بحث عن الامومه
الأمومة هي أحاسيس ومشاعر فطرية أودعها الخالق بقلب كل أم تجاه أبنائها، وهذه الصفة ليست قاصرة على البشر فقط، حيث أن الإحساس الفطري بالأمومة يكون موجودا لدى الحيوانات والطيور، ويكون رابط
الأمومة
في العلاقة بين الأم وطفلها نتيجة الحمل والولادة، لكن هذه الرابطة والنزوع الغريز لدى الأنثى للأمومة قد يكون موجودا لدى السيدات اللائي حرمن من الإنجاب فقمن بالتبني، وغالبا تبدأ رابطة الأمومة بين الأنثى وطفلها خلال فترة الحمل، حيث تتكيف الحامل مع نمط الحياة الذي يتناسب مع احتياجات الجنين النامي، وتكون سعادة الأم بالغة حينما ترى طفلها لأول مرة في الفحص بالموجات فوق الصوتية، وتنشأ علاقة أمومة قوية بين الأمهات وأطفالهن الذين لم يولدوا بعد.
تعريف الأمومة
لا يوجد تعريف وحيد يعرف الأمومة بعيدا عن المعنى اللغوي الذي يعني الاشتقاق من كلمة أم، أوصفة الأم أو حالتها التي عرفت معنى الأمومة الحقّة بعد أن صارت أما، وهي رابطة تصل الأم بأبنائها وتعد من أقوى الروابط الإنسانية، بيد أن الأمومة هي جماع الحنان والعطف والحب وكل ما يدل ويشير على علاقة الاحتواء والتسامي في كل الصفات.
فالأمومة هي حالة تشمل كل الصفات السامية للجمال والحق والخير، حيث تتجسد في التربية والرعاية و
الحب
والحنان الذي تمنحه الأم بدون مقابل، فهي تضحي دائما بكل ما يمكنها من غال ونفيس في سبيل الأبناء، وغالبا ما تتنازل عن رغباتها وحاجاتها من أجل الأبناء ، لقد وهب الله الأم نبعا من الحنان والعطف لا يمكن أن يكون موجودا مثله في قلب أحد غير الأم، تلك التي كرمها الخالق ووضع
الجنة
تحت أقدامها.
وتعتبر الأمومة المدرسة الطبيعية التي
تعلم الطفل الأخلاقيات
والسلوكيات الطيبة الحسنة، وهي جامعة كل المحاسن، وقد صدق أمير الشعراء
أحمد شوقي
حينما قال الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.
خصائص وصفات الأمومة
الحب الفياض، يعتبر الحب الغير مشروط الفطري النابع من الوجدان والمشاعر الفياضة والذي لا يتدخل فيه العقل هو الحب الأعمق هو أهم ما يميز الأمومة.
التضحية، تعد التضحية من بين مظاهر الأمومة الأكثر لفتا للانتباه فجميع الأمهات لديهن نزوع فطري بالتضحية في سبيل الأبناء سواء أكانوا صغارا أم كبارا، وهذه الصفة مظهر من مظاهر شرف الأمومة، حيث أنها تتنازل عن حاجاتها ورغباتها من أجل أن تحقق هدفا للأبن قد يكون ببسيطا أو كبيرا ، لا يهمها إذ أن ما يهمه الأمومة هو تنفيذ راحة الأبناء، والتي قد تأتي وتتحمل الأم فاتورة تلك الراحة من صحتها وتعبها وسلامتها الجسمية.
مسئولية الأمومة
تتحمل الأم مسؤولية جسيمة من أجل الأولاد، وتتعدد مسؤوليات الأمومة والتي يجب أن يكون لها استعدادات خاصة، وتقوم الأمهات بتحمل تلك المسؤولية الكبيرة دون ضجر بل على العكس يزودهن الشعور الغريزي والفطري بالأمومة بنزوع ب
السعادة
والرضا وهن يمارسن تلك المسؤولية.
استعدادات الأمومة
على كل سيدة متزوجة أن تكون مستعدة بشكل تام لتحمل مهام ومسؤولية الأمومة، وعليها قبل التفكير في الإنجاب أن تكون مهيئة نفسيا لتحمل هذا الدور ، وعلى الزوج والمحيطين بها أن يساعدوها في تحمل هذا العبء، وعلى الزوجات أن يعرفن أن مسؤولية
تربية الأبناء
والأمومة مهمة ليست سهلة وستأخذ منهن راحتهم ومجهودا كبيرا في العناية، وستغير من نمط حياتهن وستجعلهن يتخلين عن احتياجات ورغبات مهمة لديهن، وعلى الأمهات أن يكون لديهن الوعي الكافي والمعرفة بأهمية دورهن في تنشئة وتربية الأجيال وتحملهن مسؤوليلتهن تجاه هذه المهمة الصعبة.
الترويح عن الطفل
قد تجد غالبية الأمهات أن البقاء مع أطفالهم يسبب لهن متعة لا تضاهيها أى متعة أخرى، وينسين رغباتهن التي كانت في السابق تحقق لهن المتعة، لكن بعض الأمهات لا يمكنهن البقاء طوال الوقت مع أطفالهن وهؤلاء عليهن تخصيص وقتا لمتعهن حيث يمكنهن الخروج مع الأصدقاء أو الذهاب إلى الأندية التي كن يذهبن إليها، حتى لا يصبن بالاكتئاب.
المحبة والحنان
يحتاج الطفل دائما إلى العطف والحنان، وهذا الشعور يجده الطفل مع أمه وهي تحتضنه أو تقوم باللعب معه أو إطعامه أو حتى وهي تساعده في دروسه، وقد ثبت أن سماع الرضيع لنبضات قلب أمه يجعله يشعر بالإطمئنان، فالطفل يحتاج بشكل دائم إلى إحساسه بالحب والعطف والحنان، وقد أكدت دراسات نفسية عديدة أن الكبار الذين لم يحصلوا في طفولتهم على العطف والحنان من الأمهات، يكونوا كبار مشوهين نفسيا ويعاني بعضهم من مشكلات نفسية عميقة.
الاعتناء والاهتمام
يعتبر الإعتناء بالطفل والاهتمام بنظافته الشخصية والحفاظ على صحته الجسمية مهم جدا وتقوم كل الأمهات بهذا الدور على أكمل وجه، كما تقضي بعض الأمهات قضاء وقت طويل مع أطفالهن كي يسمعوهم ويتعرفوا على ما يحبون وما يكرهون، وخلال هذه الجلسات يحفزوا الأطفال للقيام بتصرفات إيجابية، وتشجيعه عند تعلم شئ جديد، وتنيمة ذكائه، وعدم إحباطه حتى لا تهتز ثقته بنفسه، وعلى الأمهات أن يبتعدن عن استخدام أسلوب العقاب البدني مع أطفالهن لأن ذلك التصرف يجعل الطفل محبطا.