ابناء ادم عليه السلام بالترتيب


سيدنا آدم

(عليه السلام) هو أول مخلوق بشري على وجه الأرض وهو أيضًا أول

الأنبياء

والمرسلين ، وقد خلق الله سبحانه وتعالى أمنا حواء من ضلع سيدنا آدم ، وبعد أن أُخرجا من الجنة وهبطا إلى الأرض أنجبا الكثير من الأبناء والذين قد استمر نسلهم إلى يومنا هذا ؛ حيث أننا جميعًا من نسل سيدنا آدم عليه السلام ، فدعونا نتعرف عبر هذا المقال على قصة سيدنا آدم وعلى أبنائه وعلى

قصة قابيل وهابيل

.

قصة سيدنا آدم (عليه السلام)

يُلقب سيدنا آدم بـ (أبو البشرية) ، وقد خلقة الله تبارك وتعالى من طين ونفخ فيه من روحه ، ثم خلق من ضلعه أمنا حواء ، وعندما خلق الله سيدنا آدم أمر الملائكة بأن تسجد له (تكريمًا وليس عبادة) فسجدوا جميعهم إلا إبليس ، وقد جاء ذلك في قوله الله تبارك وتعالى: { إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ }

سورة البقرة

الآية [34] .

وبعد أن خلق الله جلا وعلا آدم وحواء أسكنهما في الجنة وأتاح لهم الاستمتاع بكل النعم الموجودة بها إلا شجرة واحدة أمرهما ألا يقتربا منها ، ولكن وسوس إليهما إبليس بأن تلك الشجرة هي شجرة الخلد فعصوا أمر الله وأكلا منها ، ولذلك جاء العقاب الرباني بهبوط آدم وحواء إلى

الأرض

، ومن هنا كانت بداية التكاثر والحياة البشرية .

ابناء آدم عليه السلام

بعد أن هبط سيدنا آدم وأمنا حواء إلى الأرض بدأت مظاهر الحياة البشرية ، وقد رزقهما الله بالأبناء والبنات ، وفيما يخص عدد أبناء سيدنا آدم فلم يأتي في

القرآن الكريم

والسنة النبوية الشريفة سوى ذِكر ابنيهما : (قابيل ، وهابيل) ، ولكن أشار بعض علماء الدين أن سيدنا آدم كان لديه عدد كبير من الأبناء والبنات وأن السيدة حواء كانت تلد في كل مرة أنثى وذكر وفي المرة التي تليها أنثى وذكر أيضًا فيحل هنا زواج الأنثى الأولى من الذكر الثاني والذكر الأول من الأنثى الثانية وهكذا .

وقد استند العلماء في ذلك إلى قول الخالق جل وعلا بالقرآن الكريم : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }

سورة النساء

الآية رقم [1] ، مما يبرهن أن سيدنا آدم عليه السلام كان لديه عدد كبير من الأبناء الذكور والإناث ومن هنا نشأت البشرية .

وهناك اجتهاد أيضًا من بعض العلماء ومنهم ابن جرير الذي قد ذكر أن حواء قد ولدت 120 مرة ، أولهم قابيل وأخته قليما ، وآخرهم عبد المغيث وأخته أم المغيث ، وأشار ابن كثير إلى أن سيدنا آدم قد عاش حتى رأى ما يقرب من 400 ألف نسمة من أبنائه وأحفاده وأحفاد أحفاده .

قصة قابيل وهابيل

إن قابيل وهابيل هما أشهر أبناء سيدنا آدم عليه السلام ، ولأن السيدة حواء كانت تلد في كل مرة ذكر وأنثى فقد أحل الله لهم زواج الذكر الأول من الأنثى الثانية وهكذا ، وكان قابيل يرغب في أن يتزوج الأنثى التي كان يجب أن يتزوجها هابيل لأنها كانت تتمتع بقدر عالي من الجمال ، فطلب منهما سيدنا آدم أن يتقدم كل منهما بقربان إلى الله عز وجل .

فتقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل فازداد غيظ قابيل وعزم على قتل أخيه ، وقد روى القرآن ذلك في قوله تعالى : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } سورة المائدة الآيات [27 – 28]

وقد تربص قابيل بأخيه هابيل بينما كان نائمًا إذ قام بقتله وهي تعتبر أول حالة قتل في تاريخ البشرية ، وبعد ذلك أيقن قابيل مدى هول ما قام به فبدأ الحزن والندم الشديد يتسلل إلى قلبه وبدأ يبحث عن طريقة ليواري بها سوءة أخيه إلى أن رأى غرابين يقتتلان ثم قتل أحدهم الآخر وأخذ يحفر في الأرض بمنقاره ودفن بها

الغراب

الآخر ؛ ومن هنا اقتدى قابيل بهذا الغراب وبدأ يحفر في الأرض ليدفن جثة أخيه .

وقد ورد هذا في القرآن الكريم في قوله تعالى : { فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ } سورة المائدة الآية [31] .

وحينما علم

سيدنا آدم

عليه السلام بمقتل ابنه هابيل على يد ابنه الثاني قابيل أدرك أنه من كيد الشيطان وحزن حزنًا شديدًا ، وتعتبر قصة قابيل وهابيل من أهم القصص التربوية الربانية التي ذكرها الله تبارك وتعالى لنا في كتابه العزيز لتكون بمثابة عظة وإنذار لكل شخص تسول له نفسه قتل وإيذاء الآخرين دون حق .