ماهي مدة التخدير الكامل ؟ .. ومدة الافاقة بعد ذلك

مع التقدم العلمي والطبي تم اكتشاف بعض الأدوية والمواد الكيميائية التي من شأنها أن تجعل المريض في حالة تخدير كلي أو جزئي بحيث لا يشعر بالآلام أثناء إجراء العمليات الجراحية وعند التعرض إلى الإصابات المختلفة ، وهناك بعض الإجراءات الهامة الخاصة بالتخدير منها تحضير المريض وتقدير جرعة ومدة التخدير وغيرها من الأشياء التي يجب أخذها في الاعتبار عند تخدير المريض .


التخدير الكامل

التخدير العام أو الكامل General anesthesia هو عبارة عن أخذ مجموعة من الأدوية التي تضع المريض في حالة تخدير كاملة كما لو كان نائمًا قبل إجراء الجراحات الطبية أو أي إجراء طبي علاجي أخر ، حتى لا يشعر المريض بأي ألم ، ودائمًا ما يتم حقن المُخدر عبر الوريد أو من خلال الاستنشاق .

وهناك فئة من الأطباء مُتخصصين فقط في التخدير ؛ حيث أنه يقوم طوال الوقت بمراقبة الوظائف الحيوية الخاصة بجسم المريض أثناء وبعد إعطائه المخدر حتى يتغلب على أي اضطراب صحي قد يحدث له .

وعلى الرغم أن التخدير العام يكون آمن ؛ إلا أن بعض الأشخاص وخصوصًا كبار السن والأشخاص الذين يُعانون من بعض الأمراض والاضطرابات الصحية قد يكونوا عرضة إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي والاضطراب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية ، وتزيد فرص حدوث تلك الآثار الجانبية في الحالات التالية :

-توقف وضيق التنفس أثناء النوم .

-التدخين .

-داء السكري .

-ارتفاع ضغط الدم .

-اضطرابات القلب أو الرئة أو الكلى .

-الحساسية تجاه مادة المخدر .

-إدمان المشروبات الكحولية.


مدة الإفاقة بعض التخدير

يختلف معدل سرعة استجابة المريض للتخدير وتختلف كذلك مدة الإفاقة بعد التخدير من مريض لآخر ومن حالة مرضية إلى أخرى ؛ حيث أن ذلك يتوقف على سن ووزن المريض وتاريخه المرضي وعلى جرعة المخدر التي قد حصل عليها ، وقد أشار الأطباء إلى أن مراحل الإفاقة من المخدر تكون على النحو التالي :


العمليات الجراحية الكبيرة طويلة المدة

مثل عمليات القلب والقلب المفتوح والعمليات الخاصة بزراعة الأعضاء وعمليات الجهاز العصبي وغيرها:

-بعد أن يحصل المريض على جرعة المخدر ؛ يبدأ في فقدان الوعي تدريجيًا ، وتبدأ عضلات الجسم في الارتخاء ،ويفقد الإحساس بأي ألم وبأي شيء من حوله ، وتُعد هذه المرحلة مرحلة مبدئية قصيرة ، وبالتالي فإن طبيب التخدير يقوم بإعطاء المريض جرعة بنج أخرى حتى يدوم تأثير المخدر لفترة زمنية أطول وفقًا لطبيعة العملية الجراحية التي يتم إجرائها .

-كما أن المريض أثناء التخدير لا يمكنه التنفس بشكل طبيعي ، وبالتالي ؛ فإن الطبيب يقوم بتركيب أنبوب التنفس الصناعي للمريض ، ومع اقتراب انتهاء العملية ؛ تبدأ عملية إيقاظ المريض تدريجيًا ويقل تركيز ومفعول المخدر داخل جسمه تدريجيًا ، حتى يستعيد قدرته على التنفس ويستعيد وعيه أيضًا بشكل تدريجي .

-أما المرحلة الأخيرة من عملية الإفاقة فهي تتم بعد أن يستعيد المريض وعيه بالكامل ؛ حيث يقوم الطبيب بمراقبة الحالة الصحية للمريض حتى يكون متأكدًا من عدم تعرضه إلى أي مشاكل صحية بعد خروجه من غرفة العمليات .

-في بعض الأحيان قد يحتاج المريض إلى أن يُوضع في حجرة الرعاية المركزة وعلى التنفس الصناعي لبعض الوقت بعد إجراء العملية حتى يفيق تمامًا، وفي أحيان أخرى قد ينتقل إلى غرفة عادية .


الإفاقة من العمليات الجراحية البسيطة

وهنا لا يختلف الأمر كثيرًا عن العمليات السابقة ؛ حيث يتم تحديد جرعة المخدر أيضًا وفقًا لطبيعة صحة ووزن وسن وقوة تحمل المريض ومن ثَم ارتخاء العضلات وفقدان الوعي ، وتتم عملية الإفاقة أيضًا بشكل تدريجي بعد إجراء العملية ، ولكن الاختلاف بين التخدير في حالة العمليات الكبيرة والبسيطة هو عدد جرعات المخدر التي يحصل عليها المريض أثناء إجراء العملية حيث أنه في هذه الحالة لا يحتاج إلى أخذ أكثر من جرعة بنج واحدة ، مثل عملية إزالة اللوزتين وبعض عمليات الجهاز الهضمي التي تتم باستخدام المنظار وغيرهم .


الإفاقة من التخدير أثناء إجراء الجراحة

هناك نسبة من المرضى الذين قد يتعرضون إلى الإفاقة من المخدر أثناء إجراء العملية الجراحية أو أي إجراء طبي ، ويرجع ذلك إلى :

-عدم قيام طبيب التخدير بتقدير جرعة المخدر المناسبة لوزن وجسم المريض وحالته الصحية ، وبالتالي يستيقظ المريض قبل إنهاء الجراحة .

-تناول المريض لنسبة كبيرة من المواد المنبهة ولا سيما الكافيين الموجود في الشاي والقهوة والمشروبات الغازية والشوكولاتة بنسبة مرتفعة ، وهذا يجعل المخدر أقل تأثيرًا في جسده .

-استخدام نوع مُخدر تالف أو ذو فاعلية قصيرة غير مناسبة لطبيعة المريض .

ويُعد الاستيقاظ أثناء إجراء الجراحة أمر صعب للغاية لأنه يُعرض المريض إلى الشعور بالألم الشديد والرعب مما يراه داخل غرفة العمليات ، ومن هنا ينبغي على الطبيب أن يقوم بتحضير المريض أولًا قبل العملية وأن يتم تحديد جرعة المخدر المتناسبة معه بدقة .