دور الاختلاف في اثراء الفكر
إن الإنسان المسلم مثل غيره ممن يعيشون في أفراد المجتمع باختلاف الديانات ويعيش بين العديد من الاختلافات والتطورات في العصر الحالي، وكان الله تعالي قد أكد علينا أن الاختلاف هو واحد من الأمور الطبيعية بين الناس، فلمك يخلق الناس جميعا بنفس العقل ونفس
التفكير
بل أن الاختلاف أمر مقبول، كما أن الاختلاف له العديد من الفوائد حيث يضيف للفكر العديد من الأمور الإيجابية، ويجب في البداية أن نقوم بتوضيح أسباب الاختلاف في العالم.
أسباب الاختلاف بين الناس
الاختلاف العلمي وهو النوع المعمم، حيث يوجد بين الجميع حالة من الاختلاف العلمي والدليل على هذا الأمر وجود العديد من الكليات.
الاختلاف العقلي وهو الاختلاف في التفكير، فعندما يقع الانسان في مشكلة بعينها من المحتمل أن يقوم بالتفكير في بعض الحلول، بينما شخص آخر عندما يستمع لتلك الحلول يقوم بفرض حلول آخر، فكل انسان حسب تفكيره وطريقة حله للمشكلة.
فوائد الاختلاف ودوره في اثراء الفكر
وإن لم يكن للاختلاف فوائد ما كان الله عز وجل ذكره في
القرآن الكريم
حيث قال الله تعالي: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). وبالتالي فإن الطبيعة تؤكد أن الاختلاف هو أمر سائد في كل مكان وزمان، ويجب علينا جميعا أن نتعامل معه بصدر رحب.
كما أن الاختلاف له دور كبير في اثراء الفكر، ويعود السبب في هذ الأمر هو أننا نتعامل في مجتمع مختلف ومجتمعات مختلفة وبالتالي يكون لكل فرد ثقافة خاصة به، وهنا نبدأ تحقيق الاستفادة من تلك الثقافات من أجل التبادل وتعميم المعرفة؟
كيف يجب التعامل مع الاختلاف لتحقيق اعلى استفادة
ولتحقيق أعلى استفادة من الاختلاف من أجل
تنمية الفكر
وإثرائه يجب أن نقوم بتنفيذ ما يلي:
أولا الحوار والاستماع والاصغاء
وتعد الطريقة الأفضل للتعامل مع الاختلاف هي الحوار، والاستماع إلى ما يقوله الطرف الأخر و
الرأي
المختلف، بالإضافة إلى الوقوف إلى الكلمات والتفكير بها، فتلك الخطوة لها دور في فهم الأفكار الأخرى بالإضافة إلى أن لها دور في توليد العطف ويساهم في تقدير وجهات النظر المختلفة. كما يجب عند الاستماع للرأي الآخر أن نكون على اقتناع أنه ليس بشرط أن يكون هناك اتفاق في وجهات النظر بل يجب احترامها.
ثانيا تقبل الاختلاف
حيث يجب علينا جميعا ان نعلم ان الاختلاف سواء كان في أبسط الأمور أو أعظمها يظل جزء في العلاقة، وبالتالي فلا يجب أن نؤمن به، ولكن علينا أن نقبله.
ثالثا انتقاد السلوك
حيث يجب عندما نكون في موقف اختلاف أن نقوم بانتقاد أي سلوك لا يعجبنا، ولكن لا يتم انتقاد الشخصيات أو انتقاد الشخص المتحدث، لأن هذا الموقف سيقابله حالة من الدفاع عن النفس وينتج عنه مشاكل مختلفة، بالإضافة إلى أن عملية تغيير الشخصية أصعب بكثير من
تغيير السلوك
، فيجب أن يكون تركيزنا على السلوك وليس الشخصية.
رابعا التعلم من الاختلاف
حيث من الجيد أن يكون هناك فوائد وتعلم من هذا الاختلاف، ومن المخطئ أن يتم الوقوف أمام الاختلاف ورفضه بشكل كلي، بل يمكن أن نأخذ منه ما يحقق لنا الإفادة الكاملة ونترك ما يضرنا، وهذا الأمر يكون مفهوم يجمع بين مختلف الأفكار والقيم، مما يساهم في إثراء الفكر بالشكل المطلوب.
خامسا النظر إلى إيجابيات الاختلاف
فعندما يكون هناك اختلاف يجب أن ننظر إلى الإيجابيات الخاصة به، ونقوم بإبداء الرأي سواء كان إعجاب أو نقد ولكن بشكل لطيف مما يعمل على تحسين العلاقات المختلفة بين الناس ويساهم في جعل العلاقات أكثر تماسكا، وتلك الخطوة أيضا تساهم في إثراء الفكر.
سادسا تأكيد الذات
وفي تلك النقطة يجب أن نعلم ما هو الفرق بين الهجوم والاستسلام وتأكيد الذات، حيث أن الاستسلام يكون المرحلة التي بها ينسحب الشخص ويكون ملتزم بحالة من الصمت، وربما في هذا الوقت يفقد احترامه لنفسه ويتقبل أن يكون مهان، وهي خطوة ليس من المفضل الوصول إليها، بينما الاستسلام هو الذي يتسبب في إظهار الخوف مما يتسبب في التراجع.
أما عن الهجوم فهو الذي يتسبب في فقد
الاحترام
بين الشخصين، حيث يقوم الشخص المقابل أيضا ببذل جهد من أجل الدفاع عن نفسه، وفي هذه الحالة يقوم بتوجيه الانتقادات فيتحول الأمر إلى مشادة ومشاكل وليس نقاش، أما عن تأكيد الذات فهي الخطوة الأفضل التي يكون من خلالها هناك حالة من الاحترام بالطرفين، ويكون الأمر من خلال مشاركة الآراء الداخلية والانفعالات مع الأخرى، بالإضافة إلى أنها دليل واضح على الثقة بالنفس وعلى قبول الرأي والرأي الأخر، كما أنها تكون خطوة هامة في أي خلاف.
وبالتالي ففي النهاية يجب أن الخلاف لا يجب أن يفسد بيننا أي قضايا، بل يجب أن يكون وسيلة من أجل احترام الإنسان وزيادة معلوماته والإثراء الفكري.