كلمات ” شيلة تحزم “
يعرف معجم المعاني العربية كلمة شيلَة بأنها جمع
شيلات
وشَيْلات اسم مرة من شال حجر ثقيل أو قطعة من حديد وغيره يَمتحن بها الرجل قوته، برفعها عن الأرض، أو بمعني ثقل كأن يحمل شيلة ثقيلة، والشيلة اسم فن شعبي موروث في منطقة شبه الجزيرة العربية، وينتشر بكثافة منقطعة النظير في كل من السعودية وبعض دول الخليج العربي واليمن، ويرى باحثين أن فن الشيلة هو أحد أنواع الحداء، وهو التغني بالشعر، وتختلف الشيلة اختلافا ليس كبيرا عن الموال والغناء، بأن الموال تكثر فيه أحرف المد، وهو أقرب للغة العادي مع كثرة المدّ، أما الغناء فيكون بالآلات الموسيقية، والشيلة أقرب للغناء، ويستخدم فيها ألحان غنائية بدون آلات عزف.
أصل التسمية
يري الكاتب والباحث سعد العبد الله الصويان في كتابه “ب
الشعر النبطي
: ذائقة الشعب وسلطة النص” أن حاسة السمع هى أقرب الحواس إلى الشعر كونها ترتبط بالإلقاء والإنشاد والغناء، وهو السبب الذي يجعل من غير المستغرب أن يلجأ شعراء النبط في حديثهم عن الأوزان الشعرية إلى مصطلحات موسيقية تتعلق بغناء الشعر وألحانه وإيقاعاته، لا سيما حينما يريد الشاعر أن يتأكد من سلامة وزن البيت الشعري فإنه يرفع به عقيرته ويغنيه، ولا يقطعه كما هو متعارف عليه عند الشعراء والنقاد ودارسي العروض الشعرية وموسيقى الشعر.
فهو لا يسأل عن بحر القصيدة وإنما عن “شيلة” القصيدة أو “طرق” القصيدة، وهناك تحضر بقوة دلالة كلمة “شيله” المشتقة من “شال” بمعنى “رفع” دلالة عن رفع الصوت بالغناء، وكلمة “طرق” تفيد معنى القرع المتكرر بانتظام، أي الموقع، وقد انتشر فن”الشيلة” في السنوات الأخيرة، وساهمت تقنيات التسجيل والصوت ووسائل التواصل في انتشاره بسرعة كبيرة وكأنه
طائر العنقاء
الذي بعث من الرماد من جديد.
انتشار الشيلات
ويرى باحثين أن انتشار الشيلات في الساحة الشعبية اختلفت عن ما كان في السابق، فالمتلقى الذي لا يحب قراءة القصائد، وجد ضالته في موقع “يوتيوب” وموقع ”
ساوند كلاود
” المئات من قصائد الشعر من كل نوع، ولكون الاستماع أسهل في إيصال القصيدة وشاعرها، ويتعامل مع تلك المواقع الملايين من محبي الشعر وخاصة فن الشيلات، وقد ساهم العائد المالى الكبير الذي يحصل عليه شاعر قصيدة الشيلات في انتشار هذا الفن الشعري بكثافة لم يعدها من قبل.
وقد تطورت الوسائل التي يمكن لمحبي الشيلات أن يطالعوا إنتاج شاعرهم المفضل من خلالها، إذ بدأت بظهور القصائد مطبوعة عبر الصحف والمجلات، ثم انتعشت نوعا ما في الجمع في دواوين المقروءة المكتوبة، ثم بدأت قنوات التلفزيون القنوات الفضائية في تصوير القصائد تلفزيونياً، والآن دخل فن الإنشاد في الشعر، ووصل حاليا إلى التسجيل والحفظ في مواقع
اليوتيوب
وساوند كلاود وغير ها حتى أن بعض صفحات
مواقع التواصل الاجتماعي
باتت منصات للشعراء ومنشدي الشيلات، وفي السنوات الأخيرة دخلت آلات العزف مع الطبول والدفوف وهو الجديد والإضافة التي فرضتها التقنيات الإذاعية والمرئية.
انتقادات موجه للشيلات
نتيجة انتشار فن الشيلات الشعري على الساحة الشعبية خلال الأعوام القليلة الماضية، وزيادة عدد الشعراء وتربحهم من هذا اللون، أصبح هناك أعداد لا حصر لها من هؤلاء الشعراء وبالطبع يوجد بينهم الغث والثمين، ونتيجة للتباري ومحاولات الانتشار والحصول على النجومية والشهرة، بدأ شعراء هذا اللون يطرقون موضوعات جديدة، وهو ما جعل بعضهم يقع في فخ التنميط ، وقد وجهت لهذ اللون بعض الانتقادات ومنها
1ـ لم يوظف شعر الشيلات بطريقة صحيحة، كون معظم قصائده الآن تثير النعرات القبلية والطائفية.
2ـ تضمن بعض القصائد لعبارات شديدة الفجاجة وتحمل معان وعبارات عنصرية وقبلية.
3ـ زيادة أعداد الشعراء الذين يقدمون هذا اللون أفرز مجموعة كبيرة من غير المجيدين لهذا اللون.
4ـ تسابق الشعراء على البرامج التلفزيونية والحضور الإعلامي ساهم في ابتذال هذا الفن.
5ـ تسابق الشعراء في
المديح
القبلي وتعظيم شيوخ قبيلته، فغدا الشاعر بوقا قبليا.
كلمات شيلة “تحزم ” ل مشاري بن نافـل
تحزم تحزم خويي تحزم
ننصاهم ننصاهم ولا حد بيسلم
شدّ حزامك شدّه عاللينه والشدّه
ماعندي في لحاهم خويّك من قدّه
تحزّم تحزّم خويي تحزّم
ننصاهم ننصاهم ولا حد بيسلم
مايخالف ما يخالف مانعرف السوالف
عزومنا أقوى من جبال الطايف
عالعز والطاعة اجتمعنا في ساعة
وصلينا فروضنا مع أهل الجماعة
والله إني حزامك لاجفوك أعمامك
أوقف من دونك تلقاني قدّامك
الخوي الوافي شرواك ياسنافي
أحبك وأودّك وما أحب التجافي
أبشر على خشمي تبشر بي يالنشمي
حاضر في لزومك ومعروفٍ اسمي
نحب المجالس تسمع وانت جالس
تتعلّم الواجب أخير من المدارس
الخوّه لها حقوق ولها مقامٍ فوق
من همّل الخوي تروّح دونه حلوق
الشايب وصّاني محبة اخواني
وحشمتك رفيقك والضيف لاجا عاني
وأنا لك يالرفيق والله ماتستضيق
ابشر ابشر ابشر شب الدنيا حريق
نوماسك نوماسي يخسي كل قاسي
ارقا للطويلة وراسك مثل راسي
احتزم احتزم وهذي حبة خشم
لا تتضايق لالا والله ان تبتسم