تقنيات السرد الحديثة
يُعتبر السرد أداة من أدوات التعبير الإنساني ، و
تعريف السرد
يكمن في كونه ترجمة للأفعال والسلوكيات الإنسانية داخل عمل متكامل يتضمن حكاية ، ويُستخدم السرد في الأعمال الأدبية مثل الرواية والقصة القصيرة والأسطورة والحكاية وغيرهم ، ومن الضروري استخدام أساليب سرد مناسبة مع المضمون المقدم كي يفهمه المتلقي دون عناء ، وللسرد خصائص وتقنيات يتبعها الراوي داخل حكايته ، وقد تطورت آليات السرد في العصر الحديث نتيجة لتطور كل شيء في الحياة.
الخصائص الرئيسية للسرد
يعتمد السرد على مجموعة من المقومات والآليات التي يتبعها الراوي باستمرار ؛ حيث أنها الخصائص الرئيسية للسرد ومنها:
-من الضروري وجود مؤشرات زمانية ومكانية في السرد ؛ حيث أن الارتباط الزمني يحفز عامل التشويق
-يتضمن السرد روابط معينة تعمل على ربط الأحداث بالطريقة التي يريدها الراوي أو السارد مثل استخدام كلمات “بعد ذلك – ثم..”
-تتشكل الأحداث داخل السرد من خلال ثلاث مراحل رئيسية وهي “أحداث أولية – أحداث طارئة -أحداث نهائية”
-من الضروري استخدام الأفعال التي تناسب مع زمن الحكاية ؛ حيث يُستخدم الفعل الماضي مع الحدث المنتهي ، والمضارع مع الحدث الذي يُروى في الوقت الحالي
تقنيات السرد في العصر الحديث
في إطار عمليات التطور والحداثة فإن السرد قد لجأ إلى تقنيات حديثة تتماشى مع تطور العصر ؛ حيث أصبح السرد داخل الرواية على سبيل المثال يرفض السائد ليخرج من عباءة الرواية التقليدية ليُشكل طرقًا جديدة في طريقة العرض ، ومن التقنيات الحديثة المتبعة في السرد :
تم التحرر من سكونية السرد التقليدي من خلال إثارة بعض الأسئلة التي تتعلق بالأبنية والمتن والنسق لغة وخطابًا
أصبح هناك توظيف للفنون الإبداعية الأخرى مثل السيرة الذاتية والفن التشكيلي ، بالإضافة إلى تواجد عرض للشخوص الروائية
تخلى السرد الحديث عن السرد النمطي وأحادية الصوت وعمل على جعل الأزمنة والفضاءات متداخلة مع بعضها البعض
تدخل الاهتمام بالتعدد اللغوي في السرد ؛ حيث أصبح هناك تعدد للأصوات المتكلمة والساردة
أصبحت هناك هياكل جديدة داخل السرد الروائي الحديث مثل ارتداء أقنعة التاريخ أو انتحال هياكل الحيوانات أو إعادة تشخيص الصراعات داخل المجتمع أو انتهال من الحكايات الشعبية مثل السير الشعبية والأساطير والواقع الاجتماعي ، وتقديم ذلك بلغة فصيحة معبرة تمتزج من خلالها الأجناس السردية ، كما يتم استحضار الأبعاد المعرفية والفلسفية بداخلها
اتخذ الراوي الحديث طرقًا مستحدثة في السرد تعمل على خلخلة المبنى العام لحكايته ؛ حيث يلجأ إلى تمزيق منطق الترابط والتتابع والعمل على تدمير منطق الحبكة المترابطة وإثارة التساؤلات ؛ فيصبح في بعض الأحيان وجود شيء من الغموض في السرد هو أحد الأساليب التي يتبعها السارد
تعتمد البنية السردية الحديثة على خلخلة بناء السرد والعمل على إفقاده التسلسل المنطقي والتتابع ، ويظهر ذلك من خلال الحوار وتشكيل الزمان والمكان بالنص وأهداف الشخوص ، وهو ما قد يجعل المتلقي في حالة ارتباك وقلق لأنه لا يستطيع تحديد معالم العمل
يستخدم السرد الحديث أسلوب التكرار والشعرية والتساؤلات من أجل التشويق وإمتاع المتلقي من الناحية الأدبية والفنية
وهكذا لجأ السارد في العصر الحديث إلى استخدام آليات مستحدثة للسرد من أجل الخروج من التقليدي إلى شكل مختلف يستدعي التشويق والغموض.