دراسة حديثة …مضادات الاحتقان ضررها اكثر من نفعها للأطفال
يقول بعض الخبراء أنه لا ينبغي إعطاء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات مضادات الاحتقان ، حيث توصلت دراسة حديثة إلى أن مضادات الاحتقان المستخدمة لعلاج أعراض نزلات البرد غير فعالة إلى حد كبير ويجب تجنبها في الغالب ، كما يقول الباحثون إن الآثار الطفيفة التي تقدمها مضادات الاحتقان تفوقها المخاطر والآثار الجانبية المرتبطة بهذه الأدوية ، ويقول الباحثون في دراسة نشرت في مجلة BMJ إن هذا ينطبق بشكل خاص على الأطفال .
الآثار الجانبية لمضادات الاحتقان عند الأطفال
يمكن لمضادات الاحتقان والأدوية المركبة التي تحتوي على مزيلات الاحتقان أن تسبب النعاس واضطراب المعدة والصداع والأرق وإذا تم إعطاؤها للأطفال تحت سن الثانية فإن المضاعفات ستكون خطيرة مثل التشنجات وسرعة ضربات القلب .
لذا الباحثون في الدراسة بقيادة الدكتور ميكي فان دريل رئيس وحدة الرعاية الصحية الأولية في جامعة كوينزلاند في أستراليا ، ينصحون الآباء بعدم إعطاء مضادات الاحتقان للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات ، ويحثون على الحذر عند إعطاء هذه الأدوية للأطفال دون سن 12 سنة .
يقول فان دريل أحد المشاركين في الدراسة “نحن لا نعرف حقا لماذا هذه الأدوية لا تعمل مع الأطفال ،بالرغم من أننا لدينا فقط بعض الدراسات الصغيرة على الأطفال ، ولكننا من ناحية أخرى وبالنظر إلى التأثير على البالغين فهو ضئيل ، لذا فإننا لا نتوقع أن تؤدي الدراسات الأكبر على الأطفال إلى تغيير الاستنتاجات ” .
كيف تؤثر نزلات البرد علينا
نزلات البرد هي عدوى فيروسية عادة ما تصيب الأنف ، ومن أعراضها الشائعة سيلان الأنف والاحتقان والحمى وهذا كله في الواقع يعبر عن الاستجابة المناعية للجسم ضد العدوى وليس بسبب الفيروس نفسه .
كما يقول ريفز : عندما يكون لديك نزلة برد ، يحاول جسمك محاربة الفيروسات عندما تدخل الجسم ” كما أوضح فان دريل “هذه الاستجابة الالتهابية تتسبب في تضخم أغشية الأنف والأوعية الدموية في الأنف وإنتاج الإفرازات” .
والفكرة هي أن يحاط الفيروس بالمخاط الذي يمكن طرده بعد ذلك ، والحمى هي طريقة الجسم لرفع درجات الحرارة إلى المستوى الذي يكون الفيروس فيه أقل قدرة على التكاثر ، ويقول ريفز أنه في الوقت الذي يكون فيه تناول دواء مسكن للألم للحد من الصداع المرتبط بالبرد أو ارتفاع درجة الحرارة أمرًا مقبولًا ، إلا أنه من الأفضل عمومًا السماح للحمى بمكافحة الفيروس .
العلاجات الأخرى غير فعالة أيضا
وقد نظر فان دريل وزملاؤه في الدراسات التي شملت مجموعة واسعة من الأدوية والعلاجات الشعبية المستخدمة لعلاج نزلات البرد ، بما في ذلك الأدوية واستنشاق البخار وزيت الأوكاليبتوس وزيادة تناول السوائل وقد تم العثور على أدلة قليلة إن كانت هذه المواد فعالة في علاج أعراض البرد ، ووفقا للدراسة الأخيرة كتب فان دريل وزملاؤه “إذا كان الآباء يشعرون بالقلق بشأن راحة أطفالهم ، فيمكن استخدام القطرات الأنفية الملحية بأمان” ويقول ريفز : “لن يضر ذلك بأي شيء وربما يساعد ” .
تجاهل الملصقات التحذيرية على مضادات الاحتقان
على الرغم من الملصقات التحذيرية الموجودة على مضادات الاحتقان ” قد لا يدرك الآباء أن هذه الأدوية – وخاصة مزيلات الاحتقان يمكن أن تكون ضارة للأطفال الصغار” ، و يوضح فان دريل ملاجظة الآباء بهدوء البرد إحساس زائف ، وأضاف فان دريل: “إن إعطاء الطفل أكثر من الجرعة اليومية الموصى بها يمكن أن يزيد من مخاطر هذه الآثار الضارة ” .
مرض قديم مع “علاج” بسيط
بدلا من ذلك توضح الدراسة أنه يجب على الأطباء وأولياء الأمور ببساطة أن يخبروا الأطفال أن أعراض نزلات البرد على الرغم من أنها مزعجة ، إلا أنها ستمر بشكل طبيعي في غضون أيام قليلة ، ووفقا للمراجعة البحثية ” فإنه يمكن اعتبار أن الأعراض هو تحد ذاتي وهذا هو أفضل ما يمكن أن تقدمه للمرضى ، فلقد عانى وسيعاني البشر من نزلات البرد إلى الأبد وسيستمرون في القيام بذلك ” وقال ريفز : لا توجد طريقة لمنع ذلك ومن الصعب علاجها ، وكما يقول المثل القديم إذا لم تفعل شيئًا لعلاج البرد ، فسيختفي في غضون سبعة أيام ، وقال ريفز ضاحكًا: إذا حاولت علاجها ، فسيستغرق الأمر أسبوعًا .