فوائد زيت الزيتون للضغط المرتفع
لقد عرفنا لفترة طويلة أن الأشخاص الذين يستهلكون المزيد من
زيت الزيتون
– في مقابل المصادر الأخرى للدهون الغذائية – محميون بطرق معينة من أمراض القلب، وقد بدأت بعض الأبحاث الحديثة للكشف عن الأسباب، حيث أن زيت الزيتون يمنع الأمراض القلبية الوعائية لها علاقة بأثرها على ضغط الدم، فغالبًا ما يتميز
ضغط الدم المرتفع
بأنه ” قاتل صامت “، لأنه يمكن أن يسبب أضرارًا دائمة في جميع أنحاء الجسم دون أي أعراض واضحة، وبشكل مأساوي ، في الوقت الذي تصبح فيه المشكلة واضحة ، يكون الوقت متأخرا جدا لعكس الضرر .
العلاقة بين استخدام زيت الزيتون وخفض ضغط الدم
في حوالي الخمسينات من القرن العشرين ، أدرك باحثو التغذية أن الأشخاص الذين يعيشون في جنوب أوروبا ، بالقرب من البحر الأبيض المتوسط ، لا يتعرضون إلا للقليل من
النوبات القلبية
، مقارنةً بالسكان الآخرين في جميع أنحاء العالم، ويعزى ذلك إلى مجموعة من العوامل المختلفة لأسلوب الحياة الشائعة في المنطقة، ولحل هذا اللغز شديد التعقيد ، بدأت دراسات كبيرة مثل التحليلات الأوروبية في السرطان والتغذية (EPIC) ، للتحقيق في العلاقة بين النظام الغذائي والأمراض المزمنة .
ووجد تحليل للمشاركين اليونان في هذه الدراسة التي تتألف من أكثر من 20000 شخص ، أن التقيد الأكبر بنظام غذائي متوسطي، يرتبط عكسيا بضغط الدم الشرياني، وهذا يساهم هذا بالتأكيد في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وعندما نظر الباحثون عن كثب إلى المكونات الغذائية المحددة التي بدت مسؤولة عن هذا الارتباط ، وجدوا أن هناك عنصرين فقط كانا مناسبين حقًا، أحدهما كان – بالطبع – زيت الزيتون ، وهو غذاء أساسي في المنطقة وارتبط تناول أعلى لزيت الزيتون، بخفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي .
وقد دعمت العديد من التجارب ذات الشواهد هذه العلاقة أيضًا، إحدى هذه الدراسات في إيطاليا عينت عشوائياً 23 مريضاً مصابون بارتفاع ضغط الدم، من خلال إضافة عدد قليل من الملاعق من : زيت الزيتون أو
زيت عباد الشمس
الغني بـ PUFA إلى غذائهم اليومي لمدة ستة أشهر، وتم قياس ضغط الدم والقيم الأخرى ومقارنتها على فترات مختلفة .
خلال الدراسة ، شهد المشاركون في مجموعة زيت الزيتون انخفاضات كبيرة في ضغط الدم ، وثمانية منهم تمكنوا من الإقلاع عن العلاج الدوائي بالكامل، وفي الوقت نفسه ، لم يتمتع أولئك الذين كانوا في مجموعة زيت عباد الشمس بمثل هذا الانخفاض في ضغط الدم ، ولم يتمكن أي منهم من التوقف عن العلاج الدوائي، لذا يبدو أن هناك شيئًا مميزًا في زيت الزيتون يساعد على حماية قدرتنا على الحفاظ على ضغط دم سليم ، وبدأنا في معرفة السبب .
كيف يتمكن زيت الزيتون من تقليل ضغط الدم
لقد اكتشفنا مؤخرًا أن تركيبة مركبات النيتروجين – من الخضراوات – و
الأحماض الدهنية
غير المشبعة من زيت الزيتون، تشجع على تكوين مركب يسمى الحمض الدهني نيترو، والأحماض الدهنية نيترو ، التي تم تحديدها في بلازما الدم والبول ، لديها مجموعة واسعة من الآثار على نظام القلب والأوعية الدموية، وعلى وجه التحديد وجد أنها تخفف من بطانة الأوعية الدموية، وتقلل من الالتهابات الشريانية – والتي من المتوقع أن تخفض ضغط الدم، فأحماض نيترو الدهنية تريح بطانة الأوعية .
وكشفت دراسة أجريت على فئران معدلة وراثيا أن إعطاء هذه الأحماض الدهنية النيترووية، تثبط إنزيم يسمى هيدرولاز الإيبوكسيد، من خلال سلسلة من التفاعلات الكيميائية ، وهذا يؤدي إلى اتساع
الأوعية الدموية
، وبعد تدخل لمدة خمسة أيام ، أظهرت الفئران في التجربة ارتفاع مستويات الأحماض الدهنية نيترو، وانخفاض ضغط الدم، ويبدو من المرجح أن هذه الآلية تعمل أيضا على نحو مماثل في البشر .
هذا من شأنه أن يفسر بالتأكيد ارتباط الحمية المتوسطية مع انخفاض ضغط الدم ، حيث أن زيت الزيتون والخضار هي تقليد كلاسيكي جدا، في الواقع ، وجدت دراسة EPIC التي ذكرتها في وقت سابق أن كل من زيت الزيتون والخضروات كانت مرتبطة بانخفاض ضغط الدم .