قصص من ترك شي لله عوضه خيرا منه

ديننا الإسلامي هو دين يسر وليس دين عسر، يعوض الله الإنسان بالخير كله في حالة تركه للشر، حيث أنه من المعروف في الدين الإسلامي أنه من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، وتلك القاعدة من القواعد العظيمة التي تحث على

الزهد

في الدنيا وطلب الآخرة، عن طريق بذل الجهد في سبيل الله طلبًا لثوابه مع اليقين بأن ما يبذله العبد في تلك الدنيا سوف يعطيه الله خيرًا منه.

من ترك شيئًا لله عوضه خيرًا منه

يتضح معنى أن من ترك شيئًا لله عوضه خيرًا منه في قول الرسول صلً الله عليه وسلم “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل” (رواه

مسلم

)، وهذا يعني أن من يتصدق يبارك الله في ماله وفي رزقه، كما جاء في قول الله سبحانه وتعالى {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}، (سـبأ : 39)، بالإضافة إلى ذلك فأن الإنسان الذي يترك الانتقام من الآخرين والتشفي مع قدرته على ذلك يعوضه الله بالانشراح في الصدر والفرح في

القلب

والطمأنينة والسكينة.

قصة رجل ترك الكفر ودخل الجنة


وهي تحكي قصة رجل ترك الكفر  ولم يسجد سجده ودخل الجنة بعنوان :

عن

أبي هريرة

أنه كان يقول: (أخبروني عن رجل دخل الجنة لم يصل صلاة؟ ثم يقول: هو عمرو بن ثابت)، حيث قال ابن إسحاق قال الحصين بن محمد: قلت لمحمود بن لبيد: كيف كانت قصته ؟ قال: كان يأبى الإسلام، فلما كان يوم أحد بدا له فأخذ سيفه حتى أتى القوم فدخل في عرض الناس فقاتل حتى وقع جريحاً، فوجده قومه في المعركة فقالوا: ما جاء بك؟

أشفقة على قومك، أم رغبة في

الإسلام

؟ قال: بل رغبة في الإسلام، قاتلت مع رسول الله صلّ الله عليه وسلم، حتى أصابني ما أصابني، فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: (إنه من أهل الجنة) وفي رواية (ثم مات فدخل الجنة وما صلى صلاة).


وجاءت القصة بلفظ آخر وهو :

عن الزهري وعروة قالا: جاء عبد حبشي أسود من أهل خيبر كان في غنم لسيده فلما رأى أهل خيبر قد أخذوا السلاح سألهم قال: ما تريدون قالوا نقاتل هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، فوقع في نفسه ذكر النبي فأقبل بغنمه حتى عمد لرسول الله صلّ الله عليه وسلم، فقال: إلى ما تدعو؟ قال: أدعوك إلى الإسلام إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأن لا تعبدوا إلا الله، قال فقال العبد فماذا يكون لي أن شهدت بذلك وآمنت بالله، قال

رسول الله صلِّ الله عليه وسلم

: الجنة إن مت على ذلك، فأسلم العبد فقال يا نبي الله أن هذه الغنم عندي أمانة، فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: أخرجها من عسكرنا وأرمها بالحصى فإن الله سيؤدي عنك أمانتك به، ففعل، فرجعت

الغنم

إلى سيدها فعرف اليهودي أن غلامه أسلم.

فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: فوعظ الناس فذكر الحديث في إعطائه الراية علياً ودنوه من حصن اليهود وقتله مرحباً، وقُتِل مع عليّ بن أبي طالب ذلك العبد الأسود، فاحتمله المسلمون إلى عسكرهم فادخل في الفسطاط فزعموا أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم، أطلع في الفسطاط ثم أطلع على أصحابه فقال: لقد أكرم الله هذا العبد وساقه إلى خير قد كان الإسلام في قلبه حقاً، وقد رأيت عند رأسه اثنتين من

الحور العين

.


القصة برواية ثالثة :

روى الحافظ البيهقي هذه القصة بإسناده عن جابر بن عبدالله قال: كنا مع رسول الله صلّ الله عليه وسلم، في غزوة خيبر فخرجت سرية فأخذوا إنساناً معه غنم يرعاها فذكر نحو قصة هذا العبد الأسود وقال فيه: قتل شهيداً وما سجد لله سجدة.

