييز ليبين أنه أكثر حباً للتسامح، وليس لأي شيء آخر.