صفات عثمان بن عفان
عثمان بن عفان صحابي جليل، وهو أحد العشرة السابقين إلى الإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة، الخليفة الثالث للمسلمين من الخلفاء الراشدين، واسمه عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي، وأمه أروى بنت كريمة من بني مناف، ولد في السنة السادسة بعد عام الفيل، وأسلم على يد أبي بكر الصديق وهو يبلغ من العمر أربعة وثلاثين عامًا.
لقب عثمان بن عفان
كان عثمان بن عفان يلقب بذي النورين، لأنه تزوج من رقية ابنة الرسول صلّ الله عليه وسلم، ثم تزوج بعد وفاتها من أختها أم كلثوم، فكان زوج ابنتي الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان ممن هاجر الهجرتين، حيث هاجر مع زوجته رقية إلى الحبشة بعد أن زاد ضغط قريش على المسلمين، وهاجر إلى المدينة المنورة، استشهد رضي الله عنه عام 35 هجريًا بعد قتله على يد جماعة من المسلمين خرجوا عليه وشقوا صفوف جماعة المسلمين وهو يحمل المصحف في يده، ودُفن في البقيع.
صفات عثمان بن عفان
كان عثمان بن عفان في الجاهلية تاجرًا غنيًا يمتلك مال وفير، وكان محبوب لدى قبيلته قريش، لما يتمتع به من الأخلاق الكريمة والصفات الجميلة، فكان جوادًا بما يملك، فكان شريفًا وعاقلًا وعطوفًا ورحيمًا، ولين القلب، كما كان شديد الحياء، وقال عنه الرسول صلّ الله عليه وسلم ” ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه الملائكةُ) [صحيح مسلم ].
كان عثمان بن عفان أسمر البشرة ومربوع الطول، لا يميل إلى الطول ولا القصر، فكان حسن الوجه وذو لحية كبيرة، وعُرف رضي الله عنه بكثرة بذل ماله في سبيل الله، حيث اشترى بئر رومة بماله وجعلها لسقاية المسلمين، وقام بتجهيز ثلث جيش العسرة المتوجه إلى غزوة تبوك، فكان تقيًا وصوامًا وقوامًا وعالمًا بالمناسك.
خلافة عثمان بن عفان
تولى عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة بعد استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ودامت خلافته مدة إثني عشرة عامًا، وقام بالعديد من الأعمال في تلك الفترة ومن
انجازات عثمان بن عفان
ما يلي :
نسخ القرآن، حيث أدى إنتشار الإسلام إلى دخول العديد من غير العرب فيه مما ولد الخوف من الخطأ في قراءة القرآن وتحريفه وتغيير معانيه بين المسلمين، وأدى هذا إلى وجود ضرورة نسخة بلسان قريش في مصاحف تُوزع على كافة الأمصار.
إنشاء الأسطول البحري، حيث قام معاوية بن أبي سفيان والي الشام في ذلك الوقت بتأسيس الأسطول البحري الإسلامي للدفاع عن سواحل مصر وبلاد الشام من الهجمات البحرية البيزنطية، ودارت العديد من المعارك الهامة في هذا الوقت، ومنها معركة الصواري الشهيرة والتي وقعت قرب الإسكندرية وانتصر فيها المسلمين على البيزنطيين.
الفتوحات الإسلامية، في عهد عثمان بن عفان تم القضاء على الدولة الفارسية بشكل كامل، ووصلت حدود الدولة الإسلامية إلى بحر قزوين من ناحية الشرق، وفُتحت في عهده بلاد النوبة جنوب مصر، وعدد من المدن في المغرب العربي.
إسلام عثمان بن عفان
دخل عثمان بن عفان رضي الله عنه الإسلام وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، ويُعد من العشرة الأوائل الذين دخلوا إلى الإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأسلم على يد الصحابي أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عندما كان يدعو قومه إلى الإسلام، وأسلم على يديه الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله، وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم.
صفات عثمان بن عفان الخُلقية
عُرف عثمان بن عفان بالحياء الشديد، حيث كان الرسول صلّ الله عليه وسلم يستحي منه، وذلك على ذلك قول عائشة رضي الله عنها: (كان رسولُ اللهِ صلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ مُضطجعًا في بيتي، كاشفًا عن فخذَيه، أو ساقَيه. فاستأذن أبو بكرٍ فأذِن له، وهو على تلك الحالِ، فتحدَّث، ثم استأذن عمرُ فأذن له، وهو كذلك، فتحدَّثَ، ثمّ استأذن عثمانُ، فجلس رسولُ اللهِ صلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ، وسوَّى ثيابَه – قال محمدٌ: ولا أقول ذلك في يومٍ واحدٍ- فدخل فتحدَّثَ. فلما خرج قالت عائشةُ: دخل أبو بكرٍ فلم تهتَشَّ له. ولم تُبالِه. ثمّ دخل عمرُ فلم تهتَشَّ له ولم تُبالِه. ثمّ دخل عثمانُ فجلستَ وسوَّيت ثيابَك! فقال: ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه الملائكةُ) [صحيح مسلم].