كيفية المسح على الخفين

الخف هو نعل مصنوع من الجلد يستر الكعبين ، والكعبان هما العظمتان الناتئتان في القدمين ، والمسح يعني تمرير باطن اليد على الشيء الممسوح وهي مبسوطة ، ومن هنا يعني المسح على الخفين تمرير باطن اليدين على الخفين ، وذلك في وقت محدد شرعا ، بدلا من غسل القدمين خلال

الوضوء

، ويجب أن يعلم المسلم ان مسح الخفين يجوز فقط في حالة الوضوء فقط وليس في حالة الغسل .

هذا يعني أنه من لبس

الخف

على طهارة ثم أصابته

الجنابة

، لا يجوز أن يغتسل بهما ، وعند الوصول إلى القدمين يمسح عليهما ، لاجئا إلى حكم جواز الحكم على الخفين ، بل ينبغي نزعهما وغسل القدمين ، فالمسح خاص بالوضوء فقط دون الغسل من الجنابة أو غيرها .


تبدأ مدة المسح على الخفين من اول


هناك اختلاف في هذا الأمر والقول الأول هو


أنه يبدأ من أول الحدث بعد اللبس


وهذا الرأي اتفق عليه غالبية العلماء


،


وهناك قول أخر بأنه يبدأ من


أول مسح بعد


ارتداء الجوارب.


ويمتد المسح ليوم وليلة للأشخاص المقيمين ، وثلاثة ايام بليلة في حالة السفر ، وذلك وفقاً لما جاء في الحديث الشريف ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم “يمسح المقيم يومًا وليلة، والمسافر ثلاثة أيام بلياليها”


متى ينتهي مدة المسح على الخفين


تنتهي مدة المسح على الخفين للمقيم بعد انتهاء يوم بليلة ، أما المسافر تنتهي بعد ثلاثة أيام بلياليهن.


وذلك جاء في شرح ابن عثيمين فقال ” قوله رحمه الله: [مِنْ حَدَثٍ بَعْدَ لُبْسٍ عَلى طَاهرٍ]: قوله [مِنْ حَدثٍ] مِنْ: للابتداء أي: يبدأ


تأقيت المسح من الحدث الأول بعد اللبس على طهارة،


فيبدأ


التأقيت بالثلاثة الأيام إذا كان الإنسان مسافراً، و


اليوم،


والليلة إذا كان مقيماً مِنَ الحَدثِ بعد لُبسه،


فمن المعلوم أن لُبس الخفين يكون بعد طهارة كاملة تامة، فإذا كان متطهراً، ولبس خُفّيه فإنه ينتظر أول حدث بعد لُبْسه للخُفّين، فإذا أحدث بدأ التوقيت بذلك الحدثِ إلى مثله يوماً، وليلةً، أو ثلاَثة أيامٍ على حسب حاله مسافراً كان، أو مقيماً. فعلى سبيل المثال: لو لبس الخفَّ الساعة العاشرة صباحاً، وهو على طهارة، ثم أحدث الساعة الحادية عشرة فإنه يَعْتدّ بوقت حدثه، وهو الساعة الحادية عشرة. فإن كان مقيماً كان له المسح منها إلى مثلها في اليوم التالي، فينتهي توقيت المسح له في الحادية عشرة من اليوم التالي إذا كان مقيماً، وهكذا الحال في السفر ينتهي في مثل وقت الحدث بعد ثلاثة أيام”  [1]


المسح على الخفين :

لقد يسر الله سبحانه وتعالى بعض امور الدين مثل المسح على الجوارب ، وذلك تخفيفا عنهم في بعض الأوقات العسيرة مثل البرد والسفر ، وغيرها من الأحوال التي قد تكون شاقة على المسلم ، وهناك الكثير من الأحاديث الواردة عن الصحابة التي تدل على مشروعية المسح مثلما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في الحضر والسفر ، ورخصته للقيام بذلك ، كما أمر المسلمين باتباعه ، ومنها ما روي عن لمغيرة بن شعبة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: (كنتُ معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سفَرٍ، فأهوَيتُ لأنزِعَ خُفَّيهِ، فقال: دَعْهما، فإنّي أَدخَلتُهما طاهِرَتَينِ، فمسَح عليهما)


طريقة المسح على الخفين وحكمه

المسح على الخفين يكون بمسح الرجل فقط من أطراف الأصابع إلى الساق أعلى الرجل ، فيتم البدء بتمرير اليد من

الأصابع

وحتى الساق فقط على الرجلين معا ، بمعنى استخدام اليد اليمنى مع الرجل اليمنى واليد اليسرى مع الرجل اليمنى في نفس الوقت ، كما يحدث في الأذنين .

