فضل الغنيمة الباردة ” غنيمة العابدين “
عن عامر بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: «« الغنيمة الباردة: الصوم في الشتاء »» [رواه
الترمذي
وصححه الألباني]
معنى الغنيمة الباردة
ورد في شرح سنن الترمذي: الغنيمة الباردة
الصوم
في الشتاء، لوجود الثواب بلا تعب كثير، وجاء في الفائق: الغنيمة الباردة هي التي تجيء عفوا من غير أن يصطلي دونها بنار الحرب ويباشر حر القتال في البلاء وقيل هي الهيئة الطيبة مأخوذة من العيش البارد والسبب في كونه غنيمة هو:
1- صيامه يسير:
لأن الصائم يحوز الأجر من غير أن يمسه حر
العطش
أو يصيبه ألم الجوع من طول اليوم. ومن درر كلام الحسن البصري: نِعْم زمان المؤمن الشتاء؛ ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه.
2- قيامه يسير:
وذلك لطول الليل مما يجعل الجسم يأخذ حظه من الراحة والنوم، ثم يقوم بعد ذلك إلى
الصلاة
وهو في نشاط؛ قال ابن رجب رحمه الله : قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف.
فضل الغنيمة الباردة
– قال عمر رضي الله عنه: الشتاء غنيمة العابدين، وقال
ابن مسعود
: مرحباً بالشتاء؛ تتنزل فيه البركة، ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام.
– ذكر ابن رجب في حديث
أبي هريرة
، وأبي سعيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا كان يوم شديد البرد فإذا قال العبد: لا إله إلا الله ما أشد برد هذا اليوم، اللهم أجرني من زمهرير جهنم، قال الله تعالى لجهنم: إن عبداً من عبادي استجار بي من زمهريرك وإني أشهدك أني قد أجرته، قالوا: وما زمهرير جهنم؟ قال: بيت يلقى فيه الكفار فيتميز من شدة برده »».
– وقال قتادة رحمه الله: إن الملائكة تفرح بالشتاء للمؤمن، يقصر النهار فيصومه، ويطول الليل فيقومه.
– عن يحيى بن معاذ قال: الليل طويل فلا تقصره بمنامك، والإسلام نقي فلا تدنسه بآثامك.
– عن
عبيد بن عمير
رحمه الله: أنه كان إذا جاء الشتاء قال: يا أهل القرآن طال ليلكم طويل لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا.
وصية عمر بن الخطاب في الشتاء
كان
عمر بن الخطاب
رضي الله عنه إذا حضر الشتاء تعاهدهم وكتب لهم بالوصية: إن الشتاء قد حضر، وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف، والخفاف، والجوارب، واتخذوا الصوف شعارًا – وهي ما يلي البدن – ودثارًا – الملابس الخارجية – فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه.
هدي النبي في الشتاء
1- الدعاء وحسر الملابس إذا نزل المطر
عن
عائشة رضي الله عنها
، أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا رأى المطر، قال: «« اللهم صَيِّبًا نافعًا »». وروي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مطر، فحسر ثوبه حتى أصابه من المطر، فقُلنا: لِمَ صنعتَ هذا؟ قال: «« لأنَّه حديث عهدٍ بربه »» [ رواه مسلم ].
2- الدعاء والتمني أثناء نزول المطر
لحديث
سهل بن سعد
مرفوعًا: «« ثنتان لا تُردَّان أو قلَّما تردان: الدُّعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا »»، وفي لفظ: «« ووقت المطر »» [ رواه أبو داود ]
3- الدعاء والحمد بعد المطر
أن يقول المسلم «« مُطرنا بفضل الله ورحمته »» وذلك لما ورد من حديث زيد بن خالد الجهني: «« وأمَّا من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب »» [متفق عليه ]
4- الدعاء إذا زادت الأمطار، وخيف من أثرها
ومن حديث أنس رضي الله عنه كان صل الله عليه وسلم يقول: «« اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّرَاب وبطون الأودية ومنابت الشجر »» [ متفق عليه ]
5- الدعاء إذا اشتدت الريح
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح، قال: «« اللهم إنِّي أسالك خيرَها وخيرَ ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شَرِّها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به »» [متفق عليه]