غزل طرفة بن العبد


طرفة بن العبد

هو شاعر من شعراء الجاهلية واسمه بالكامل هو عمرو بن العبد بن سفيان بن سعد ابو عمرو ولقب بطرفة نظرا لكثرة طرفه وهراءه ، وقد ولد في عام 543 ميلادي وكان من ابوين شريفين وكان ابوه وعمه وخاله من افضل شعراء الجاهلية ، بعد وفاة والده كفله اعمامه ولكن قد اسائوا تربيته ولم يحسنوا المعاملة له ، حتى انهم هضموا حقوقه وحق امه ، كان هذا تربة خصبة ليكون شخصية طرفة من النوعية المحبة للهو واللعب ، فقد غوى الملذات ولهى وسكر ولعب .

حتى ان قبيلته حكمت عليه بالابتعاد بعد ان ضاقت به وبتصرفاته ، وعلى سبيل الشعر والقصائد فقد تميز بالحس الانساني ، واضاف الكثير لعالم الشعر في الادب الجاهلي ، حيث خلط ما بين العمق في احساس الموت والحياة ، واليوم نقدم افضل ما قدمه من شعر غزل وهي كما سوف يتم عرضها خلال السطور التالية :

شعر غزل لـ طرفة بن العبد

و أمرّ ما لقيتُ من ألم الهوى

قرب الحبيب و ما إليه وصول

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ

و الماء فوق ظهورها محمول

أيا بدرا كم سهرت عليك نواظرُ

أيا غصنا كم ناحت عليك بلابل

البدر يكمل كل شهر مرة

و هلال وجهك كل يوم كامل

أنا أرضى فيغضب قاتلي فتعجبوا

يرضى القتيل و ليس يرضى القاتل !

قتل النفوس محرّم لكنه

حِلٌ إذا كان الحبيب القاتلُ

ياقاتلي بالهجر كيف قتلتني

قل لي بربك ما الذي أنا فاعل

صح الذي بيني و بينك في الهوى

يرضى القتيل و ليس يرضى القاتل

أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ، * كجَفْنِ اليمانِ زَخرَفَ الوشيَ ماثلُهْ

بتثلِيثَ أوْ نَجرَانَ أوْ حيثُ تَلتقي، * منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه

دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى، * وإذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ توَاصُلُه

وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها، * لـها نَظَرٌ ساجٍ إليكَ، تُوَاغِلُهْ

غَنِينا، وما نخشى التّفرّقَ حِقبَةً، * كِلانا غَريرٌ، ناعِمُ العيش باجِلُه

لَيَاليَ أقْتادُ الصِّبا ويَقُودُني، * يَجُولُ بنَا رَيعانُهُ ويُحاوِلُه

سَما لكَ من سلْمى خَيالٌ ودونَها * سَوَادُ كَثِيبٍ، عَرْضُهُ فأمايِلُهْ

فذُو النّيرِ فالـأعلامُ من جانبِ الحِمى * وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجلـه

وأنّى اهْتَدَتْ سلمى وَسائلَ، بَيننا * بَشاشَةُ حُبٍّ، باشرَ القلبَ داخِلُهْ

وكم دُونَ سَلمى من عدُوٍّ وبلدةٍ * يَحارُ بها الـهادي، الخفيفُ ذلاذلُه

يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاةِ، كأنّهُ * رقيبٌ يُخافي شَخْصَهُ، ويُضائلُهْ

وما خِلْتُ سلمى قبلَها ذاتَ رِجلةٍ، * إذا قَسْوَرِيُّ الليلِ جِيبَتْ سَرَابلـهْ

وقد ذَهَبَتْ سلمى بعَقْلِكَ كُلّهِ، * فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِلـه

كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ * بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايلـه

وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ، يَبْتَغي * بذلكَ، عَوْفٌ أن تُصَابَ مُقاتِلـه

فلمّا رأى أنْ لا قَرارَ يُقِرُّهُ، * وأنّ هَوَى أسْماءَ لا بُدّ قاتِلـه

تَرَحّلَ مِنْ أرْضِ العرَاقِ مُرَقِّشٌ * على طَرَبٍ، تَهْوي سِراعاً رواحِلـه

إلى السّرْوِ، أرضٌ ساقه نحوها الـهوى، * ولم يَدْرِ أنّ الموْتَ بالسّرْوِ غائلـه

فغودِرَ بالفَرْدَين: أرضٍ نَطِيّةٍ، * مَسيرَةِ شهْرٍ، دائبٍ لا يُوَاكِلـه