تنظير الجهاز الهضمي باستخدام الكبسولة الذكية
يعتبر الجهاز الهضمي أحد أهم أجهزة الجسم؛ وذلك نظرا لدوره في تزويد الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بوظائفه المتنوعة، حيث يعمل على هضم الأطعمة وتحويلها إلى أجزاءٍ صغيرة يُمكن امتصاصها بفعل الهرمونات، والإنزيمات، وحركة عضلاته المعروفة بالحركة الدوديّة ، بالإضافة إلى دوره في تخليص الجسم من الفضلات الناتجة عن العمليات الخلويّة.
ويُمكن تعريف
الجهاز الهضميّ
على أنّه أنبوبٌ عضلي ضخم يمتد من الفم مُروراً بالبلعوم ، فالمريء، فالمعدة ،ثم الأمعاء الدقيقة ، فالقولون أو الأمعاء الغليظة وصولاً للمستقيم وانتهاءً بفتحة
الشرج
.
ما هو التنظير
التنظير يعرف بأنه إجراء غير جراحي يتم باستخدام منظارٍ خاصٍ مرنٍ، يُعلق في نهايته ضوء وكاميرا ليمكن الطبيب من مشاهدة أجزاء الجهاز الهضمي على شاشة تلفزيون خارجية، ويُقسم التنظير إلى قسمينّ رئيسيّين وهما:
– التنظير العُلوي : هو الذي يُستخدم لمشاهدة أجزاء الجهاز الهضمي العُلوية ك
المريء
، والمعدة، بالإضافة للجزء العُلوي من الأمعاء الدقيقة.
– التنظير السُفلي : و هو التنظير الذي يُستخدم لرؤية أجزاء الجهاز الهضمي السُفليّة مثل القولون والمستقيم.
تنظير الجهاز الهضمي باستخدام الكبسولة الذكية
التنظير بالكبسولة يعرف على أنه إجراء طبي يُستخدم لتشخيص وتصوير الجهاز الهضمي، إذ يتم التنظير باستخدام “كاميرا لاسلكيّة خاصة صغيرة تُوضع بداخل كبسولة، يقوم المريض بابتلاعها ، وأثناء مسيرتها بالجهاز الهضمي تقوم بالتقاط آلاف الصور للمعدة والأمعاء وغيرها من الأجزاء الأخرى ، حيث يتم تسجيل الصور وإرسالها لجهاز مُستقبلٍ مُثبّت حول خصر المريض، وتبقى الكبسولة بجسم المريض لمدة 8 ساعات تقريباً ثم تخرج مع
البراز
.
ولا يُمكن إعادة استخدامها بعد ذلك، وتتميز الكبسولة الذكية بصغر حجمها ممّا يُمكنها من الوصول إلى أماكن لا يستطيع جهاز التنظير العادي الوصول لها، كما أنها تعرف بدقة ووضوح صورها وإمكانية التكبير الذي تُقدّمه، حيث تمّ استخدامها في أكثر من 4000 مريض حتى عام 2003 بعد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عليها.
دواعي استخدام التنظير بالكبسولة الذكية
يستخدم التنظير لهدف العلاج؛ في بعض الحالات مثل وقف النزيف أو إزالة الأورام الحميدة من
القولون
لمنع تحولها إلى سرطانات، ويمكن استخدامه لغرض أخذ خزعة من أنسجة المريض ، كما يمكن الاستفادة من التنظير في تشخيص الأمراض ؛ حيث يلجأ إليه الطبيب لمعرفة ما إذا كان هناك قُرحات بالمعدة، أو نزيف أو أورام عند المريض، أو في حال كان المريض يعاني من صعوبة البلع أو مشاكل بالجهاز الهضمي كالإسهال أو الإمساك الشديد. ومن أبرز الأمراض التي يتمّ تشخيصها باستخدام التنظير بالكبسولة ما يلي :
– داء كرون :
وهوّ أحد أنواع داء الأمعاء الالتهابي والذي يُصيب بشكلٍ رئيسي الجزء الأخير من اللفائفي من الأمعاء الدقيقة، ويُعد التنظير بالكبسولة أفضل طريقة لتشخيص داء كرون المتكرر الذي لا يؤدي لحدوث تضيّقات بالأمعاء الدقيقة وفقاً لبعض الدراسات الدقيقة المجراة.
– أورام الأمعاء الدقيقة :
مثل
سرطان الغدد الليمفاويّة
الموجودة في الأمعاء ، وسرطان الأمعاء الدقيقة، بالإضافة إلى الورم السرطاوي الذي يُعدّ أحد الأورام النادرة التي تُصيب الخلايا المعويّة أليفة الكروم ، وقد يعاني المريض من إسهالٍ، وألم في البطن، وصفير بالصدر.
– خلل التنسج الوعائي :
ويُعتبر أشهر أنواع تشوهات الأوعية الدمويّة التي تحدث في الجهاز الهضمي؛ إذ يتميّز جدار الأوعية الدمويّة المُصابة بوجود كميات قليلة من العضلات الملساء، بالإضافة الى رقة سُمكه مما يجعله أكثر عُرضةً للنزيف، وقد يؤدي لإصابة المريض بفقر الدم .
كيفية التجهيز للتنظير باستخدام الكبسولة الذكية
– توقف عن الأكل والشرب قبل 12 ساعة على الأقل من الإجراء. سيضمن ذلك التقاط الكاميرا لصور واضحة في الجهاز الهضمي.
– وقف أو تأخر تناول بعض الأدوية. للحفاظ على الدواء من التدخل في الكاميرا ، قد يطلب منك الطبيب عدم تناول بعض الأدوية قبل إجراء العملية. في حالات أخرى ، سيطلب منك طبيبك تناول الدواء قبل ساعتين أو بعد ابتلاع الكبسولة التي تحتوي على الكاميرا.
– وضع خطة لأخذها لتسهيل اليوم. في معظم الحالات ، ستتمكن من متابعة يومك بعد ابتلاع كبسولة الكاميرا. ولكن من المرجح أن يُطلب منك عدم القيام بتمارين رياضية أو رفع ثقيل. إذا كان لديك وظيفة نشطة ، اسأل طبيبك عما إذا كان يمكنك العودة إلى العمل في يوم التنظير الكبسولي .