إذا كانت أحد اليدين لا تعمل ، يبدأ بالرجل اليمنى ثم اليسرى ، ولكن هناك شرط أن يكون المسلم قد لبسهما بعد الانتهاء من الوضوء ، وأن يكون الخفين ساترين للكعبين ، ويمكن المسح عليهما يوما بليلة إن كان مقيما ، وثلاثة أيام بلياليهم إذا كان على سفر ، ويبدأ حساب ذلك مع أول مسح بعد أن ينتقض الوضوء .

كما يجوز المسح على الخف الذي يوجد به الذي يوجد به خرق ، إذا كان الخرق بسيطا ، فكان خطاب الرسول -عليه السلام- في الجواز بالمسح على الخفين عاماً، فلو كان الخرق البسيط يمنع من جواز المسح لنبه عليه رسول الله، وكان الصحابة فقراء ؛ ومن الطبيعي أن تتعرض خفافهم لخروق.

ينتقض المسح بانتهاء المدة المقررة شرعاً ، وبالجنابة، وبخلع الخفين أو كلاهما عمداً أثناء مدة المسح، وإذا شك المسلم في ابتداء وقت المسح؛ فإنه يبني على اليقين، فإن شك هل مسح ل

صلاة الظهر

أم العصر، فإنه يبدأ بحساب المدة من وقت العصر، وإذا انتهت مدة المسح وما زال على طهارته فتصح صلاته ؛ لأن انتهاء المدة لا ينقض الوضوء وإنما ينقض المسح ، وإذا توضأ ثم لبس جوربين أو خفين ثم قام بنزع الأعلى منهما، جاز له إتمام المسح خلال المدة على الأسفل؛ لأنه يصدق عليه أنه أدخله على طهارة، أما إن توضأ ولبس جوربا أو خفاً واحداً ثم مسح عليه، فلا يصح أن يلبس آخر ويتم المسح عليه لأنه لا يصدق عليه أنه أدخله على طهارة.


ما الفرق بين الخف والجورب

الخف هو ما يصنع من الجلود ويكون على حجم القدم ، ويصنع له من الأسفل موطئ كالنعل، ويوضع له جلد سميك من الأعلى؛ حتى يستر القدم مع

الكعبين

، ويكون لديه خيط عند الساق ؛ ليربط به ، ويلحق بالخف كل ما هو غليظ ، وقد جاء مفصلا على حجم القدم والمقصد منه الستر والتدفئة ، سواء كان له نفس التسمية أم كان مختلفا، أما الجورب فهو ما يفصل على حجم الساق، ويكون مصنوعا من

الصوف

السميك ، ولا ينثني لشدة متانته وسمكه ، ولا يصل الماء من خلاله إلى البشرة، فهو لقوة صلابته يمكن متابعة المشي عليه دون التأثر بما هو على الأرض من أشواك أو برودة وغيرهما


حكم المسح على الحذاء

إن تم ارتداء الحذاء وكان تحته جورب ، وقد تم لبس الجورب على طهارة أيضا، ففي هذه الحالة يجوز له أن يمسح عليه يوما وليلة إن كان مقيما، وثلاثة أيام بلياليهن إن كان مسافرا ، حتى لو لم يكن الحذاء ساتراً لمحل الغسل في الوضوء، المهم أن يكون الجورب تحته ساترا ولبسه على طهارة، أما إن تم لبس الجورب على غير طهارة ، ثم  لبس الحذاء فوقه، فلا يجوز له عندها أن يمسح سواء كان المسح على الحذاء أم على الجورب ؛ نظرا لأنه  لم يلبسهما على طهارة .

أما إن لُبس الحذاء على البشرة مباشرة دون أن يلبس جورب، فإن كان الحذاء ساترا لمحل الغسل في الوضوء ، وكان قد تم لبسه على طهارة ؛ فيجوز له أن يمسح عليه، وإن لبسه على غير طهارة فلا يصح مسحه عليه حتى لو كان ساتراً لمكان الغسل في الوضوء، وإن اتبع الشروط في المسح على الحذاء، وكان مسحه صحيحاً ؛ فلا يجوز له أن يمسح على

الحذاء

ثم يخلعه عند الدخول إلى المسجد ويصلي فيما هو تحته من الخف أو الجورب؛ لأن صلاته بذلك تصبح باطلة، فلا بد له أن يصلي بما تم المسح عليه ولا يخلعه قبل أن يؤدي الصلاة فيه، وإن خلعه بعد ذلك يبطل الوضوء، ولا بد أن يتوضأ إذا أراد الصلاة مجددا.