ما هو الفؤاد

ما هو الفؤاد؟ من يتدبر القرآن الكريم يجد فيه الإعجاز الذي عجز العلم على مدار القرون الطويلة من فهمه وما زال يكتشف العديد والعديد من هذا الإعجاز الذي لا يماثله شيء، فلو نظرنا لخريطة المخ التي وضعها العلماء بعد نزول

القرآن الكريم

بحوالي 1200عام سنجد منتهى

الإعجاز العلمي

بالكتاب الخاتم، ويرجع الأمر إلى أن العلم تصور في وجود مركز الإبصار بالعين وأن مركز السمع بالأذن وهكذا، ولكن جاءت الخريطة لتفرق بين عضو الحسمعاني ومركزه، وهو ما سنوضحه فيما يلي.

ما الفرق بين القلب والفؤاد

قال المولى عز وجل في كتابه العزيز ” لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور” وفي أية أخرى يقول الله سبحانه وتعالى ” وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً أن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين” وهو دليل رباني يدل على أن الفؤاد ليس في الصدر، وأن هناك فرق بين القلب والفؤاد، إذ أن أم موسى بعد فقد ولدها

سيدنا موسى

وإلقاءه في البحر أصيبت بصدمة فقدت ذاكرتها وأصبح فؤادها فارغاً ومعطل ولكن القلب ما زال يعمل، لذلك وجب علينا التفرقة بين القلب والفؤاد.

في القرآن الكريم يتم ذكر الفؤاد بعد السمع والبصر دائماً ويتم ذكر القلب قبل

السمع والبصر

، وهذا ما نراه في الآيات الكريمة ” ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم”، “قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون”.

الفؤاد أرق ما في جسد الإنسان إذ يتألم بسهولة من الأذى ومنه تنشأ العقيدة الفاسدة وكل الأفعال السيئة والضلال، ويدل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك إذا يقول ” أهل اليمن أقل قلوب وألين أفئدة” فجاء لفظ الرقة إشارة للقلب ولفظ اللين إشارة للفؤاد، وفي اللغة العربية يقال أن قلب الشيء هو لب الشيء، ولكن التفؤد تشير إلى الفؤاد.

ومن ناحية أخرى نرى أن القلب يرتبط بالقوى الإدراكية والقوى الإرادية كالطباع والشهوات و

المشاعر

أما الفؤاد فيقترن بالقوى الحية الإدراكية، كما أن القلب يقترن بعضو الإحساس مثل العين والأذن والفؤاد يقترن بالحسن البصري والسمعي.

أقسام القلب الأربعة

القلب يتكون من أقسام عدة والقسم الأول هو ( اللب ) وهو العقل والقلب الخالي ومن الشوائب لأن كل لب عقل وليس العكس، والقسم الثاني هو ( الفؤاد ) مكان الرؤية والرقة، والقسم الثالث هو ( القلب ) هو نور الإيمان وتكمن به كل الصفات كالخوف والصبر والرجاء والمحبة والتقوى واليقين، والقسم الرابع هو ( الصدر ) ويدخل من خلاله الشهوات والغل والحقد و

الوساوس

ويقال أنه نور الإسلام وربما ضاق أحياناً وانشرح أحياناً أخرى ويتم حفظ العلم المسموع بداخله ويعد القلب هو الأصل والصدر هو الفرع.

الفرق بين القلب والفؤاد علمياً

تؤكد

الأبحاث العلمية

على أن مناطق الفؤاد توجد بالمخ البشري وهنا ما يعرف باسم حصان البحر وهناك المهاد المسئول عن الإحساس بالألم ويتميز المهاد بوجود الأنواع المختلفة من القشرة ولو أزلنا القشرة يبقى الشعور بالألم لأن المهاد موجود وتحت منطقة المهاد يوجد مناطق الغرائز مثل العطش والجوع، والزناد يوجد به مناطق الإحساس بألم الحريق أي على العكس مما صوره البعض بأن الألم يشعر به الجلد أي أن الجلد هو مركز الإحساس بالألم ولكنه مجرد أداة لنقل الألم وفقط، واللوزة المسئولة مع حصان البحر عن الذاكرة والذكريات وتدميرهم يفقد الإنسان القدرة على تكوين الذكريات الجديدة وباللوزة جزء خاص بالعاطفة، هذه الأجزاء تمثل الفؤاد وهو الموجود بـ

المخ البشري

.

والقلب هو المسئول عن الجوارح أي أن الفؤاد والسمع والبصر من الأدوات الخاصة بالقلب وهو المسئول عنهم ليكون منظومة متكاملة تعمل داخل الجسم البشري ليظل هو أمير الجوارح في صدر الإنسان.