حكم ونوادر
تحتل الثقافة العربية مكانة مهمة بين عشاق
الأدب العربي
، حيث ترك الحكماء والأدباء القدامى على مر العصور، الكثير من النوادر والحكم ، وكأنهم لخصوا حياتهم فيها، فنقلوها الى كل الاجيال.
الفرق بين النوادر والحكم
تعرف
الحكم
على أنها نتاج لتجارب حياتية للإنسان على مر العصور، فهي العظة والنصيحة التي تقدم إلى الأجيال في المستقبل، ولكن من أشخاص عقلاء، استطاعوا أن يتعلموا من تجاربهم، لذلك قدموا هذه التجربة على هيئة حكم ، وشرحوها على حسب الموقف الذين عاشوا فيه.
وقد حظي التراث العربي ببعض من هؤلاء الحكماء منهم لقمان و
سيدنا علي بن أبي طالب
وابن رشد، وغيرهم من الشخصيات العظيمة .
أما النوادر فهي جزء مهم من الثقافة العربية الأصيلة، فهي موروث حضاري مهم، وهي عبارة عن قصص قصيرة لشخصيات فكاهية، استطاعوا أن يرسموا الضحكة لمواقف معينة عاشوا فيها، واستمر في تداولها الاجيال، ومن هذه النوادر
نوادر جحا
، ونوادر أشعب وغيرهم
من النوادر
دخل أشعب على أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور فوجد أمير المؤمنين يأكل من طبق من اللوز والفستق
فألقى
أبو جعفر المنصور
إلى أشعب بواحدة من اللوز
فقال أشعب : يا أمير المؤمنين (ثاني اثنين إذ هما في الغار) فألقى إليه أبو جعفر اللوزة الثانية
فقال أشعب : (فعززنا بثالث) فألقى إليه ألثالثه
فقال أشعب : (فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك) فألقى إليه الرابعة
فقال أشعب : (ويقولون خمسة سادسهم كلبهم) فألقى إليه الخامسة والسادسة
فقال أشعب : (ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم) فألقى إليه السابعة والثامنة
فقال أشعب : (وكان في المدينة تسعة رهط) فألقى إليه التاسعة
فقال أشعب : (فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة) فألقى إليه العاشرة
فقال أشعب : (إني وجدت أحد عشر كوكباً و
الشمس
والقمر رأيتهم لي ساجدين)
فألقى إليه الحادية عشر
فقال أشعب : والله يا أمير المؤمنين إن لم تعطني الطبق كله لأقولن لك:
(وأرسلناه إلى مائه ألف أو يزيدون)
فأعطاه الطبق كله
من الحكم
الملك والحذاء
يحكى أن ملكاً كان يحكم دولة واسعة جداً ..أراد هذا الملك يوما القيام برحلة برية طويلة. وخلال عودته وجد أن أقدامه تورمت بسبب المشي في الطرق الوعرة، فأصدر مرسوماً يقضي بتغطية كل شوارع مدينته بالجلد ولكن احد مستشاريه أشار عليه برأي أفضل وهو عمل قطعة جلد صغيرة تحت قدمي الملك فقط . فكانت هذه بداية نعل الأحذية.
إذا أردت أن تعيش سعيدا في العالم فلا تحاول تغيير كل العالم بل أعمل التغيير في نفسك ،ومن ثم حاول تغيير العالم بأسره .
الإعلان والأعمى
جلس رجل أعمى على إحدى عتبات عمارة واضعا ً قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها :” أنا أعمى أرجوكم ساعدوني ‘.
فمر رجل إعلانات بالأعمى ووقف ليرى أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها. دون أن يستأذن
الأعمى
أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها مكانها ومضى في طريقه .
لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية، فعرف أن شيئاً قد تغير وأدرك أن ما سمعه من الكتابة هو ذلك التغيير فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت الآتي : ‘(( نحن في
فصل الربيع
لكنني لا أستطيع رؤية جماله’)) .