قصة المثل الشعبي ” ياشين السرج على البقر “

تعد السرج باللغة هى ضرب مجموعة من الرحال يتم وضعه على ظهر الدابة فيقوم الراكب بالجلوس عليه، ولقد اشتهر العرب بهذا السرج منذ قديم الزمان، وأصبح من أهم لوازم ومتطلبات ركوب الخيل، ويعد مصنوع من مواد مختلفة تم صاعتها بصورة خاصة حتى تلائم وتناسب

ركوب الخيل

، وسوف نتعرف من خلال هذا المقال على قصة المثل الشعبي ” ياشين السرج على البقر”.

قصة المثل الشعبي ” ياشين السرج على البقر “

من الجدير ذكره أن السروج تطورت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة فلقد كانت في البداية عبارة عن قطعة من فرو الخرفان وتكون هذه القطعة مع لجام مكون من مجموعة من جدائل

الكتان

أو مجموعة من التيل وبالتالي تصبح هذه السروج من وسائل تزين الفرس، كما تعد أيضًا  واحدة من أدوات التباهي والتفاخر والتي تزيد من جمال وجاذبية الحصان، كما تكسب الفارس أيضًا قدر كبير من المهابة والوجاهة.

ومن الملاحظ أيضًا أن هذه السروج اكتسبت قدر كبير من الأناقة فأصبحت مرصعة بالذهب وبالفضة أيضًا، وأصبح الصناع يبدعوا في نقس جميع تكويناتها الفنية البديعة، ومن الجدير ذكره أنه نظرًا لأن العرب اعتمدوا بشكل واضح على فن الترحال مستخدمين الدواب، فلقد تفننوا بشكل كبير في صناعة السروج وفي طرق العناية بها، حتى أنهم قاموا بتأليف مؤلفات خاصة بها ومن أهم هذه المؤلفات هى كتاب السروج للكاتب الشهير أبي عبيدة وكذلك كتاب السرج واللجام للكاتب دريد وغيرها من المؤلفات الأخرى الشهيرة، كما أن هذه السروج أيضًا لا تخلو من أشعارهم على الإطلاق ولعل أبرز أبيات الشعر المعروفة للكاتب والمؤلف المشهور

أبي الطيب المتنبي

هى :




أعز مكان في الدنا سرج سابح       وخير جليس في الزمان كتاب

ويشير في هذه الكلمات للخيل، فلاشك أن أعظم مكان وأعلاه حينما تقوم بركوب الخيل، فالخيل يعد رمز للعزة والكبرياء، كما أن الفخر و

الكبرياء

يلزم أن يخدمهما دائمًا سائس، كما لا يثبت على ظهرهم إلا الفارس، ومن الملاحظ أيضًا أن الإهتمام بسروج الخيل لم يقتصر فقط على العرب بل شملت العناية بجميع الحضارات والثقافات المختلفة،  وأصبح السرج للفارس عبارة عن مجال لكل من الأدب والقصص العالمي.

فمن الملاحظ أيضًا أن الروائي الأمريكي الشهير ” جون شتاينبك” الذي حصل على جائزة نوبل بالأدب لعام 1961 ميلاديًا أبدع في تأليف قصة قصيرة رائعة تأتي هذه القصة بعنوان ” سرج الحصان” وتحكي هذه القصة عن وجود إمرأة كانت تلح بشكل كبير على زوجها المتعب أن يقوم بإرتداء تحت ملابسه سرجًا مصنوع من الجلد وذلك حتى يتمكن من أن يشد قامته بطريقة كبيرة، وحتي يجعل جسمه أيضًا أكثر انتصابًا، وذلك حتى يصير أمام جميع أفراد وأصدقاء العائلة بصورة أكثر مهابة وانضباط، ونظرَا لهذه الصفات والعلاقات الناجحة فلقد وافق الزوج على الطلب الذي قامت زوجته بطلبه منها، ولكن اشترط أن يخلع عن السرج القاسي في الشهر الثاني عشر من السنة، وذلك لكي يتمرغ كالحصان بالتراب وبالوحل ويتخلص من العذاب الناتج عن هذا الإنضباط الزائف ويتحرر من هذه القيود.

كما من الجدير ذكره أيضًا أن للسرج كان يحظى بجانب كبير من الإهتمام في جميع أمثالنا الشعبية وذلك نظرًا لما تمثله الأمثال من أهمية ودور كبير في ثقافتنا وفي الوعي الخاص بنا، فعلى سبيل المثال يتضح ذلك في هذا المثل المشهور ” ياشين السرج على البقر” حيث يطلق هذا المثل بالتحديد على جميع الأشخاص التي ترتدي ملابس ليست كفء لها أو مناسبة لها، أي أن السرج يكون للخيل ويكون مزين لها، ويكسبها شكل جميل وجذاب، وبالتالي يجعلها فرصة للمنافساة والمباهاة، ولكن على خلاف ذلك ففي حالة إذا تم وضع السرج على

البقر

فهو يقبح شكلها أي يقبح شكل السرج، ومن هنا نلاحظ أن العرب يقوم بتعريض سروجهم من أجل الإمتهان والقبح فلا يقوموا بوضعها إلا على الحصان.