قصة رجل يترك السرقة ليتزوج

وهي تحكي قصة طالب علم فقير يعاني من شدة الجوع حاول أن يسرق ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة ورزقه الله الخير الكثير الذي لم يكن يتوقعه، فمن ترك شيئا لله عوضه بأحسن منه.


يترك سرقة الباذنجانة فيرزق إمرأة

كان يوجد في دمشق مسجد كبير، يطلق عليه جامع التوبة ويُعرف بأنه جامع مبارك فيه أنس وجمال، وكان منذ سبعين سنة شيخ اسمه الشيخ سليم المسوطي، وكان مضرب المثل في فقره وإبائه وعزة نفسه وبذلها للآخرين، فكان يسكن في غرفة في المسجد، مرّ عليه يومان ولم يأكل فيهما شيء قط، وليس عنده ما يطعمه ولا ما يشتري به طعامًا، فلما جاء اليوم الثالث أحس كأنه مشرف على الموت، وفكر ماذا يصنع، فرأى أنه بلغ حدّ الاضطرار الذي يجوز له أكل الميتة أو السرقة بمقدار الحاجة، وقرر أن يسرق ما يقيم صلبه، وكان المسجد يتصل سطحه ببعض البيوت أي يستطيع المرء أن ينتقل من أولها إلى آخرها مشيًا على الأسقف.

فصعد الرجل إلى سقف المسجد وانتقل منه إلى الدار الذي تليه فلمح بها بعض النساء فغض بصره وابتعد، ونظر ورأى إلى جانبه دارًا خاليًا وشم رائحة

الطبخ

تصدر منها، فأحس من جوعه كأنها مغناطيس تجذبه إليها، وكانت البيوت جميعها من دور واحد، قفز قفزتين من السقف إلى الشرفة، فأصبح في الدار وأسرع إلى

المطبخ

وكشف غطاء القدر، ورأى فيها باذنجانًا محشوًا، فأخذ واحدة، ولم يبالي من شدة الجوع التي كان بها بسخونتها وعض منها عضة فما كاد يبتلعها حتى أرتد إليه عقله ودينه، وقال لنفسه أعوذ بالله أنا طالب علم مقيم في المسجد ثم أقتحم المنازل وأسرق ما فيها؟.

وكَبَر عليه ما فعل وندم واستغفر ورد الباذنجانة وعاد من حيث جاء، فنزل إلى المسجد وقعد في حلقة الشيخ وهو لا يكاد من شدة الجوع يفهم ما يسمع،فلما انقضى الدرس وانصرف الناس، جاء امرأة مستترة فكلمت الشيخ بكلام لم يسمعه فتلفت الشيخ حوله فلم ير غيره فدعاه وقال له: هل أنت متزوج؟، قال له لا، قال له هل تريد

الزواج

؟، فسكت، فأعاد الشيخ سؤاله، فقال: يا شيخ: ما عندي ثمن رغيف والله، فلماذا أتزوج؟ فقال له الشيخ إن هذه المرأة خبرتني أن زوجها توفي وأنها غريبة عن هذا البلد، ليس لها فيه ولا في الدنيا إلا عم عجوز فقير، وقد جاءت به معها، وأشار إليه قاعداً في ركن الحلقة، وقد ورثت دار زوجها ومعاشه، وهي تحب أن تجد رجلاً يتزوجها لئلا تبقى منفردة فيُطمع فيها، فهل تريد أن تتزوج بها؟ قال نعم.

وسألها الشيخ هل تقبلين به زوجاً؟ قالت: نعم، فدعا الشيخ عمها ودعا شاهدين وعقد العقد، ودفع المهر عن التلميذ وقال له: خذ بيد زوجتك، فأخذ بيدها فقادته إلى بيتها، فلما أدخلته كشفت عن وجهها فرأى شباباً وجمالاً، وإذا البيت هو البيت الذي اقتحمه، وسألته: هل تأكل؟ قال: نعم، فكشفت غطاء القدر، فرأت الباذنجانة فقالت: عجباً من الذي دخل الدار فعضها؟ فبكى الرجل وقص عليها الخبر، فقالت له: هذه ثمرة الأمانة، عففت وتركت

الباذنجانة

الحرام، فأعطاك الله الدار كلها وصاحبتها حلال، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.