قصة ” خميس بن رمثان ” في اكتشاف النفط
كان الاقتصاد في
المملكة
يعتمد بشكل أساسي على
الحج
والعمرة والرعي وبعض الصناعات البسيطة، إلا أن ذلك لم يكن كافي حتى تقوم المملكة بنهضتها وتواكب التطور الذي يجري حولها في مختلف أنحاء العالم، لذا كان تفكير
الملك عبدالعزيز
منصب حول اكتشاف مصادر دخل جديدة والتي ظهرت في النفط الذي أصبح يمثل العامل الاقتصادي الأول الذي يرتكز عليه الاقتصاد في الممكلة، حيث أصبح يمثل تقريبًا 90% من دخل المملكة.
قصة اكتشاف النفط في المملكة
أعد المهندس الأمريكي كارل تويتشيل تقارير توضح تواجد
النفط
في أراضي المملكة، مما دفع المملكة إلى محاولة الحصول على التمويل البريطاني من أجل عمليات الاستكشاف، إلا أن
بريطانيا
رفضت مما دفع السلطة في المملكة إلى التوجه إلى الشركات الأمريكية لإعطائهم حق الامتياز للتنقيب عن النفط في أراضي المملكة.
وكانت الشركة التي امتلكت حق الامتياز هى شركة سوكال وكان ذلك من خلال الشركة الجديدة التي تم إنشاؤها وهى كاسوك وهى تابعة للشركة الأم سوكال، وكانت الشركة تعتمد على المرشدين من بدو
الصحراء
حيث استمرت عمليات الحفر لمدة خمس سنوات دون نتائج، حتى كان بداية الإنتاج في بئر
الدمام
7 عام 1938 على يد الجيولوجي
ماكس ستينكي
والذي يعد مكتشف النفط في المملكة.
واستمرت عمليات الحفر والتنقيب وما يواجهها من صعوبات من حيث خطوط النقل والتمويل، وفي عام 1944م تم تغيير اسم شركة كاسوك إلى ارامكو السعودية وفي عام 1950 تم الانتهاء من انشاء أول خط أنابيب في المملكة وهو التابلاين الذي ربط شرق المملكة بالبحر الأحمر حيث كان في وقته أطول خط أنابيب في العالم، وظل نشطًا حتى عام 1983 والآن أصبحت ارامكوا السعودية هى الشركة الأولى في المملكة في الصناعات البترولية وأصبحت المملكة من أكبر منتجي
البترول
و
الغاز الطبيعي
وغيرها من الصناعات البترولية حتى أصبح يمثل إنتاج النفط ومشتقاته عماد الاقتصاد في المملكة.
قصة خميس بن رمثان
عرفنا في قصة اكتشاف النفط في المملكة أن شركات التنقيب كانت في تحركاتها في سبيل البحث عن آبار النفط تعتمد على الأدلة والمرشيدن، وكانت المملكة تمتلك مجموعة من الأدلة من
البدو
كان لهم دور هام في عمليات التنقيب وكان من أشهرهم دليل يسمى خميس بن رمثان، وهو من اوائل الأدلة في هذا المجال وقد عمل مع شركة كاسوك منذ بداية عملها في عمليات التنقيب عن النفط في المملكة وكان له تاريخ طويل معها.
من هو خميس بن رمثان
خميس بن رمثان هو رجل من البدو وينتمي إلى قبيلة العجمان وكان ميلاده في
الإحساء
في منطقة صحراء الدهناء والتي ظل يعيش بها حتى انطلق للعمل كدليل مع الجيولوجيين في شركة أرامكوا ( كاسوك سابقًا).
دخول خميس بن رمثان مجال التنقيب عن النفط
كانت بداية التنقيب عن النفط في المملكة مع شركة ارامكوا ( كاسوك سابقًا) وكانت الشركة بحاجة إلى دليل ليقود الجيولوجيين في صحاري المملكة أثناء عمليات البحث التنقيب، حيث كانت تتم عمليات التنقيب في منطقة شرق المملكة فاستعانت الشركة بأمير المنطقة عبدالله بن جلوي حتى يعمل على إمدادهم بالدليل الأفضل لتلك المهمة، وبالفعل أوكل أمير المنطقة عبدالله بن جلوي تلك المهملة إلى الدليل خميس بن رمثان حيث قام مندوب الأمير بطلبه للالتحاق بالجيولوجيين في شركة ارامكوا ( كاسوك سابقًا)، وبالفعل نفذ خميس بن رمثان أوامر الأمير وبدأ في العمل في عام 1353هجرية، و1934ميلادية.
أما تعيينه كموظف رسمي في شركة ارامكو فقد كان في 1361هجرية، 1942 ميلادية، وقد عرف خميس بن رمثان بمهارته كدليل مما جعل له مكانة خاصة حتى قال عنه الجيولوجي توماس بارجر (في الصحراء لا يتوه خميس أبدا، لأنه إضافة إلى حاسته السادسة، وهي نوع من البوصلة الدفينة التي لا تخطئ، كانت لديه ذاكرة مدهشة تمكنه من تذكر “دغلة” كان قد مر بها وهو شاب، أو اتجاه موقع بئر سمع عنه قبل عشر سنوات)، واستمر خميس بن رمثان يعمل في شركة ارامكوا حتى توفي في عام 1378هجرية، 1959 ميلادية حيث مات بعد صراع مع مرض السرطان وكان ذلك في مستشفى ارامكوا التي توجد في
الظهران
.
تكريم خميس بن رمثان
نظرًا للدور المميز الذي قام به خميس بن رمثان في عمليات اكتشاف النفط منذ البداية ورفقته للجيولوجي ماكس ستينكي، وأنه يعتبر من العاملين القدامى في شركة ارامكوا فقد كرمته الشركة في عام 1974 بأن أطلقت اسمه على أحد حقول النفط التي اكتشفت في المنطقة الشرقة، وهى المنطقة التي شهدت أولى نجاحات ابن رمثان في اكتشاف آبار البترول وهو بئر الدمام 7 أو كما أطلقوا عليه بئر الخير.
عام 2017 تم إطلاق اسم خميس بن رمثان على إحدى ناقلات شركة ارامكوا.
لم تقتصر قصة اكتشاف النفط في المملكة على شركات التنقيب والجيولوجيين ومجهودات الدولة وإنما كان للعنصر البشري من أهل المملكة دور بارز في تلك المهمة، والذي تمثل بشكل أساسي في الأدلة الذين قاموا بمهمات كان يصعب وقتها أن تقوم بها الاجهزة الجيولوجية رغم توفرها، وربما خميس بن رمثان هو مجرد نموذج اشتهر وهناك غيره من لم يعرف بشكل كبير مثله ولكن في النهاية كان الأدلاء البدو أصحاب دور بارز في تلك العملية