فضل الخلفاء الراشدين

الخلفاء الراشدون هم صحابة رسول الله الأشراف النبلاء الذين قد كرمهم الله تعالى بصحبة سيدنا محمد – صلَّ الله عليه وسلم – في الدنيا وكرمهم أيضًا باختيارهم بعد وفاته لخلافته وتولي شؤون وأمور المسلمين ، وقد حرص الخلفاء الراشدون على أن يؤدوا تلك الأمانة والواجب تجاه الأمة على أكمل وجه ؛ حيث أنهم قاموا بنشر الدين وتبليغه إلى شتى بقاع الأرض وأقاموا دولة الحق والعدل .

من هم الخلفاء الراشدين

الخلفاء الراشدون هم صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم الذين قد تولوا حكم الأمة الإسلامية من بعده ، و

الخلفاء الراشدين بالترتيب

هم : (أبو بكر الصديق ـ عمر بن الخطاب – عثمان بن عفان – علي بن أبي طالب) ، وقد يتساءل الكثير من المسلمين

لماذا سمي الخلفاء الراشدين

بهذا الاسم ؛ وذلك لأن فترة عهدهم قد امتازت بالرُشد والحكمة في تسيير أمور الدولة الإسلامية في الداخل والخارج وحرصهم على إرشاد غير المسلمين إلى اعتناق الدين الإسلامي ، وقد تمكن الخلفاء الراشدين من توسيع الدولة الإسلامية حيث امتدت لتشمل كل من مصر والشام والعراق وغيرهم .

صفات الخلفاء الراشدين

لقد كان الخلفاء الراشدين يتمتعون بعظيم الصفات سواء العدل أو الرحمة أو الحكمة والفطنة والذكاء والقدرة على تجاوز كافة الأمور الصعبة التي تعرضت لها الدولة الإسلامية عقب موت رسول الله صلَّ الله عليه وسلم ومن أشهرها حروب الردة وظهور الكثير من المتأسلمين والمنافقين إلى جانب تقسيم الثروات بالعدل بين المسلمين ورفع الظلم عن المظلومين ، ونظرًا إلى مكارم الأخلاق وصفات الإسلام السمحة التي كان يتمتع بها الخلفاء الراشدين ؛ فقد أحبوا المسلمين وفي المقابل أحبهم المسلمين جميعًا .

فضل الخلفاء الراشدين

كان للخلفاء الراشدين جميعهم فضل كبير على الأمة الإسلامية ، كما يلي :

أبو بكر الصديق

يعتبر سيدنا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – هو الخليفة الأول للمسلمين ، واسمه الحقيقي هو (عبد الله بن أبي قحافة) ، وقد أطلق رسول الله -صل الله عليه وسلم – عليه اسم الصديق ؛ نظرًا إلى أنه أول من امن به من الرجال وهو من صدقه فيما يخص رحلة الإسراء والمعراج ، وقد قام الصديق بترتيب أمور المسلمين بعد انتقال رسول الله صل الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ، ومن أهم أعماله ، ما يلي :

-شارك في حروب الرّدة من خلال تنظيم الجيش بقيادة الصحابة في عدة مناطق مثل البحرين ، وهوازن ، وحضر موت ، والشام ، واليمامة ، وغيرهم .

-بعد الانتهاء من حروب الردة ؛ بدأ الصديق في إعداد الجيش لفتح العراق ، حيث قام بإرسال جيشين الأول كان بقيادة (خالد بن الوليد) ، والثاني كان بقيادة (عياض بن الغنم) ، وقام أيضًا ببعض الفتوحات الأخرى في الأنبار ودومة الجندل وغيرهم .

-اعتمد الصديق أثناء ولايته على الشريعة الإسلامية والسنة النبوية وطبقها بحذافيرها وكان معتادًا على الاجتماع بالمسلمين لمناقشة أمور الدولة ، وكان يستعين بباقي الصحابة في كافة الأمور داخل الدولة سواء الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية .

