الثقب الأسود في القرآن

كم تعددت الآيات الكونية التي يحتوي عليها

القرآن الكريم

والإجازات العلمية التي وقف أمامها الكثير من العلماء مما دفع بعضهم إلى اعتناق الإسلام والبعض الآخر إلى تقدير واحترام الكتاب الذي يحوي تلك الآيات الكونية، والتي حواها منذ ما يزيد عن 1400 عام وهم قاموا باكتشافها بعد ذلك بالعديد من القرون حتى أن بعضها لم يتم اكتشافها إلا في العقود القريبة، وواحدة من أبرز وأشهر الآيات الكونية التي سيطرت على عقول الكثيرين وبخاصة في السنوات الأخيرة ما يعرف

بالثقوب السوداء

، فما هي تلك الثقوب السوداء؟ وما دلالات وجودها في القرآن؟


معلومات عن الثقب الأسود؟

تحدث

علماء الفلك

والفيزياء عن

الثقوب السوداء

حيث قالوا عنها، أنها عبارة عن أجسام توجد في البعد الرابع أو بعد الزمكان، وتتمتع تلك الأجسام بأنها تمتلك قوة جذب هائلة حتى أنه لا يمكن لأي جسم أو جسيم أو موجة أو شعاع حتى وإن كان شعاع

الضوء

والذي يمتلك سرعة فائقة أن يهرب من قوة الجذب تلك ما دام دخل في المدى الخاص بها وهو ما أطلق عليه العلماء أفق الحدث.

تحدثت النسبية عن الثقوب السوداء فقالت بأن أي كتلة مضغوطة بحد معين تمتلك القدرة على إحداث نوع من التشوه في الزمكان وهو ما يترتب عليه تكون الثقوب السوداء.

عرف عن المناطق التي توجد بها الثقوب السوداء بأنها لا تتمتع بأي صفات مميزة لذا فإنه من الصعب جدًا تحديدها وذلك ما كان قديمًا مع الأجهزة الفلكية التقليدية. يتمتع الثقب الأسود بأنه جسم أسود بشكل تام فهو يمتص كل شيء ولا يعكس حتى الضوء.

يتحدث العلماء عن تشكل الثقوب السوداء بأنها ربما تكون ناتجة عن انهيار نجوم ذات أحجام كبيرة وهو ما يصيب النجوم في نهاية دورتها، وعندما يبدأ الثقب في التشكل فإنه يبدأ في التضخم نتيجة لامتصاصه كل ما يصادفه من الكتل المحيطة مثل

النجوم

، أو الاندماج مع ثقوب سوداء أخرى وذلك يتسبب في تكون الثقوب السوداء الهائلة، وقد أجمع العلماء تقريبًا على أنه غالبًا يوجد ثقوب سوداء هائلة في قلب أغلب المجرات.

مع التطور والتقدم في التكنولوجي والأجهزة الحديثة أصبح بالإمكان القدرة على رصد التغيرات التي يمكن أن يحدثها وجود ثقب أسود، وذلك مثل إمكانية رصد التأثيرات التي يحدثها في الأشعة

الكهرومغناطيسية

والمواد الأخرى، ونتيجة للتراكم الخارجي للمواد الساقطة على الثقب الأسود وبسبب وجود احتكاك فإنه تحدث عملية تسخين مما يتسبب في تكون نوع من الأجسام الأشد بريقًا في الكون، كما أنه مع وجود تلك

التكنولوجيا

أصبح بالإمكان رصد عمليات اندماج لبعض الثقوب السوداء، والذي تم رصده في عام 2018، وفي عام 2019 تم نشر أول صورة لثقب أسود هائل في مركز المجرة.


الثقوب السوداء في القرآن الكريم

حدد العلماء ثلاث صفات أساسية للثقوب السوداء هي:

-لا ترى (invisible ).

-ذات قوة جذب هائلة مما سيجعلها تمتص أي شئ يقابلها أيًا كان، لذا فهي أقرب للمكنسة الكهربائية (vacuum cleaner ).

-دائمة الحركة (moves ).

قال تعالى

” (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِي الْكُنَّسِ” ( التكوير / من 15 و16 )، أقسم رب العزة هنا بواحدة من آيته الكونية التي خلقها أقسم بها في كتاب أنزل منذ أكثر من 1400 عام، ولم تعرف الثقوب السوداء إلا منذ القليل من القرون حتى أنه لم تعرف خصائصها بشكل دقيق وواضح إلا في القرن العشرين وتحديدًا في أواخر القرن العشرين.


ما معنى الخنس والكنس؟

ثلاث  كلمات حوت كل ما توصل إليه علماء الفلك و

الفيزياء

والرياضة عن الثقوب السوداء والذي سيتوصلون إليه في المستقبل.


الْخُنَّسِ


:

أي الأجسام التي تختفي ولا ترى أبدًا وقد عبر القرآن عن تلك النوعية من مخلوقات الله حتى أنه أطلق على الشيطان اسم الخناس فهو مخلوق لا يراه الإنسان بعينه ولكن أثره موجود وواضح وهي الصفة الأولى عير مرئية (invisible ).


الْجَوَارِ


:

تعني كلمة الْجَوَارِ التي تجري وتتحرك بشكل سريع أو المتحركة دائمًا وهي واحدة من الصفات التي حددها العلماء (moves ).


الْكُنَّسِ


:

تعني ما تبتلع كل ما تصادفه أو تكنسه وهي الصفة الثالثة التي حددها العلماء للثقوب السوداء (vacuum cleaner ).

هناك الكثير من التفسيرات لمعني الآيتين الكريمتين ومن هذه التفسيرات تفسير الشيخ سيد قطب في كتابه في ظلال القرآن الكريم حيث قال عنهم (الخنس الجوار الكنس، هي الكواكب التي تخنس، أي ترجع في دورتها الفلكية، وتجري وتختفي، والتعبير يصفها بأنا حياة رشيقة كحياة الظباء، وهي تجرى وتختبئ في كناسها، وترجع من ناحية أخرى)

أما الشيخ إسماعيل حقي البروسوي فقد قال فيها (“الخنس، هي جمع خانس، وهو المتأخر من خنس الرجل عن القوم إذا تأخر، والأصل الخنوس الرجوع إلى الخلف، والخناس الشيطان، والجوار الكنس، فالجوار جمع جارية بمعنى سائرة، والكنس جمع كانس، وهو الداخل في الكناس المستترة، وصفت الخنس بهما لأنها تجري في أفلاكها، وترجع حتى تختفي تحت ضوء

الشمس

، فخنوسها رجوعها، بينما ترى النجم في آخر البرج إلى أوله، وهو الخنوس، وكنوسها اختفاؤها تحت ضوءِها ).

قال تعالى ” إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ” ( التكوير/1 و2 )، في هذا الآيات إشارة إلى الثقوب السوداء أو بمعنى أكثر دقة إلى كيف تتكون الثقوب السوداء وهو ما يظهر من التعرف على معاني بعض ألفاظ الآيات:

إذا الشمس كورت وتعني أن ضوئها جمع ولف كما تلف العمامة أو اضمحلت على نفسها وذهبت، وهذه الآية تعبر عن آية كونية وتوضح كيف تتكون الثقوب السوداء، كما أنها توضح لنا كيف ستفني الأرض وتندثر بانهيار الشمس وتحولها إلى ثقب اسود وقيام الساعة.