مفهوم المبادرة
تمر على الإنسان لحظات عديدة في حياته تحتاج منه إلى المبادرة وإحداث التغيير الجذري العميق سواء في سلوكه أو طباعه أو نظرته إلى مختلف الأمور من حوله وطريقة التعامل معها، وهذا يطلق عليه
المبادرة
، لأن هذا من شأنه إحداث التغييرات المطلوبة وصناعة الأحداث الجديدة واستغلال الفرص المتاحة، فهي تتضمن استجابة الإنسان لما يحدث من حوله.
أهمية المبادرة
الشخص المبادر يمتلك العديد من المزايا التي تساعده على
النجاح
في حياته، ومن ضمنها عدم إلقاء اللوم على الأشخاص الآخرين أو الظروف، لأن كل التصرفات والأفعال التي تصدرعن المبادرين تتسم
بالوعي
والإدراك والقدرة على ترك الآثار الإيجابية.
للمبادرة أهمية كبرى، حيث يتسائل الكثيرين دائمًا لمعرفة لماذا يبادر الأفراد، ويمكن أن نوضح أهمية المبادرة فيما يلي :
تساهم المبادرات في نهضة
الأمة الإسلامية
، وهذا الأمر يعتبر من الأمور المطلوبة بكثرة، حيث أن المبادرات تساهم في التقدم بالمجالات المختلفة المفيدة، ولهذا دور كبير في المساهمة في
التنافس
في مرحلة ما مع الدول الأخرى وفي مرحلة أخرى يمكنها التفوق عليها إذا اهتمت بها المبادرات أكثر.
تساهم المبادرات في الاهتمام بشتى أنواع
العلم
، حيث أن الشخص المبادر دائمًا ما يكون حريص تقديم على
القراءة
والبحث إذا أراد لمبادرته أن تكون ذات أثر وفعالية، ولهذا دور إيجابيًا في زيادة
العلماء
في مختلف المجالات الشرعية منها والحياتية.
تساهم المبادرات في إبراز القدوات المسلمة في مختلف المجالات، لأن معظم القدوات أو الشخصيات البارزة برزت نتيجة لمبادرات قدموها في مجالهم.
تكون المبادرات دائمًا سببًا للتنمية والتطوير، حيث أن استمرار المبادرات يساعد على زيادة تقدم العلوم المختلفة، فيصبح هناك شخص يقدم مبادرة في مجال ما، وآخر يقدم مبادرة في مجال ثاني، ويطور كل منهم ما يريده إلى أن تستمر عجلة الدوران.
تساهم المبادرات في القضاء على وقت الفراغ، حيث أن الأمة عندما تكون مبادرة لا يوجد بها أي وقت فراغ، فالكل يعمل والكل يبادر، وتكون النتيجة بالطبع إيجابية، حيث تقل الجرائم وتقل البطالة لأن الكل يعمل وينتج سويًا.
تزيد المبادرات من إنتاجية المجتمع، ويكون هذا نتيجة طبيعية للتقدم والتطور عندما يكون الكل يعمل.
تزيد المبادرات من
الإبداع
لدى الأمة، حيث يصبح مستوى
التفكير الإبداعي
لدى الأفراد مرتفع.
تساهم المبادرات في حل المشكلات، ذلك لأن المبادة لمشكلة معينة موجودة في مجال ما تساعد على حلها سريعًا، وكلما زادت المبادات قلت المشاكل.
في المبادرة تطبيق لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله، حيث أن الله أمرنا في كتابه بالمسارعة والمسابقة، في قوله وسارعوا، وسابقوا، وتدل تلك الكلمات جميعها على المبادرة.
ما الهدف من المبادرة
المبادرة من الممكن أن تكون إيجابية أو سلبية، ويكون ذلك على حسب الهدف منها، حيث أن الشخص الذي بادر لاختراع
المصباح الكهربائي
بادر مبادرة إيجابية، أما الشخص الذي بادر لاختراع القنبلة الذرية فقد بادر مبادرة سلبية، ولكن الإنسان يرغب دائمًا في أن ينظر إلى المبادرة باعتبارها شيء إيجابي، ويمكن تعريفها بأنها الإسراع والإقدام على فعل شيء مفيد بهدف التغيير إلى الأفضل.
أي يظهر من خلال تعريف المبادرة أن المبادرة هدفها التغيير سواء كان التغيير صغير أو كبير محدود أو واسع في أي مجال نافع، حيث أن الذي يبادر مبادرة معينة لاحظ نقصًا ما أو خطر بباله عمل شيء جديد ليغير من شيء ما مجال ما.
أهمية أن يكون الإنسان مبادرًا
يجب أن يعمل الأفراد جميعًا ساعين لإبراز أهمية المبادرة في الحياة، وغرس القيم في الحياة ونشره بشكل كبير بين المسلمين، حيث أن الدول الغربية والمعروفة بالدول المتقدمة تحافظ عليها دائمًا، وهذا ما يعني أنها سبب من أسباب التقدم بها بعد أن تربوا على المبادرة وغرسوا القيم الخاصة بها في أنفسهم وفي الأجيال من بعدهم.
عندما يكون الإنسان مبادرًا فأنه يحقق العديد من الفوائد الإيجابية والمكاسب الكبيرة بشكل أسرع، حيث أنه :
ـ يكون قادرًا على النهوض بحياته والارتقاء بها نحو الأفضل.
ـ يسعى نحو التغيير حتى في أكثر الأوقات ظلمة وصعوبة، حيث أنه شخص متفاؤل.
ـ يسعى إلى الابتكار والتجديد، وهذا يدفعه دائمًا إلى تغيير واقعه بشكل ممنهج ومدروس ليعود عليه بالنفع والفائدة.
ـ تكثر الاختيارات المتواجدة لدى المبادر بشكل كبير على عكس الإنسان الذي يأتي متأخرًا ولا يجد تنوع في الخيارات.
ـ يمتلك الإنسان المبادر الإرادة الحرة والقدرة على إحداث التغيير المطلوب دون الوقوع في فك الإملاءات الخارجية.
ـ ينال الشخص المبادر الأجر والثواب من الله تعالى عند المبادرة إلى أعمال الخير والبر و
الإحسان
.
ـ ينال المبادر حب الآخرين خاصة أفراد العائلة والأصدقاء، حيث أن الناس يحبون الشخص المبادر الذي يسارع في إدخال الفرحة والسعادة إلى قلوب الأفراد، ولذلك يبذل أقصى ما بوسعه دون أن يطلب أحد منه ذلك.
ـ يعمل الشخص المبادر على الأخذ بيد الآخرين في سبيل الإصلاح والتعمير والنهوض بهم ومحاولة تجنيبهم وتخليصهم من المآزق والمشكلات.