شعر عربي فصيح


الشعر العربي

هو أقرب شكل من أشكال

الأدب العربي

، المعرفة الحالية بالشعر في التواريخ العربية من

القرن السادس

، لكن يعتقد أن الشعر الشفهي بدأ قبل ذلك .

قصائد شعرية باللغة العربية الفصحى

1- قصيدة هل أتى فائد عن أيسارنا للشاعر حبيب الهلالي

هَل أَتى فائِدَ عَن أَيسارِنا

إِذ خَشينا مِن عَدُوٍّ خُرُقا

إِذ أَتانا الخَوفُ مِن مَأمَنِنا

فَطَوَينا في سَوادٍ أُفُقا

وَسَلِي هَديَةَ يَوماً هَل رَأَت

بَشَراً أَكرَمَ مِنّا خُلقا

وَلَكَم مِن خِلَّةٍ مِن قَبلِها

قَد صَرَمنا حَبلَها فَاِنطَلَقا

قَد أَصَبنا العَيشَ عَيشاً ناعِماً

وَأَصَبنا العَيشَ عَيشاً رَنقا

وَأَصَبتُ الدَهرَ دَهراً أَشتَهي

طَبَقاً مِنهُ وَأَلوي طَبَقاً

وَشَهِدتُ الخَيلَ في مَلمومَةٍ

ما تَرى مِنهُنَّ إِلّا الحَدَقا

يَتَساقونَ بِأَطرافِ القَنا

مِن نَجيعِ المَوتِ كَأساً دَهقا

فَطِرادُ الخَيلِ قَد يُؤنِقُني

وَيَرُدُّ اللَهوُ عَنّي الأَنَقا

بِمشيحِ البيضِ حَتّى يَترُكوا

لِسُيوفِ الهِندِ فيها طُرقا

وَكَأَنّي مِن غَدٍ وافَقتُها

مِثلَما وافَقَ شَنٌّ طَبَقا .

2- قصيدة فإن يك عامر قد قال جهلاً للنابغة

الذبياني

فَإِن يَكُ عامِرٌ قَد قالَ جَهلاً

فَإِنَّ مَظِنَّةَ الجَهلِ الشَبابُ

فَكُن كَأَبيكَ أَو كَأَبي بَراءٍ

تُوافِقكَ الحُكومَةُ وَالصَوابُ

وَلا تَذهَب بِحِلمِكَ طامِياتٌ

مِنَ الخُيَلاءِ لَيسَ لَهُنَّ بابُ

فَإِنَّكَ سَوفَ تَحلُمُ أَو تَناهى

إِذا ما شِبتَ أَو خابَ الغُرابُ

فَإِن تَكُنِ الفَوارِسُ يَومَ حِسيٍ

أَصابوا مِن لِقائِكَ ما أَصابوا

فَما إِن كانَ مِن نَسَبٍ بَعيدٍ

وَلَكِن أَدرَكوكَ وَهُم غِضابُ

فَوارِسُ مِن مَنولَةَ غَيرُ ميلٍ

وَمُرَّةَ فَوقَ جَمعِهِمُ العُقابُ .

3- قصيدة نادتك أندلس فلب نداءها لابن الأبار البلنسي

نَادَتْكَ أنْدَلُسٌ فَلَبِّ نِداءَها

واجْعل طَواغيتَ الصّليبِ فِداءَها

صَرَختْ بِدَعوَتك العليّة فاحْبُها

من عاطِفاتك ما يقي حوْباءها

واشدُدْ بِجلبك جُرْد خَيلك أزْرَها

تَرْدُدْ على أعْقَابِها أرْزَاءها

هيَ دَارُك القُصوى أوَتْ لإِيالَةٍ

ضَمِنْتَ لها معَ نصْرِها إيواءَها

وبَها عَبيدُك لا بَقاءَ لَهُم سوى

سُبُل الضّراعة يَسْلُكون سَواءَها

خَلَعَتْ قُلُوبُهُمُ هُناك عزَاءَها

لمّا رأتْ أبْصارُهُم مَا ساءها

دُفِعوا لأبكارِ الخُطوب وعُونها

فَهُمُ الغَداةَ يُصابِرونَ عَنَاءَها

وَتَنَكّرَتْ لَهُم اللَّيالي فَاقْتَضَتْ

سَرَّاءَها وَقَضَتْهُمُ ضَرّاءَها

تِلك الجَزيرَةُ لا بقاء لها إذا

لَمْ يَضْمن الفَتْحُ القريب بَقاءَها

رِشْ أيها المولى الرّحيمُ جناحَها

واعْقِدْ بِأرْشية النّجاة رِشاءَها

أَشفى على طرفِ الحياةِ ذَماؤُها

فاستبْق للدّين الحَنيف ذماءَها

حاشَاكَ أنْ تَفْنى حُشاشتُها وَقدْ

قَصَرتْ عليك نداءها ورَجَاءَها .

