اهمية دراسة التركيب العمري والنوعي للسكان
يشكل المجتمع السكاني من جميع الأشخاص الذين يعيشون في مكان معين : سكان
المملكة
، سكان
جدة
أو سكان
الرياض
، ويشير هذا المصطلح إلى أن الأشخاص الذين يكونون المجتمع السكاني يشتركون في صفات معينة حسب الدراسات القائمة، مثلا السكان المهاجرون من المملكة، السكان العاملون في المملكة .
وقد ظهر هذا المصطلح، في القرن السابع عشر. ولم يتم استخدامه في الدراسات العلمية إلا بعد أكثر من قرن ونصف ، وقبل ذلك التاريخ ، لم تكن فكرة السكان موجودة. كان هناك بعض المجموعات الخاصة ولكنها لم تحصي جميع التصنيفات الديموغرافية لأفراد المجتمعات ، وظهر بعد ذلك أهمية دراسة التركيب العمري والنوعي للسكان، في تقسيم المجتمعات إلى فئات وتحديد عدة عوامل مرتبطة به.
التركيب العمري والنوعي للسكان
التركيب العمري والنوعي للسكان متغيران ديموغرافيان أساسيان يؤخذان عادة في الاعتبار عند تحليل جميع خصائص السكان ، ويقصد بالتركيب العمري والنوعي للسكان، البنية السكانية حسب نوع الجنس ذكر و أنثى وكذا بحسب الفئات العمرية المختلفة من
أطفال
، شباب، كهول، وشيوخ ، إن بنية العمر والجنس للسكان تتأثر بعوامل مختلفة، وكل هذه العوامل مرتبطة بها ارتباطًا وثيقا و تتأثر ببعضها البعض وهي :
-النمو الديموغرافي.
-نسبة الوفيات.
-كثافة تدفقات هجرة المواطنين خارج البلاد.
إن مراعاة هذين المتغيرين الديمغرافيين في تخطيط
التنمية الاقتصادية
و
الاجتماعية
هو نهج عقلاني يكيّف التأثير الحقيقي لمشاريع التنمية على السكان المستهدفين.
الهرم السكاني في دراسة التركيب العمري والنوعي للسكان
من بين الخصائص الديموغرافية للسكان، يعد العمر متغيرًا مهمًا للغاية للتمييز بين السلوكيات الاجتماعية والاقتصادية، حيث تختلف احتياجات الشباب و الكهول وكبار السن اختلافا كبيرًا ، ويعد جنس الأشخاص متغيرا لا يقل أهمية عن سابقه، حيث يرتبط عدد المواليد ارتباطا مباشرا بعدد النساء من سن 15 إلى 50 عامًا.
يوفر الهرم السكاني هيكلة حسب الجنس والعمر ومعلومات عن الخصائص الأساسية للسكان ، يتم تعريف السكان على أنهم مجموعة من الأشخاص يتشاركون في خاصية مشتركة ، ويعيدون إنتاج أنفسهم. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعيشون في منطقة جغرافية معينة أو يحملون جنسية معينة يشكلون مجموعة سكانية.
الهرم السكاني، هو رسم بياني مزدوج أفقي يمثل السكان حسب الجنس والعمر. يتم وضع الأعمار على المحور العمودي ، والعمر صفر في الأسفل، والحد الأقصى للعمر في الأعلى. فيما يتعلق بهذا المحور، يتم وضع الرجال على اليسار، والنساء على اليمين. يتم تمثيل الأرقام في كل فترة بواسطة أشرطة أفقية. ويمكن التعبير عن الأرقام بالآلاف أو بالملايين ، حسب حجم السكان المعنيين. على جوانب الرسم البياني، يتم وضع سنوات الميلاد أحيانًا بجوار العمر.
لمقارنة المجموعات ذات الأحجام المختلفة جدًا، يمكن إنشاء هرم عمري يمثل هيكل كل مجتمع، حيث يتم تخفيض إجمالي عدد السكان إلى 10 مرات ، والهرم السكاني في هذه الحالة، لا يكون متداخل بين الجنسين في الرسومات البيانية، بل لكل من الجنسين هرم خاص، لكن الرسم البياني يكون مزدوج ويعبر عن التركيب العمري والنوعين للسكان من الجنسين.
العوامل المؤثرة في دقة المعلومات حول التركيب العمري والنوعي للسكان
تعد بيانات السن الواردة في التعداد السكاني المصدر الأساسي للدراسات التي تتناول موضوع التركيب العمري والنوعي، ولكن لم تكن هذه البيانات تقدم نتائج دقيقة جدا بسبب عدة عوامل مؤثرة في دقة المعطيات ومنها:
-جاذبية الأرقام الزوجية، والأرقام المنتهية بالعدد صفر مثلا، أدى إلى تجمع فئات عمرية معينة في
البيانات
.
-واقع أن الجنس الأنثوي لا يدلي بأعمارهم الحقيقية، بل يقدمون أرقام أقل.
-استثناء الرضع في التعدادات السكانية، وهو ما يؤدي إلى تقلص في الفئة العمرية للأطفال دون السنة.
ويمكن تفادي هذا النوع من الأخطاء من خلال تقسيم الفئات العمرية إلى فئات ذات مجال أوسع ليختفي أثرها على نتائج دراسة التركيب العمري والنوعي للسكان.
أهمية التركيب العمري والنوعي للسكان
تعتبر دراسة التركيب العمري والنوعي لسكان، ذات أهمية كبيرة، وذلك لأنها تكشف الملامح الديموغرافية للجنسين، كما يحدد التركيب العمري الفئات العمرية المنتجة، والتي تكون بمثابة المعيل للفئات العمرية الأخرى ، وتظهر أهمية الخصائص العمرية والنوعين في كونها طريقة فعالة في تقدير نتائج عديدة، وهي أداة تقنية ذات كفاءة عالية في تحديد موارد المجتمع البشرية وقدرته الاقتصادية.
وقد أشرنا سابقا، إلى أن الباحثون في الدراسات الديموغرافية يقومون بتمثيل معطيات التركيب العمري والنوعي للسكان من خلال رسم بياني والمتمثل في الهرم السكان، الذي يعكس الخصائص الديموغرافين من جنس السكان وفئاتهم العمرية، ويتم الاستنباط من هذه الخصائص عوامل ومؤثرات مختلفة.
أهمية دراسة التركيب العمري للسكان
-تقدير نسبة المواليد، الوفيات و نسبة السكان المهاجرين.
-تقدير وفهم الطاقة الإنتاجية للمجتمع السكاني.
أهمية دراسة التركيب النوعي للسكان
-تقدير
الموارد البشرية
وتوزعها الجغرافي.
-تصنيف المجتمع السكاني : مجتمع شبابي مثل المجتمعات العربية، أو مجتمع هرم،
كندا
على سبيل المثال.
-تحديد سياسات الإنفاق على بعض القطاعات المهمة كقطاع
الصحة
و
الاقتصاد
والرعاية الاجتماعية.