من هو رمز الخيانة ” ابو رغال “
هناك العديد من الشخصيات العربية التي عرفت على مر التاريخ التي أشتهرت وخلد أسمها بشكل كبير ، فمنها ما أشتهر بعظمته وسطلته وحكمه ومنها ما عرف عنه جهله وبطشه ومنها أيضا ما عرف عنه شجاعته وبسالته ، ولا شك أن ما يخلد ذكراه هو من ترك آثر إيجابي في التاريخ ومن أستطاع أن يترك ما يفيد الناس .
ومن الشخصيات التي تركت أثرا ولكنه سلبي في تاريخ العرب “أبو رغال” وهو من الشخصيات التي حقرها ووبخها التاريخ العربي ، حيث سمي ذلك الشخص ب “خائن العرب” ، ولا شك أن تلك التسمية لم تكن مجرد لقب عادي ، بل كان مترتب على عدة أسباب سنقوم بتوضيحها بشكل تفصيلي.
من هو أبو رغال
تعتبر شخصية “أبو رغال” من الشخصيات العربية المكروهة من قبل المسلمين والسبب فى ذلك أنه كان من يقوم بإرشاد جيش
أبرهة الحبشي
إلى مكان الكعبة ، حتى يقوم بهدها وتدميرها ليقضي على دعوة الإسلام ويقوم بقتل المسلمين ، ولكنه لم يستطع ذلك حيث منعه الله وحمى بيته الحرام ، ولذلك كان يتم رجم قبر ذلك الرجل من قبل المسلمين بعد موته في موسم الحج والعمرة ، وكان يتم ذلك من الفترة التي تم فيها هزيمة أبرهة الحبشي (وهو أحد ملوك وحكام
اليمن
في فترة ظهور الإسلام) ، حتى ظهر الإسلام جهارًا ، وكان ذلك في عام 571 ميلاديا وسمي ذلك العام بعام الفيل وتم ذكره في القرآن الكريم.
السبب في إرشاد أبو رغال لمكان الكعبة
سبب إرشاد “أبرهة الحبشي” لمكان الكعبة ليقوم بهدها وهدمها وهو أن أبرهة الحبشي قام ببناء بيت سماه ب “القليس” وقام ببنائه من الذهب ، قام أبرهة بتشييد ذلك البيت ، حنى يحول العرب قبلتهم أو المسلمين بمعنى أصح من “بيت الله الحرام” إلى “بناء الفيس” ، ولكن بالفعل لم يستجيب المسلمون لذلك لإيمانهم بوحدانية الله وعدم وجود أى إله سواه في ذلك الكون ، ومن هنا بدأ إصرار أبرهة الحبشي الذي عرف عنه بطشه وكفره على هدم الكعبة ، حتى يتمتع بعظمته وملكه وامتالكه للنفوذ ولجوء الناس لبيت القليس ، ولذلك قام أبرهة بتجهيز جيشه وإصطحاب أحدث معدات القتال والحرب ، حتى يستطيع هدم الكعبة ، كما أنه قام بالتوجه إليها على فيل عظيم وكان مرشده لطريق الكعبة هو “أبو رغال” ولذلك سمي بخائن العرب.
معجزة الكعبة ضد أبرهة الحبشي
توجه “أبرهة الحبشي” بمساعدة وإرشاد “أبو الرغال” إلى الكعبة وحاول بنو هاشم أحد أكبر قبائل مكة التصدي لتلك الجيوش وقوتها الحربية ، ولكنهم لم يستطيعوا التصدي لكل تلك القوة ففروا هاربين من مكة خوفا من أن يتلقوا حتفهم بالموت على يد ذلك الملك الظالم الذي يحاول تدمير كل شيء ببطشه وظلمه ، ولكنهم تركوا “بيت الله الحرام” في مآمن وفى رعاية خالق الكون بأكمله سبحانه الله وتعالى .
وبالرغم من نجاح “أبو رغال” في إرشاد “أبرهة الحبشي” إلى مكان وموقع
الكعبة
، ولكنه لم يستطع أن يقوم بتدميرها ، فعند وصوله للكعبة الشريفة قام بتوجيه الفيل نحوها حتى يدمرها فقام الفيل بالجلوس ولم يقم حتى بمساس الكعبة ، ولذلك فشل أبرهة الحبشي في القيام بتدمير الكعبة ، ثم ارسل الله على أبرهة وجيشه طيور ترمى حجارة من النار تجعلهم يحترقوا ويموتوا ولذلك سمي هذا العام بعام الفيل لما حدث فيه من معجزة عظيمة من عند الله سبحانه وتعالى بحماية الكعبة (بيت الله الحرام) ، ثم نزل في محكم تنزيله ب
القرآن الكريم
ما يثبت تلك الوقعة ، ويقول الله سبحانه وتعالى (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول).
استحقار العرب للقب أبو رغال
لم تنتهي قصة ذلك اللقب في عام الفيل فقط ، بل يقوم العرب بإطلاق اسم “أبو رغال” على كل من يقوم بخيانة وطنه منذ وقوع ذلك الحدث ، فكلما قام شخص بخيانة وطنه أو بخيانة شخص ما يطلق عليه ذلك الاسم ، ووصلت مدى حقارة ذلك الشخص إلى قيام كل من يحج بيت الله الحرام قديما برجم قبره ليكون عبرة وموعظة على من يفكر أن يخون الإسلام والمسلمين في أي مكان.