4- قصيدة جرى ذكر هجرٍ في خروق المسامع لابن بشير الإحسائي

جرى ذكر هجرٍ في خروق المسامع

سحيراً ففاضت مقلتي بالمدامع

وقلت عسى طيف يلمّ بذكرها

يقرّبُ لي منها إذن كل شاسع

إذا مرّ ذكراها تذكّرت جيرتي

وإخوان ودّ في جميع المواضع

لئن هجرتني حين أن كنت غائبا

خيالي إذا يغزوهم في المضاجع

ويدنيهم منّي وإن كنت نائيا

ثنائي عليهم بابتذال المطالع

كأني بهم يوما إذا ما تنادموا

على كاس نبت البن وسط المجامع

حديثهم فينا إلى وقت بينهم

يعدونه فيهم عظيم المنافع

فللّه ما أحلا وأهنا حديثهم

وغن وقعوا مني على كل باقع

هو الفخر إن فاخرت يوما منازعا

ففاخر به إن شئت كل منازع

رأيت الندى والفخر يشدو بذكره

أنا عبد عبد اللّه معطى ومانعي

فقلت شراء قال لابل وراثةً

وحاشاي أن آتيه من كفّ بائع

فأنساني اللائي أُباهي بذكرهم

وكانوا كأن لم يجسلوا في الشوارع .

5- قصيدة شيعت أحلامي بقلب باك لـ

أحمد شوقي

شَيّعـتُ أَحْـلامـي بقلـبٍ بـاكِ

ولَمَحتُ من طُرُق المِـلاحِ شِباكـي

ورجـعـتُ أَدراجَ الشبـاب ووِرْدَه

أَمشي مكانَهمـا علـى الأَشـواكِ

وبجـانبِـي واهٍ كـأَن خُفـوقَـه

لَمـا تلفَّـتَ جَهْشَـةُ المُتبـاكـي

شاكِي السلاحِ إذا خـلا بضلوعـه

فإذا أُهيـبَ بـه فليـس بـشـاكِ

قد راعـه أَنـي طوَيْـتُ حبائلـي

من بعـد طـول تنـاولٍ وفكـاكِ

وَيْحَ ابنِ جَنْبـي ؟ كلُّ غايـةِ لـذَّةٍ

بعـدَ الشبـابِ عـزيـزةُ الإدراكِ

لـم تَبـقَ منَّا ، يا فـؤادُ ، بقيّـةٌ

لـفـتـوّةٍ ، أَو فَضلـةٌ لـعِـراكِ

كنا إذا صفَّقْـتَ نستبـق الـهوى

ونَشُـدُّ شَـدَّ العُصبـةِ الـفُتَّـاكِ

واليومَ تبعـث فـيّ حيـن تَهُزُّنـي

مـا يبعـث الناقـوسُ فِي النُّسّـاكِ

يا جارةَ الوادي ، طَرِبْـتُ وعادنـي

ما يشبـهُ الأَحـلامَ مـن ذكـراكِ

مَثَّلْتُ فِي الذِكْرَى هَواكِ وفِي الكَرَى

والذِّكرياتُ صَدَى السّنينَ الحَاكـي

ولقد مررتُ على الريـاض برَبْـوَةٍ

غَـنَّـاءَ كنـتُ حِيالَهـا أَلقـاكِ

ضحِكَتْ إلـيَّ وجُوهها وعيونُهـا

ووجـدْتُ فِـي أَنفاسهـا ريّـاكِ

فذهبتُ فِي الأَيـام أَذكـر رَفْرَفـاً

بيـن الجـداولِ والعيـونِ حَـواكِ

أَذكَرْتِ هَرْوَلَةَ الصبابـةِ والـهوى

لـما خَطَـرْتِ يُقبِّـلان خُطـاكِ ؟

لم أَدر ما طِيبُ العِناقِ على الـهوى

حتـى ترفَّـق ساعـدي فطـواكِ

وتأَوَّدَتْ أَعطـافُ بانِك فِي يـدي

واحـمرّ مـن خَفَرَيْهمـا خـدّاكِ

ودخَلْتُ فِي ليلين: فَرْعِك والدُّجـى

ولثمـتُ كالصّبـح المنـوِّرِ فـاكِ

ووجدْتُ فِي كُنْهِ الجوانـحِ نَشْـوَةً

من طيب فيك ، ومن سُلاف لَمَـاكِ

وتعطَّلَتْ لغـةُ الكـلامِ وخاطبَـتْ

عَيْنَـيَّ فِي لُغَـة الـهَوى عينـاكِ

ومَحَوْتُ كلَّ لُبانـةٍ من خاطـري

ونَسِيـتُ كلَّ تَعاتُـبٍ وتَشاكـي

لا أَمسِ من عمرِ الزمـان ولا غَـد

جُمِع الزمانُ فكـان يـومَ رِضـاكِ .