الفرق بين الكيل والوزن
توجد في حياتنا العادية أو اليومية مجموعة من الموازين والمكاييل و
وحدات القياس
التي نحتاج إلى استخدامها بشكل دائم ومستمر حسب المهنة أو حسب الحاجة، ومنها وحدات الأطوال لقياس المساحات ووحدات الكيل والموازين ومع كل وحدة من تلك أمرنا أن نوفي الحق في أن نكيل ونزن بالحق، فلا نبخس الناس مما يترتب عليه السرقة ونهب الحقوق وأكل أموال الناس بالباطل، وجميعنا يعرف ما هي العقوبة التي تنتظر من يقدم على ذلك من الله عز وجل، ولكن تظهر مشكلة أخرى مهمة وهي الخلط بين أنواع المقاييس التي تستخدم وعلى الأخص الكيل والميزان.
ما هو الكيل؟
الكيل هو ما يكال به الطعام فهو يمثل تلك الأداة التي تستخدم في قياس حجم السلع، وكان من أشهر الأدوات المستخدمة في الكيل أداة عرفت بالصاع وكانت تستخدم في كيل
الشعير
و
القمح
والبر والتمر وغيرها من أنواع الأطعمة أو السلع التي تستخدم في الطعام، ويبرز استخدام الكيل مع تلك الأشياء التي يصعب وزنها إذ أن هناك من السلع ما يمكن كيله ووزنه أيضًا، لم تتطور تلك الادوات الخاصة بالمكايل تطور ملحوظ.
ما هو الميزان؟
هو أداة تستخدم في قياس الثقل وهو غالبًا ما يتم استخدامه مع السلع التجارية لذا فقد عرف الميزان، بأنه تلك الأداة التي يتم استخدامها لتحديد كتلة ووزن الأشياء أو ثقلها، وتختلف وحدات الموازين من بلدة إلى أخرى ونجدها متدرجة بشكل متنوع وواسع إذ تشتمل على وحدات موازين من أخف الأشياء إلى أثقلها مثل حبات الأدوية و
الأسمنت
والحديد وغيرها من الأشياء التي يمكن وزنها.
تطورت الموازين بشكل كبير على عكس المكاييل حيث وجدت أنواع مختلفة من الموازين ونجد منها:
-الموازين التقليدية.
هي الصورة الأولى والبدائية للموازين وقد كانت بداية ظهورها في
مصر القديمة
واتخذت شكلين، الأول هو الميزان متساوي الذراعين وهو أقدم وأشهر الأشكال للموازين حيث يكون هناك عارضة أفقية معلق في كل ناحية منها ذارع وهما متساويان، وينتهي كل ذراع بكفة، وفي المنتصف نجد المرتكز الذي يثبت الميزان ويحافظ على توازنه، وتستخدم الكفتين بحيث يتم في إحداهما وضع الأوزان القياسية المعروفة والثانية توضع فيها السلعة المراد وزنها.
وعادة ما يناسب هذا الميزان لوزن السلع الخفيفة نوعًا ما، أما الشكل الثاني للموازين التقليدية هو الميزان القياسي وهو نوع من الموازين التي قام الرومانيين بتطويره وهو قريب الشبه بالميزان ذي الذراعين، ولكن الذراعين أحداهما أقصر من الآخر حيث تستخدم الكفة مع الذراع الأقصر لوضع الثقل القياسي، ويتمتع هذا الميزان بصغر الحجم والقدرة على وزن أشياء ثقيلة نوعًا ما.
-الميزان الميكانيكي.
مع حلول القرن الثامن عشر تعرضت الموازين إلى حركة من التطوير لتظهر الموازين الميكانيكية حيث تمتلك تلك الموازين أذرع تعمل على تخفيض قوة الثقل مع وجود نوع من المؤشرات الحساسة، وهنا اختلفت أنواع المؤشرات الحساسة للموازين مما أدى بالعلماء إلى تقسيم تلك الموازين إلى ثلاثة أنواع بناء على نوع المؤشر الحساس المستخدم في الميزان والتي هي الذراع، الزنبروك، والبندول.
الميزان ذي الذراع كان يستخدم قديمًا في المستشفيات وربما رآه بعض كبار السن في المستشفيات قبل عمليات التطوير، أما البندول فغالبًا ما يظهر استخدامه في المحلات التي تعمل بالمنتجات الغذائية أو المنشآت الصناعية.
-الموازين الإلكترونية.
ظهر هذا النوع من الموازين في منتصف
القرن العشرين
ويمثل أحدث أنواع الموازين، حيث يحتوي الميزان على وحدة تسمى خلية قياس جهد الثقل وهي الوحدة المسئولة عن قراءة الوزن إلى أن يتم تحويله إلى قراءة مفهومة تمثل الوزن.
-الميزان المائي.
تجد هذا النوع من الموازين مع السباكين والنجارين والبنائين وهو ما يساعدهم على التعرف على مدى استواء الأسطح التي يعملون عليها.
-الميزان المئوي.
الصورة الأوضح لهذا النوع من الموازين هو
الترمومتر
.
-الميزان الجسري.
تجد هذا النوع من الموازين يستخدم الأمور المتعلقة بالسيارات إذ يستخدم في وزن السيارات وحمولتها.
الفرق بين الكيل والوزن
عرفت المكاييل والموازين منذ عصور قديمة جدًا وكان دائمًا هناك فرق بينهما إلا أنه الآن هناك الكثير ممن يخلطون بينهما وينظرون إليهما كما لو أنهما مترادفان، وهي فكرة خاطئة فكما رأينا من تعريف كل منهما فهناك فرق واضح بينهما حتى أنه في القرآن تم التفرقة بينهما بشكل واضح في أكثر من موضع ومنها قول الله عز وجل ” وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا” ( الأنعام/ 152 ) ونلاحظ هنا أنه ذكر الكيل والميزان لا الكيل أو الميزان، كما قل رب العزة ” وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا” (
الإسراء
/ 35 ) ونرى هنا بأن رب العزة أطلق على الميزان القسطاس المستقيم.
فرق النبي صل الله عليه وسلم أيضًا بين الكيل الميزان فعن ابن عمر أن
النبي صل الله عليه وسلم
قال ” المكيال مكيال أهل المدينة، والميزان ميزان أهل مكة”، وهنا كان يقصد النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم أن المكيال مكيال أهل المدينة حيث أن أهل
المدينة
كانوا متخصصين في الزراعة وأمورها لذا فهم الأكثر معرفة بأمور المكاييل، والميزان ميزان أهل مكة حيث أن أهل
مكة
هم أهل تجارة لذا فهم الأكثر معرفة بأمور الموازين والتي تختص بتحديد أوزان السلع التجارية.
بمعني أكثر وضوحا للفرق بين الكيل والميزان فالكيل يوضح حجم السلع أو الوزن فيوضح ثقل السلع، وهنا يجب أن نعرف بأن ليس كل ما يكال يوزن وليس كل ما يوزن يكال.