خطورة الاستهزاء بالدين
الاستهزاء بالدين من بين
الكبائر
التي من الممكن أن يرتكبها الإنسان في حياته، والاستهزاء بالدين هنا لا يتوقف على الاستهزاء بالقرآن الكريم ولكن يتضمن كافة الأشياء من بينها الاستهزاء بالله عز وجل أو الرسول و
الأنبياء
أو بما أنزل الله عز وجل على عباده، وهي من الأعمال التي من الممكن أن تخلد الإنسان في نار جهنم.
خطورة الاستهزاء بالدين
الاستهزاء في
اللغة العربية
من الكلمات التي تدل على اللعب والسخرية وقد أكد الكثير من علماء اللغة العربية على أن الاستهزاء من حيث المعنى ينقسم إلى قسمين وهما الاستهزاء الصريح والقسم الثاني هو الاستهزاء الغير صريح ومن الممكن تعريفها على النحو التالي :
الاستهزاء بشكل صريح
وهنا يقدم الشخص على الاستهزاء بالعقيدة الصحيحة وما ورد عن الله عز وجل في
القرآن الكريم
فقد استهزأ البعض في القدم بالدين الإسلامي وخاصة القرآن الكريم مؤكدين على أنه كان يفيد في القرون الوسطى فقط ولا يصلح للقرن العشرين وأنه قد أباح للزوج الزواج من أربع سيدات وأهان المرأة واستهزأ بكافة الأحكام التي أنزلها الله عز وجل على البشر جميعا فالدين الإسلامي لم يرسله الله إلى قوم معين ولكن أرسله الله إلى الناس أجمعين.
الاستهزاء بشكل غير صريح
وقد تم تمثيل ذلك النوع بالبحر الذي لا يوجد حد له فيوجد العديد من الأنواع من ذلك النوع من الاستهزاء مثل إخراج اللسان أو حتى الغمز بالعين وغيرها من الأمور التي يقوم بها الإنسان عند تلاوة كتاب الله عز وجل أو عند تطبيق سنة الرسول أو حتى عند الأمر بالمعروف والنهي عما نهى الله عز وجل.
ويوجد اليوم العديد من الصور المختلفة عن الاستهزاء والتي يراها البعض اليوم في حياتنا من الأمور العادية ولكنها استهزاء واضح عن الدين، ومن بين الصور الخاصة بالاستهزاء عن الدين ما يلي :
1- من بين أكثر الصور التي نجدها اليوم وبها استهزاء عن الدين هي تلك الصور الساخرة التي نراها اليوم في الصحف والمجلات مثل ما حدث في إحدى الصحف ذات مرة عن صورة ديك وتتبعه أربع دجاجات في إشارة من الرسام إلى تعدد الزوجات وهو أستهزاء واضح وصريح بالدين الإسلامي وتعاليم الدين الإسلامي التي تعطي الحق للرجل في الزواج من اربعة سيدات.
2- وعلى من يعلم خطورة الاستهزاء بالدين تنبه هؤلاء الناس عن الأمر حيث أنه يتوجب مراجعتهم وإخبارهم أن ذلك الأمر به استهزاء بالدين وليس للتسلية أو الهزار الدين لا مجال به للهزار.
وقد وردت العديد من الأحكام عن الاستهزاء بالدين وعن ما ينتظر المستهزئين بالدين من الله عز وجل من عذاب سواء في الدنيا وفي الآخرة وعن الحكم الذي ورد عن الاستهزاء بالدين فهو كفر كما أنه يعد من النواقص العشر كما يعد من بين أعظم الصفات التي وصف بها الله عز وجل
المنافقين
ويوجد الكثير من الأدلة في القرآن الكريم على ذلك الأمر والتي من بينها ما يلي :
1-
سورة التوبة
أية 74: بسم الله الرحمن الرحيم يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا صدق الله العظيم.
2- سورة المطففين من الأية 29 وحتى الأية 32: بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ صدق الله العظيم.
3- سورة التوبة آية 65: بسم الله الرحمن الرحيم وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ صدق الله العظيم.
التوبة من ذنب الاستهزاء بدين الله عز وجل
من الممكن أن يتوب الشخص عن الاستهزاء بدين الله عز وجل والاستهزاء بما أنزل الله عز وجل وكتبه ورسله ولكن قد أختلف الكثير من العلماء في الأمر خاصة فيمن سب الله عز وجل ورسوله وهل يقبل الله عز وجل منهم
التوبة
أم لا، وقد أنقسم العلماء والفقهاء إلى قسمين في ذلك الأمر.
الرأي الأول
يؤكد أن الله عز وجل لا يقبل التوبة من هؤلاء المستهزئين ويقتل على كفره كما أنه لا يتم
الصلاة
على ذلك الرجل أو يتم الدعاء له بالرحمة وهو من الأراء المشهورة لدى الحنابلة بشكل كبير.
الرأي الثاني
إن التوبة من ذلك الذنب من الممكن أن يتقبلها الله عز وجل في حال معين وهو أن أقدم على الصدقة وأقر على نفسه أنه قد أرتكب ذلك الذنب وأن يقدم على وصف الله عز وجل بالعديد من الصفات التي بها تعظيم لشأنه جل وعلا.
وعلى المرء المسلم أن يبلغ المستهزئين بعقوبة ما أقدموا عليه من فعل أو قول في حق الله عز وجل أو في حق الدين والرسل، وفي حالة عدم الاتعاظ من الأمر عليهم عدم مجالسة هؤلاء القوم، وفقا لقول الله تعالى عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا صدق الله العظيم.