عناصر الفعل القرائي


القراءة

أو المطالعة واحدة من

الهوايات

و

العادات

المهمة والتي يجب أن يمارسها الجميع بقدر وافي، حيث أن القراءة تساعد على تقوية الخلايا العصبية مما يجعلها من مضادات مرض الزهايمر، كما تعمل على تقوية

المخ

فيما يخص عمليات

التواصل

والتحليل، كما تساعد على تنمية التفكير والتخيل والتأمل، وكذلك تساعد على جعل الإنسان يمتلك حصيلة لغوية وتعبيرية واسعة ومتجددة مما يساعد على تنمية الجوانب الإبداعية لدى الإنسان فيما يخص الكتابة والتعبير.

وتعتبر القراءة نوع من الأدوية ذات الفعالية العالية في مواجهة الإصابة

بالاكتئاب

والقلق و

التوتر

والملل حيث تمثل وسيلة ممتازة للقضاء على

أوقات الفراغ

والاستفادة بها في عمل مفيد.


الفعل القرائي

القراءة مرتبطة بما يعرف بالفعل القرائي فما هو الفعل القرائي؟.

من الناحية اللغوية فإن فعل القراءة هو فعل متعدي.

أما من الناحية الاصطلاحية فإن فعل القراءة أي المطالعة وهنا يجب أن يتم إيضاح أن مفهوم القراءة تطور واختلف كثيرًا على مر العصور، إذ كان قديمًا يعتبر قاصرًا على فكرة التلقي والافتراض بأن المعني للنص المقروء هو فقط ما يقصده الكاتب، ولكن تطور المفهوم حتى أصبح أكثر مرونة وأصبحت الجمالية في القراءة ترتبط بمفهوم المتلقي الذي أصبح يمثل ركنًا أساسيًا في جمالية النصوص المقروءة، مما يوضح بأن الكثير من النصوص تتسم بتعدد المعنى مما يفتح المجال للقارئ بأن يؤول ويفسر ما يقوم بقراءته من النصوص.


عناصر الفعل القرائي

في ظل المفهوم الحديث لفعل القراءة أصبح بالإمكان تحديد مجموعة من العناصر التي تكون هذا الفعل ذو المفهوم الواسع، حيث يلعب كل عنصر دور في تكوين المعنى النهائي للنصوص المقروءة، وتتمثل تلك العناصر في خمس عناصر أساسية هي:


الكاتب

في ظل ما نتحدث عنه هنا فإن الكاتب من الناحية اللغوية يعني المؤلف أو من يقوم بابتكار النص أو من يمتهن التأليف و

الكتابة

بشكل احترافي.

المعنى السابق هو نفس المعنى الاصطلاحي للكاتب ولكن هنا حتى يكون الكاتب ذو تأثير فعال في عملية التحكم في النص القرائي وتكوين المعنى فإنه يجب أن يتمتع ببعض الصفات الهامة وهي:

-الخبرة مما يساعده على القدرة على إيصال المعاني المعقدة أو الصعبة من خلال كتابتها بأسلوب سلس وسهل وبسيط يسهل على العامة القدرة على استيعابه وفهمه، كما هذه الخبر أيضًا تجعل من الكاتب معروف مما يجعله ذو مصداقية لدى القارئ.

-الموضوعية مما يجعل للكاتب القدرة على التحليل والعرض بشكل حيادي غير متحيز.

رغم أن الخبرة عنصر هام في عملية التحكم في المعني فيما يخص الفعل القرائي إلا أن ذلك لا يمنع بأن يتواجد الكاتب الذي يمتلك القدرة على إيصال المعاني المعقدة والصعبة للقارئ، ولكنه فقط سيواجه مشكلة المصداقية التي يكتسبها بحكم السمعة التي تتكون بالزمن والخبرة.


القارئ

العنصر الثاني للفعل القرائي هو القارئ ويعتمد دوره في التحكم في النص وتكوين المعنى على بعض العناصر وهي:

-الحصيلة الثقافية لدى هذا القارئ.

-الوعي والخبرات.

فحتى بوجود كاتب جيد ويمتلك الخبرة والمصداقية فبدون قارئ يمتلك الثقافة والوعي والخبرات التي تكون العون له في عملية التحليل بشكل مناسب، سيفقد الفعل القرائي جانب هام من جوانبه مما يجعل من عملية القراءة عملية بدون معنى أو قيمة.


اللغة

لا يقصد هنا فقط نوع اللغة سواء عربي أو انجليزي وغيرها من اللغات وإنما يقصد هنا ما هو أبعد من ذلك ايًا كانت اللغة المستخدمة في الكتابة فيقصد هنا:

-ألفاظ الكاتب والتي يجب أن يراعى عند انتقائها أن تكون ألفاظ سلسة ومفهومة من قبل القارئ مما يجعل عملية إيصال المعنى والتحكم به أكثر دقة.

-يوجد هنا أيضًا ما يعرف بلغة المجال والتي يقصد بها أن القارئ لديه المعرفة الكافية فيما يخص مجال النص مما يتيح له معرفة المصطلحات الخاصة بهذا المجال.

-لغة الكاتب أيضًا واحدة من العناصر التي تندرج تحت قائمة اللغة والتي تتحدث عن أسلوب الكاتب ومدى بساطته مما يتيح له القدرة على إيصال المعنى للقارئ بسهولة.


ظروف النص القرائي

يقصد هنا الظروف للطرفين فغالبًا الكاتب يقوم بكتابة النصوص وهو تحت نوع معين من الظروف التي تتحكم بالمعاني التي يقوم بكتابتها، وكلما كانت ظروف الكاتب والقارئ متشابهة كلما كان إيصال المعنى والتأثير أكبر، وربما نلحظ ذلك بشكل كبير مثلًا في قصائد الرثاء أو النصوص التي تتحدث عن الرثاء، فلك أن تتخيل عندما يقوم القارئ بقراءة تلك والنصوص وهو يمر بحالة من الحزن كيف سيكون إدراكه وإحساسه بتلك النصوص، وعندما يقرأها وهو بظروف عادية كيف سيكون إدراكه وإحساسه بتلك النصوص بالطبع شتان بين الإحساس.


النص

هنا يمكننا تقسيم هذا العنصر غلى عنصرين فرعيين هما:

-نوع النص.

حيث هناك النصوص العلمية والنصوص الشعرية والنصوص الأدبية وغيرها من النصوص، فمن كان لا يعرف المبادئ لكل نوع من النصوص فإنه لن يستطيع القيام بالتحليل لها وبالتالي سيكون تأثيره في التحكم في المعنى قليل حتى يصل إلى انعدام التأثير وربما يظهر هذا العنصر بشكل كبير في القارئ.

-المحتوى.

يقصد هنا بشكل أساسي طريقة عرض لنص هل تعتمد على الغموض أو الوضوح، الحقيقة أم الخيال، الحوار أم السرد، السؤال والجواب ولكل نوع كتابه ولكل نوع قرائه من يستجيبون له.

قال الأديب الكبير

العقاد

( أنّ كثرة القراءة تكرّس لدى المرء حب المطالعة وتزيد من ثقافة الفرد فتعزّز لديه ثقته بنفسه وبكيانه، أنا أقرأ إذاً أنا موجود )، وهو ما يوضح أهمية القراءة في حياة الفرد وتأثيرها على تكوينه النفسي والعقلي والاجتماعي.