تعريف الاستقصاء
الاستقصاء عبارة طريقة تعليمية تهدف إلى
التعليم الذاتي
، وتطوير قدرات التفكير العلمي للأفراد بإعادة توليد المعرفة وتنظيم الأفكار واستنتاجها ثم تطبيقها على المواقف الحقيقية . ويعد الاستقصاء من أكثر أساليب التعليمية الفعالة في تنمية التفكير التعليمي للطلاب ، وتعطي الطلاب فرصة لممارسة طرق التعلم وعملياته ومهارات الاستقصاء مما يجعل الطالب يحذو حذو العلماء في البحوث والتوصل إلى النتائج .
مفهوم الاستقصاء
الاستقصاء يركز على جعل الطالب باحثاً مفكراً ، يستطيع الوصول للمعرفة بنفسه ، وتجعله يخطط ل
حل المشكلات
التي يقوم بوضعها في مواجهته ، ويساعد على إنجاز هذه الخطط ، وللاستقصاء مفاهيم متعددة ، وجميعها تبين أن الدور الفعال يكون للطالب ، ومن هذه التعريفات :
1 – الاستقصاء يشمل على الأنشطة والمهارات التي تركز على البحث النشط والمعرفة والفهم ، من أجل تلبية شغف الطالب وحبه للاستطلاع ، فهو المعايير الوطنية لتعليم العلوم وحل المشكلات واستنباط فرضيات وعمل اختبارللتأكد من صحتها ، وهذا تعريف (راتيلسون ) .
2- الاستقصاء نمط تعليمي يستخدم فيه المتعلم مهارات جديدة لاستنباط المعلومات وتنظيمها وعمل تقويم شامل لها ، ويعد هذا التعريف من مؤيدي الاتجاه التعليمي القائم على أن الاستقصاء يولد المعرفة من خلال البحث وطرح الأسئلة اللازمة لذلك ، وهذا وفقاً لتعريف ( كينيث جورج ) .
3- هو العمليات العقلية التي تتمثل في الملاحظة ، والتصنيف ، والقياس ، والتنبؤ ، والوصف ، تعريف ( روبرت صند ) .
4- هو استراتيجية تدريس تعتمد على إعمال العقل والتفكير الدقيق لتحليل المواقف من خلال طرح الأسئلة والحوار ونقد المعلومات والبيانات ، وهذا رأي (صبري الدمرداش ).
أنواع الاستقصاء
ومن خلال هذه التعريفات يمكننا ملاحظة أن الاستقصاء عبارة عن مزيج من مجموعة عمليات عقلية ، واجراءات عملية ، وغالباً ما يعتمد على الجانب العملي وإعمال العقل والتفكير لتحليل المواقف بالحوار وطرح الأسئلة ونقد المعلومات والبيانات ، وهناك بعض الباحثين يتفقون على تعريف الاستقصاء على حسب ما يقدمه العالم من توجيهات ، وينقسم الاستقصاء لثلاثة أنواع ، وهي :
الاستقصاء المبني
يعرف الاستقصاء المبني بأنه ما يقوم به الطالب تحت إشراف المعلم ، أو ما يقوم به الطالب ضمن خطة بحثية موضوعة مسبقاً ، ويعتمد هذا النوع من الاستقصاء على المتعلم ، ولكن ضمن إطار واضح ، ومحدد الأهداف . وفي هذا النوع من الاستقصاء يكون دعم المعلم للطالب حاسماً ، حيث يقوم
المعلم
بتحديد المشكلة موضوع الاستقصاء بطرح سؤال استقصائي ، ويقوم المعلم بتقديم خطوات الاستقصاء للطالب ( الطريقة العلمية لحل المشكلات )، ويحدث ذلك بتحديد بتحديد العوامل والمتغيرات التي سيعمل عليها الطالب وطرق التحكم في هذه العوامل والمتغيرات ، وطرق تحكم الطالب فيها ، ومتابعة نتائجها وهو ( قياس الأثر ) ، ويكون دور الطالب منحصر في اتباع التعليمات ، كالملاحظة ، والقياس ، وتحليل البيانات ، ثم التوصل للنتائج .
ومن وجهة نظر بعض العلماء أن هذا النوع من الاستقصاء يتناسب مع
مناهج التعليم الدراسية
المحددة ، وخاصة أننا نسعى في في التطوير والانتقال من الأساليب التقليدية إلى أساليب تعمل على التعلم النشط وتعتمد على المتعلم للوصول للمعلومات ، فهذه تعد مرحلة متوسطة بين التقليد والحداثة في نظام التعلم ، فتعتمد على تهيئة الطالب لما سوف يكون عليه مستقبلاً بدلاً من وضعه في مواقف لم يعتاد عليها من قبل .
نموذج ساشمان لشرح الاستقصاء المبني
1 – تحديد المشكلة .
2 – فرض الفروض اللازمة لحل المشكلة .
3- جمع المعلومات الللازمة لاختبار صحة الفروض ، ومن ثم حل المشكلة .
4 – مراجعة الفروض .
5 – تكرار الخطوات 2,4 للتأكد من الفرض المناسب لحل المشكلة .
الاستقصاء الموجه
يعتمد هذا النوع من الاستقصاء على توجيهات المعلم ، فدوره توجيه المتعلمين لاستقصاء المشكلات العلمية بطرح بعض الأسئلة عليهم فيقوم المعلم بتحديد مشكلة يقوم بتوجيهها للطالب ويعطيه بعض التوجيهات التي لا تقيده وتترك له المجال بوضع طريقة خاصة به في البحث ، ويقوم بمتابعة دوره في الملاحظة والقياس وتسجيل البيانات حتى الوصول للنتائج ، وفي هذا النوع من الاستقصاء لا ينتقل إليه المعلم إلا في حال تأكده من تميز طلابه وإتقانهم مبادئ الاستقصاء المبني .
الاستقصاء المفتوح
يقوم المتعلم في هذا النوع من الاستقصاء باختيار المشكلة موضوع البحث وطريقة حلها ، والاسئلة والأدوات التي ستساعد في حل هذه المشكلة ، أو فهم ما يحدث من ظواهر ، وهذا النوع من الاستقصاء يعد أعلى مراتب الاستقصاء حيث يستطيع الطالب القيام بالعمليات العقلية المتقدمة التي يمكنها مساعدته في وضع استراتيجية مناسبة للوصول للمعرفة ، وهذا النوع يجعل
سلوك الطالب
يقترب من سلوك العالم ، وفي هذا النوع من الاستقصاء يكون الطالب قادر على تنظيم المعلومات وتصنيفها ، ومعرفة الفروق بين المعلومات المتشابهة ، واختيار ما يتناسب معه وتقويمه ، مما يجعل دور المعلم منحصر في إدارة النقاش ، ويمكن للمعلم التدخل من أجل إعادة الطالب لمسار الاستقصاء الصحيح في حاله انحرافه عن النص ، وهذا في أي حال من حالات الاستقصاء سواء كان موجهاً أو حر .