كتب عن الانطواء عند الاطفال
النفس البشرية تمثل واحدة من أقدم واشهر التحديات العلمية للعلماء وحتى الآن مازالوا يحاولون سبر أغوارها والتعرف على مكنوناتها، وكلما تعمقوا بشكل أكبر ووضعوا القوانين والافتراضات جائهم ما يضرب بتلك القوانين عرض الحائط، لذا فكثير مما تتعرض له الصحة النفسية والعقلية يكتنفه الغموض وجزء كبير مما يوجد عنه هو في إطار التخمينات أو الترجيحات وحتى محاولات العلاج أو الحد منه تعتمد وبشكل أساسي على التجربة والخطأ.
الانطواء لدى الأطفال
الانطواء أي الانعزال أو الانفصال أو الابتعاد عن التعامل أو التواصل مع الآخرين حيث يلاحظ على
الطفل
أنه يميل إلى الهرب من أي نوع من التفاعلات أو
التواصل الاجتماعي
.
أنماط الانطواء
يلاحظ أن الانطواء يظهر في أحد شكلين أو نمطين :
النمط الأول هو الانطواء أو الانعزال الجبري أي أن الانعزال أو الانطواء يحدث لأسباب خارجة عن إرادة الطفل، وعادة هذا النوع من الأطفال الانطوائيين لا يكفون عن محاولة التغلب على تلك المشكلة والتوصل إلى نوع من التواصل الاجتماعي ومحاولة التفاعل مع المحيطين بهم.
النمط الثاني هو الانفصال بشكل متعمد أو مقصود أي أن قرار الانفصال كان نابع من الطفل ذاته فهو من قرر الابتعاد والانعزال عن المحيطين به والابتعاد عن إجراء أي نوع من أنواع التواصل أو التفاعل الاجتماعي.
أعراض الانطواء عند
الأطفال
الابتعاد عن اقامة أي نوع من أنواع
الصداقات
أو العلاقات التي تعتمد على التفاعل أو التبادل.
في فترات الاستراحات الدراسية يلاحظ عليه الابتعاد عن التجمع ويتجه إلى التجول منفردًا.
يلاحظ عليه أن مكان جلوسه يكون بعيدًا على الأطراف كما لو كان يقوم بالاختباء.
الابتعاد عن إقامة العلاقات المستمرة.
مهارات التواصل
لديه ضعيفة مثل تركيباته التعبيرية، وصوته الذي يخرج بنبرة منخفضة، وعيناه التي لا تلتقي بمن يتحدث معه فلا يقيم اي نوع من التواصل البصري، وكذلك الصمت لفترات طويلة.
الابتعاد عن التواجد في الأماكن التي تكتظ بالناس أو التي يوجد بها بعض الغرباء.
الصمت وعدم الرد على التساؤلات.
تجنب فتح الحوارات أو الأحاديث.
عدم الاهتمام بالمشاركة في الأعمال التطوعية.
الإحساس بالاكتئاب لفترات طويلة والمبالغة في ردود الأفعال مثل الخوف والشك وغيرها من الإنفعلات.
تجنب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية وإن شارك تأتي مشاركة رمزية مجرد جسد يوجد بالمكان لا أكثر.
أسباب الانطواء عند الاطفال
الخوف فعندما يسيطر الخوف على الطفل أو الإنسان بشكل عام فإن السلوك المثالي المصاحب له يكون الانعزال أو الانطواء أو الوحدة في محاولة منه لتجنب المشاعر السلبية.
المحاكاة فغالبًا الطفل هو مرآة الأسرة أو المنزل ففي حال كان الأبوين ممن يميلون إلى العزلة فإن الطفل سيقوم بمحاكاة النموذج الأقرب له.
عدم الثقة وفقدان الأمان مما يولد نوع من الإحساس باليأس والعجز وعدم الكفاءة مما يدفع الطفل للانطواء والبعد عن التواصل الاجتماعي.
التربية
بشكل غير سوي.
