بحث عن جهود أهل السنة والجماعة في محاربة البدع

يتصدى أهل السنة و الجماعة للبدع و الفتن التي تُنشر في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية ، و يُعرف أهل السنة و الجماعة بأنهم من يتمسكون بسنة الرسول صل الله عليه وسلم في كافة أمور حياتهم و هم من أكبر الطوائف الإسلامية .


نبذة عن أهل السنة و الجماعة

– طائفة أهل السنة و الجماعة ينتمي إليها معظم المسلمين ، و يعد مصادر التشريع لدى علماء أهل السنة و الجماعة هي القرآن الكريم ، و سنة النبي عليه الصلاة و السلام ، و القياس ، و الإجماع ، و هم لا يختلفون على أصول الدين و العقيدة ، و لكن الاختلاف يكون في اجتهاداتهم ، ما سبب تسميتهم بالجماعة ؛ لاجتماعهم على تلك السنة و عدم التفاتهم إلى ما سواها .


أشهر علماء أهل السنة و الجماعة

– إن المقصودين من العلماء بأهل السنة و الجماعة هم كل أصحاب المذاهب الأربعة مذاهب ؛ أبو حنيفة ، و

الإمام مالك

، و الشافعي ، و أحمد بن حنبل ، و الشيخان البخاري و مسلم ، و أصحاب السنن النسائي ، و أبو داود ، و

الترمذي

، و ابن ماجه ، و كذلك النووي ، و ابن قيم الجوزية ، و ابن تيمية ، و هم مشاهير أهل السنة و الجماعة ، و الذين كثُر أتباعهم ، و ذاع صيتهم .


نبذة عن أهل البدع

– أما أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس فيه في مجال العقيدة و العمل ، فهم بعيدون عن منهج أهل السنة و الجماعة بقدر ما أحدثوه من البدع ، و أهل السنة و الجماعة هم الطائفة المنصورة ، و الفرقة الناجية التي تحدث عنها النبي عليه الصلاة و السلام ، فهي الفرقة المتمسكة بالكتاب و السنة ، السائرة على منهج النبي الكريم و صحابته الكرام دون انحراف عنها .


منهج


أهل السنة والجماعة في محاربة البدع

– إن منهج أهل السنة في التعامل مع أهل البدع و الأهواء هو اعتزالهم ، و عدم

التعاون

معهم فيما يدعون إليه أو يمارسونه من البدع ، لأن التعاون معهم منهي عنه بعموم قوله تعالى : (وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2].

– قال ابن القيم في مدارج السالكين شرحاً لقول الهروي عن علامات اتباع الرسل : أنهم لم ينسبوا إلى اسم ، فقال ابن القيم : أي لم يشتهروا باسم يُعرفون به عند الناس من الأسماء التي صارت أعلاماً لأهل الطريق ، و أيضاً فإنهم لم يتقيدوا بعمل واحد ، يجري عليهم اسمه ، فيعرفون به دون غيره من الأعمال ، فإن هذا آفة في العبودية ، و هي عبودية مقيدة.

– قال تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [النور: 36-37]

– نظرا لأن أهل البدع من أهل الملة لكنهم خرجوا عن السنة و خالفوا سبيل المؤمنين فإن الأصل نصحهم برفق و معاملتهم بعدل و إنصاف ، و قد يختلف الموقف من البدع باختلاف البدعة ذاتها ، من حيث إنها بدعة مغلظة أو غير مغلظة ، و يمكن أن نعرض هنا لبعض جهود السلف تجاه

البدع

و المبتدعة :

1- الوصية باتباع السنة والسعي في نشرها ، و التحذير من البدع و المحدثات .

2- إظهار السنة و الدفاع عنها .

3- الرحمة بالخلق من جهة نصحهم و الإشفاق عليهم ، و دعوتهم إلى ما ينفعهم من الاتباع ، و تحذيرهم مما يضرهم من الإحداث و الابتداع .

4- مناظرتهم و تبيين الحق لهم ، كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما مع الخوارج .

5- تأليف الكتب واتخاذ جميع الوسائل المشروعة في الرد على شبهات المبتدعة .


عقيدة أهل السنة و الجماعة

– تتضمن عقيدة أهل السنة و الجماعة العمل بكل ما أمر به النبي – عليه الصلاة و السلام – و أخبر عنه  ، كما أنها تتضمن القول و العمل و العقيدة ، فهي قول باللسان ، و عمل بالجوارح و الأركان ، و عقيدة راسخة بالجنان ، و هي عقيدة تؤمن بالله -تعالى- قولاً وعملاً و عقيدة ، فيدخل فيها

أركان الإسلام

الخمس التي تتعلق بأعمال المسلم الظاهرة ، و هي شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله ، و إقام الصلاة ، و إيتاء الزكاة ، و صوم رمضان ، و حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً ، كما تتضمن أصول الإيمان الستة ، و هي الإيمان بالله ، و ملائكته ، و كتبه ، و رسله ، و اليوم الآخر ، و القدر خيره و شره

.