قصص عن الخيرة فيما اختاره الله

يجب أن يؤمن الإنسان أن الخيرة فيما اختاره الله، فقد يتمنى الإنسان حدوث بعض الأشياء ولكنها ليست خير، وبعد أن يمنعها الله عنه قد يحزن، مع أنها لو تحققت فقد يحدث بسببها شيء يضر الشخص، لهذا يقال الخيرة فيما اختاره الله، وسوف نسرد لكم قصة تبين هذا المعنى الجميل.


قصة عن الخيرة فيما اختاره الله

هذه القصة رواها الإمام

ابن الجوزي

رحمه الله، وكان يسرد فيها قصة ملك وزير صالح كان دائمًا يرضى بما قسمه الله، سواء كان خير أو شر وهي كالتالي:

– ذات مرة كان الملك يأكل الفواكه التي أمامه، وأثناء تناول الفاكهة جرحت يديه سكين، فقال له الوزير كلمته المعهود (الخيرة فيما اختاره الله)، فغضب الملك منه وقال له أي خير في أن أصبعي يجرح بالسكين، وأمر الجنود أن يسجنوا الوزير في السجن، وأن يتجرد من منصبه.

– وبعد عدة أيام خرج الملك حتى يصطاد كعادته، وأنساه الصيد مرور الوقت وابتعد عن مدينته وذهب إلى مدينة أخرى كانت تعبد

النار

، فلما رأوه أهل هذه المدينة قبضوا على الملك وقرروا أن يقدموه قربانًا للآلهة، لأن هذه كانت عادة متبعة عندهم.

– ولما جردوه من الملابس وكانوا على وشك قتله وتقديمها للآلهة، وجدوا أن أصبعه مجروح وغير سليم، اعتبروا أن هذا الجرح الذي في يديه عيب، وهو بذلك غير لائق أن يقدم إلى الآلهة، فقرروا عدم تقديمه إلى الآلهة، ففي هذا الوقت تذكر الملك كلام وزيرة (الخيرة فيما اختاره الله).

– وعندما عاد أمر أن يخرج الوزير من السجن، وأعادوه إلى منصبة، وهنا عرف الوزير أن الله اختار له السجن في ذلك الوقت، لأنه لو لم يكن مسجون لكان خرج مع الملك وكان هو الذي سوف يقدم إلى الآلهة قربانًا.


قصة أخرى عن الخيرة فيما اختاره الله

–  في يوم من الأيام كانت هناك سفينة تسير في عرض

البحر

، ولكن هبت عاصفة قوية أغرقت السفينة، ونجا القليل من الناس الموجودين على

السفينة

، ومن بينهم رجل قذفته الأمواج إلى الخارج.

– وبعد أن أفاق الرجل وجد نفسه على سفينة ما بها من ناس، فعاش في هذه السفينة يأكل من الثمار الموجودة على الجزيرة، أو كان يذبح أي أرنب يجده في طريقه ويتغدى عليه، وكان يشرب من الماء الجاري في الجزيرة.

– لقد كانت هذه الجزيرة لا تحتوي على أي شيء إلا كوخ صغير، وكان الرجل ينام في داخل هذا الكوخ حتى يحميه من البرد، وذات مرة أراد الرجل أن يشعل النيران حتى يطهوا الطعام، فأمسكت النيران في الكوخ وأحرقته.

– حزن الرجل حزنًا شديدا، وقال (لماذا يا رب) كان هذا هو الخوخ الذي يحميني من البرد، لماذا أحرقته يا رب، وظل حزين على ذلك.

– بعد وقت قليل أتى إليه قارب حتى ينقذه، فتعجب الرجل من مجيء هذا القارب، وسألتهم كيف أنكم عرفتم أن هناك شخص موجود على هذه الجزيرة، فقالوا له رأينا نار تحترق من بعيد ودخان، ففهمنا أن هناك شخص يطلب المساعدة.

– وبهذا عرف الرجل أن الخيرة فيما يختاره الله بالفعل له.


قصة الخيرة فيما اختاره الله والمزارع

– ذات يوم كان هناك فلاح مزارع لا يعرف

القراءة

والكتابة، وذات يوم أراد صاحب المزرعة أن يخفف العمالة، فطلب منه أن يترك العمل لأنه لا يعرف يكتب.

– حزن المزارع من ذلك وفي أثناء سيره كان يبحث عن محل لبيع الطعام فلم يجد، فخطرت في باله فكرة إنشاء محل يبيع بعض الأطعمة الخفيفة، لأن المكان يفتقد لذلك، وبالفعل نجح المشروع الخاص به بسرعة جدًا وفتح أكثر من محل تجاري وربح الكثير من المال.

– عندما ذهب هذا المزارع إلى البنك ليضع المال الذي لديه، طلب منه الموظف أن يوقع، فقال له أنه لا يعرف التوقيع، فاستغرب الموظف وقال له كل هذا المال لك ولا تعرف القراءة و

الكتابة

، فقال له الفلاح لو أعرف الكتابة ما كنت ها هنا الآن وكنت لازلت فلاح في مزرعة، وهذا هو الخير الذي اختاره الله له.