نقص الخبرات الاجتماعية بسبب نقص التجارب والتفاعلات الاجتماعية.
التجارب الفاشلة السابقة التي تولد لدى الطفل فكرة بأن كل علاقاته محكوم عليها بالفشل مما يؤثر على قدرة الطفل على التكيف مع البيئة المحيطة به.
تزمت الآباء تجاه رفاق الطفل ورفضهم.
علاج الانطواء عند الأطفال
علاج السلوك الانطوائي لدى الأطفال يحتاج إلى شقين:
الشق الأول العلاج السلوكي ويتم بمساعدة الأهل حيث يقومون بتوفير النماذج التي يمكن أن يحاكيها الطفل، وكذلك إحاطة الطفل بجو من المودة والاهتمام والدفع للتعامل مع الناس والضيوف، وكذلك حث الأطفال للمشاركة في الفعاليات مشاركة فعالة وإيجابية عن طريق تقديم الأفكار والمعاونة في التنفيذ مما يفتح مجال للأطفال للتعبير عن آرائهم وتنمية روح الحرية وتقدير الذات.
الشق الثاني العلاج النفسي ويتم من خلال توفير التجارب أو الخبرات الاجتماعية الإيجابية، وتعليم الطفل مهارات التواصل، ودمج الطفل مع الأقران، والابتعاد عن التركيز أو عدم ذكر نقاط الضعف لدى الطفل، وإبداء الاهتمام بالطفل بالأفعال لا بالأقوال، ويقوم بتلك الإجراءات الأسرة والمعلم أي المسئولين عن العملية التربوية للطفل بشكل عام.
كتب عن الانطواء عند الاطفال
يوجد في محيطنا عدد من الكتب التي تتحدث عن الانطواء أو الانعزال الاجتماعي والمشكلات التي تتعلق بالطفولة سواء الكتب الورقية أو الكتب الإلكترونية، والتي تساعد وتعين المربين على التعرف على تلك المشكلة والعوامل المسببة لها وكذلك طرق مكافحتها وعلاجها، ومما يساعد في التغلب على تلك المشكلات إلى جانب المتخصصين وإرشاداتهم ومن هذه الكتب:
كتاب الانطواء النفسي والاجتماعي – الطفل الذاتوي.
قام المؤلف عبدالرحمن محمد العيسوي بتأليف الكتاب كمحاولة للتعرف على الاضطرابات والمشكلات التي تتعلق بالطفولة، مما يساعد في علاجها والتعامل معها في محاولة للتخفيف مما يعانيه الأطفال في سبيل إنشاء شخص سوي، وتساعد تلك المحاولة في التخفيف من العبء على الأسرة والمحيطين حيث يمثل الطفل الذاتوي مشكلة تؤثر ليس فقط على نفسه وإنما على كل من يحبط به.
كتاب
مشاكل الطفل والمراهق النفسية.
قام حمزة الجبالي مؤلف الكتاب في هذا الكتاب بمحاولة لجمع المشكلات التي تواجه الأطفال و
المراهقين
، حيث يعرض أسبابها التي انحصرت في مجموعة من الأسباب تخص التغذية وأخرى الدراسة وأخرى الأخلاق وأخرى الجنس وأخرى النوم، وكذلك أعراضها وطرق التغلب عليها وعلاجها مع إيضاح لدور الأسرة وبخاصة الأم في عملية العلاج أو تطبيق الحلول، إلى جانب إيضاح الأساليب التربوية في الإسلام وتعديل الاتجاهات وظاهرتي الانبساط والانطواء.
كتاب
مشكلات الأطفال النفسية والسلوكية والدراسية ( أسبابها و سبل علاجها
).
تحدث مؤلف الكتاب دكتور أحمد محمد الزعبي عن العلاقة بين النشأة الأولى والمشكلات، ثم تحدث عن مشكلات الأطفال النفسية، تحدث عن المشكلات السلوكية، ثم مشكلات السلوك الاجتماعي، ثم المشكلات النفسية الحركية، وفي النهاية كان الحديث عن المشكلات الدراسية.