عمر بن الخطاب

سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – هو الخليفة الثاني الذي تم اختياره بعد وفاة سيدنا أبو بكر الصديق ، ونظرًا إلى ما تمتع به من العدل والحكمة ؛ فقط تم إطلاق لقب الفاروق عليه ، وقام بالعديد من الأمور والأعمال الهامة ، مثل :

-قام بإنشاء عدد من الدواوين في اختصاصات متعددة مثل ديوان الجند وديوان العطاء وديوان الخراج وغيرهم .

-وقد قام الفاروق أيضًا بإنشاء (بيت مال المسلمين) لجمع أموال الأمة وتوزيعها على الجهات المستحقة .

-وضع نظام قضائي وقام بتعيين بعض القضاة وقام بإنشاء بعض المحاكم ، وهو أول من وضع التاريخ الهجري والذي يبدأ مع موعد هجرة رسول الله من مكة إلى المدينة .

-نجح الفاروق في فتح العراق وبلاد فارس ومصر والشام ، وقام ببناء بعض المدن مثل الكوفة والبصرة في العراق ، وبناء الجيزة والقسطنطينية في مصر .

عثمان بن عفان

هو الخليفة الثالث للدولة الإسلامية وقد كان سيدنا عثمان بن عفان – رضي الله عنه – يُلقب باسم (ذي النورين) ، وهو من العشرة المبشرين بالجنة ، وأثناء خلافته قام بالأعمال التالية :

-قام بإحداث توسعات كبيرة في المسجد النبوي حينما زاد عدد المسلمين ، وقد قام أيضًا بشراء بيت مجاور للحرم المكي بقيمة 10 الاف دينار من أجل توسيع مساحة الحرم .

-حينما هاجر رسول الله – صل الله عليه وسلم – كان هناك قلة في المياه ولم يجد المسلمين مياه الشرب ، وهنا قام عثمان بن عفان بشراء بئر رومة الذي كان يملكه أحد اليهود وجعله متاحًا للاستخدام لكافة المسلمين .

-قام باستكمال ما بدأه أبو بكر وعمر في فتح بعض البلدان ؛ حيث قام باستكمال فتح الشام من أجل نشر الإسلام بها ، وقام بفتح تونس والمغرب والنوبة ، ووصلت الفتوحات الإسلامية في عهده إلى بحر قزوين .

-خشي عثمان من تحريف القران ؛ ولذلك قام بجمعه بلغة عربية قرشية موحدة وأمر بطباعته بهذه اللهجة القرشية .

على بن أبي طالب

ويُعتبر سيدنا علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – هو الخليفة الرابع من بين الخلفاء الراشدين ، وأثناء ولايته قام ببعض الأعمال الهامة ، مثل :

-قام بمحو كافة اثار الأصنام والتماثيل واثار الجاهلية بشكل كامل .

-وقد منع الاعتقاد بما يخص الكواكب والتنجيم ، حيث أن أحد المنجمين عند خروج سيدنا علي من أجل قتال الخوارج نصحه أن لا يخرج للقتال لأن القمر في العقرب ؛ وهذا يعني أنهم سوف يتعرضون إلى الخسارة ، ولكن سيدنا علي لم يستمع له وأصر على الخروج والقتال وتمكن من الانتصار على الخوارج والقضاء عليهم .

-هو أول من بنى السجون وإنشاء الشرطة التي احتلت أهمية كبيرة في عهده ، وقد قام ببناء سجن في مدينة الكوفة أطلق عليه اسم (نافعًا) .

-قام علي بن أبي طالب بالاستبقاء على الأسلوب القضائي الذي وضعه الخلفاء السابقين ، وكان يقوم بإجراء بعض التعديلات عليها من حين لاخر .

وقد قام المسلمين بإطلاق اسم خامس الخلفاء الراشدين على (عمر بن عبدالعزيز) نظرًا إلى أن  عهده كان يتسم بالعدل والحكمة والتقدم مثلما فعل الخلفاء الراشدين الأربعة .