الحكمة من قص الشعر بعد الحج والعمرة

شرع الله تعالى للمسلمين العديد من العبادات المختلفة ، وقد جعل الغرض منها هو التقرب إليه أكثر ، ومن بين تلك العبادات أداء العمرة ، وتقتضي تلك العبادة على زيارة

الكعبة المشرفة

وأداء عدد من المناسك كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم لنيل الأجر والثواب ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سُئِل

النبي صلى الله عليه وسلم

أي الأعمال أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (جهاد في سبيل الله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور) .


معنى العمرة


المعنى اللغوي للعمرة

يقصد بالعمرة في اللغة الزيارة ، والمعتمر هو الشخص الذي يقوم بزيارة مكان ويقصده ، أو هو الذي يقصد فعل شئ محدد ، وتعد العمرة هي أحد المناسك التي يؤديها المسلمون وفق كيفية مخصوصة .


المعنى الاصطلاحي للعمرة

ذكر الدكتور سعيد بن وهف القحطاني أنه يقصد بالعمرة التقرب من الله عز وجل من خلال زيارة بيته الحرام وذلك طبقًا لمناسك وخطوات محددة ، تبدأ بالإحرام ، ثم الطواف حول الكعبة ، ثم السعي بين

الصفا والمروة

، وفي النهاية يتم حلق شعر الرأس للمعتمر أو تقصيره .

كذلك فقد عرّف الداعية الإسلامي عبد الله بن صالح القصير العمرة اصطلاحًا بأنها زيارة المسلم للكعبة المشرفة بهدف التقرب من الله وعبادته وذلك وفق هيئة مخصوصة وألفاظ مخصوصة ، بجانب أداء مناسك مخصوصة تبدأ بالإحرام ويليها الطواف في البيت الحرام ثم الانتقال إلى السعي بين الصفا والمروة ، وفي النهاية التحلل من

الإحرام

من خلال حلق شعر الرأس أو تقصيره .

ما هي الحكمة من قص الشعر بعد العمرة

يعلم كل مسلم أنه من الواجب على المعتمر بعد الانتهاء من مناسك العمرة أن يقوم بحلق رأسه بشكل كامل أو جزء منه ، وذلك في حق الرجال دون النساء ، فالنساء يجب عليهن أن يأخذن شئ بسيط من مقدمة شعر الرأس وتكون بذلك قد تحللت من إحرامها ، وتعد الحكمة من حلق شعر رأس المعتمر أو تقصيره هي تعبدية بحتة ، فالمسلم إذا تم إعطائه أمر بفعل شئ ما فعليه السمع والطاعة ، خاصةً إذا كان هذا الأمر مصدره من الله عز وجل ، فلابد من تنفيذه وعدم السعي لإيجاد الغاية من العبادات .

ويعد تقصير الشعر من مناسك الحج والعمرة التي يصحان إلا بها ، فقد أمرنا الله بها ، ويجب علينا إطاعة أوامر الله تعالى ، فهذا اختبار من الله للعباد ؛ حتى يعلم مدى استجابة العبد لأوامره وخضوعه لأحكامه ، لذلك لابد على المسلم المبادرة لتنفيذ أوامر الله تعالى ورسوله محمد صلى لله عليه وسلم ، والإذعان لها حتى إذا لم يدرك الحكمة منها ، قال الله تعالى : ” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ” .


وقت الحلق للحاج والمعتمر

يتم حلق الشعر للحاج والمعتمر بعد الانتهاء من المناسك مباشرة وذلك وفقًا لما قاله أهل العلم جميعًا ، وهناك اختلاف بين الحاج المفرد والقارن عن الحاج تمتعًا ، فالمتمتع بالحج يجب عليه أن يقوم بحلق أو تقصير شعره مرتين ، حيث يأتي المتمتع بالحج بالحلق أو التقصير بعد أن ينتهي من

مناسك العمرة

؛ حتى يتحلل به من إحرامه للعمره ، أما إذا بدأ بمناسك الحج وقام بتأديتها فإنه يقوم بالحلق أو التقصير في يوم النحر أو بعده .

أما المفرد والقارن فلا يقوم بحلق أو تقصير شعره إلا في يوم النحر أو بعده ، والمحرم في العمرة أيضًا يقوم بالحلق أو التقصير مرة واحدة فقد عندما ينتهي من مناسك العمرة ، وهذا الأمر يخص أول وقت الحلق ، أما آخر وقت الحلق فهناك خلاف بين

الفقهاء

عليه وهو كما يلي :

– يرى أغلب العلماء أنه يجوز تأخير الحلق للحاج عن أيام التشريق ، فلا حرج في تأخير هذا الأمر حتى الإتيان بطواف الإفاضة ، كذلك من الممكن أن يتم الحلق في أي مكان ، فالغرض من الحلق هو التحلل من الإحرام ، ولذلك يمكن تأدية الأمر في أي مكان على وجه الأرض ، وقد قال النووي : ” لو أخَّر الحلق إلى بعد أيّام التّشريق حلق ولا دمَ عليه، سواء طال زمنه أم لا، وسواء رجع إلى بلده أم لا، هذا مذهبنا وبه قال عطاء، وأبو ثور، وأبو يوسف، وأحمد، وابن المُنذر، وغيرهم ” .

– يرى الإمام أبو حنيفة أنه يجب أن يتم الحلق والتقصير في

أيام التشريق

وفي

الحرم المكي

، وأن من يخالف هذا الأمر تجب عليه إراقة دم ، وقد قال الكاساني : ” لو أخّر الحلق عن أيّام النّحر أو حلق خارج الحرم، يجب عليه الدّم في قول أبي حنيفة، وعن أبي يوسف لا دمَ عليه فيهما جميعاً، وعند محمّد يجب عليه الدّم في المكان ولا يجب في الزّمان، وعند زفر يجب في الزّمان ولا يجب في المكان ” .