فوائد وأضرار ” العزلة عن الناس”
قد يكون
العزلة
عن الناس والإبتعاد عنهم مفيد في بعض الأوقات، بالإضافة لكونه ضار في البعض الأخر، فمن الملاحظ أن كل شخص دائمًا ما يلجأ للعزلة والإبتعاد عن جميع ما حوله لسببين وهما شعور بالراحة في الإبتعاد عن الأشخاص المحيطة به أو لأنه يكون منطوي في جميع أمور حياته كلها، وليس له أي صداقات على الإطلاق، وسوف نتعرف من خلال هذا المقال على فوائد العزلة عن الناس وأهم أضرارها في الوقت نفسه.
فوائد العزلة عن الناس
مما لاشك فيه أن العزلة عن الناس لها الكثير من الفوائد المختلفة والتي تتمثل أهمها في :
1- التفرغ للعبادة بصورة كاملة، فإذا رغب المسلم بالتقرب لله عز وجل فعليه حين ذلك أن ينعزل عن الأشخاص المحيطة به، وذلك لأن العزلة تسهل عليه
التقرب لله
بطريقة صحيحة.
2- الحد من إرتكاب
المعاصي والذنوب
وذلك لأن في الإبتعاد عن الناس أهمية كبيرة في تقليل الذنوب والحد منها، فمن خلالها لا يكون المسلم بحاجة للكذب أو النفاق ويتضح ذلك في قول الله عز وجل في كتابه العزيز ” وان تطع اكثر من فى الارض يضلوك عن سبيل الله- ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون”
3- تساعد في زيادة الشعور براحة البال والفكر، حيث من الجدير ذكره أن الإنسان دائمًا مايسيء الظن والحقد بجميع من حوله، وبالتالي في حالة الإبتعاد عنه سوف يساعده ذلك على التخلص من الأذى الذي قد يلحق به من التقرب منهم، والدليل على ذلك قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ” اذا رايت الناس قد مرجت عهودهم وخفت اماناتهم فالزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكرو عليك بامر الخاصه ودع عنك امر العامه “.
4- زيادة القدرة على التفكير بالمستقبل بطريقة جيدة، فحينما يجلس الإنسان بمفرده سوف تأتي له الكثير من الأفكار المختلفة التي تساعده على التفكير بمستقبله بطريقة جيدة، وحينما تأتي إليه بعض الأفكار يسعى على الفور لتنفيذها، وفي هذه الحالة سوف يكون ناجح ومتفوق، ولذلك دائمًا ما نجد أن
الشخص الإنطوائي
يكون ناجح.
أهم أضرار العزلة عن الناس
من الملاحظ أنه على الرغم من الفوائد العديدة للعزلة عن الناس ولكن قد يترتب عليها في بعض الأوقات بعض الأضرار والتي تتمثل أهمها في :
1- التعرض لخطر الإصابة بالكثير من الأمراض المختلفة، فحينما لا يكون الشخص متعود على هذه العزلة فسوف يترتب على ذلك إلحاقه ببعض الأضرار الصحية والمشاكل الكثيرة والتي تتمثل أهمها الإصابة بأمراض الضغط المرتفع وحدوث إضطرابات كثيرة بالنوم، وبالتالي في هذه الحالة يلجأ هذا الشخص لتناول كمية كبيرة من الحبوب والمهدئات التي يكون لها تأثير ضار على صحة الإنسان.
2- التعرض للإصابة بحالة نفسية سيئة، وذلك لأن الأشخاص التي تكون منعزلة عن المحيطين بها تشعر دائمًا بحالة مملة ولا يوجد عندها أي جديد على الإطلاق، حيث تكون جميع الأيام لها شبيه ببعضها البعض.
3- كراهية الأشخاص المحيطة به وذلك لأنهم يروا أن هذا الشخص متكبر ويتعالى عن جميع ما حوله، كما أن أقاربه يرون أن هذا الشخص بارد وليس عاطفي على الإطلاق ولايهتم بالأشخاص الأخرى المحيطة بهم.
4- الإصابة بالإكتئاب بصفة دائمة ومستمرة حيث أكدت الدراسات على أن الأشخاص المنعزلة دائمًا ما تعاني من
الإكتئاب
الشديد بحياتها، ويستثني من ذلك الأشخاص التي تفضل العزلة والتي ترغب في أن تجلس بمفردها بصفة دائمة.
5- عدم القدرة على التعرف على الأخبار المحيطة حيث يصير هذا الشخص غير إجتماعي ولن يتمكن من التعرف على أخبار أصدقاؤه على الإطلاق.
أقوال عن العزلة عن الناس
” قيل للحسن يا أبا سعيد هاهنا رجل لم نره قط جالسا إلا وحده خلف سارية فقال الحسن إذا رأيتموه فأخبروني فنظروا إليه ذات يوم فقالوا للحسن و أشاروا إليه فمضى نحوه و قال له يا عبد الله لقد حببت إليك العزلة فما يمنعك من مجالسة الناس قال أمر شغلني عنهم قال فما يمنعك أن تأتي هذا الرجل الذي يقال له الحسن فتجلس إليه قال أمر شغلني عن الناس و عن الحسن قال و ما ذلك الشغل يرحمك الله قال إني أمسي و أصبح بين نعمة و ذنب فأشغل نفسي بشكر الله على نعمه و الاستغفار من الذنب فقال الحسن أنت أفقه عندي يا عبد الله من الحسن فالزم ما أنت عليه “.