كلمة توديع متقاعد عسكري

لم تخلق الكلمات يومًا إلا للتعبير عن ما في النفس من مشاعر وأحاسيس ومن خلالها نسطر الرسائل ونوجه الجمل ونحن هنا اليوم لنسطر رسالة محبة وشكر وعرفان لأخونا وصديقنا/             في حفل توديعه للتقاعد عن ميدان العمل.

العسكرية شرف

أحب أن أبدأ تحيتي للمؤسسة التي ننتسب لها “العسكرية” وسام العزة والشرف والتي نفخر جميعنا بالانتساب إليها، فخدمة الوطن وحماية حدوده والتصدي للأعداء هي أسمى أماني الجندي فكل منا بطلٌ في موقعه، نحن أحفاد

عمر بن الخطاب

وخالد بن الوليد وأبي بكر الصديق وهبنا الله حكمة أبي بكر ورجاحة عقل عمر ودهاء وتخطيط خالد رضي الله عنهم أجمعين لذلك يهابنا الأعداء ويخشون دومًا مواجهتنا.

فالعسكرية رمز للشجاعة والرجولة والهمة العالية، أرهب الله عدونا ونصرنا عليه ورفعنا راية المملكة فوق كل معتدي على العروبة والإسلام، لذلك نفتخر بك يا بلادي ونفتخر بالعمل في خدمة أراضيك فنحن منك وأنت منا تغنينا بترابك الزعفران وهوائك المسك حتى صرتي أنشودة ينشدها القلب صبحًا ومساءً.

مرحلة تسبق مرحلة

كل منا يبدأ حياته العملية في جد وعمل وإخلاص وسعي دؤوب للنجاح والانتقال بخطوات واثقة من مرحلة إلى أخرى وفي سبيل ذلك يبذل التضحيات، ونحن أمام نموذج حي للجندي الشجاع الذي صال وجال في ميدان العمل لخدمة وطنه وحمايته وأمنه وسلامة أراضيه.

أثرى العمل العسكري بمزيد من الجد والمثابرة وتدرج في مناصب العمل حتى وصل إلى سن الحكمة والخبرة بعد سنوات طويلة من العطاء والتي استحق بعدها التكريم و

التقاعد

لينتقل بعدها إلى مرحلة جديدة من المستقبل.

كلمة توديع

لذلك اعلم أخي العسكري المتقاعد أنك بدأت مرحلة جديدة من مراحل الحياة يصبح فيها العطاء أكبر في ميادين جديدة تحتاج خبرتك وحكمتك، لذلك استعد بروح مشرقة وبناءة، واجعل الإيجابيات هي سبيلك للحياة واعلم يقينًا أنه حان الوقت لتنعم بوقتك ورفاهيتك تنعم مع أولادك وأحفادك بارك الله فيهم ورزقك برهم، قدم لهم خبراتك وادفعهم ليكملوا طريق النجاح في سبيل خدمة الوطن كل في مجاله يتعلم ويعمل من أجل وطنه، وكما وضعت أنت وزملائك لبنة الأساس على الأبناء والأحفاد أن يكلموا جدار المستقبل.

نصيحتي الغالية لك ولكل متقاعد

اعلم أخي أنك كرجل عسكري قد مارست الرياضة كجزء هام من تدريبات العسكرية والآن وبعد التقاعد أنصحك بالاستمرار في ممارسة الرياضة والحفاظ على لياقتك لمزيد من الصحة والعمر المديد.

اغرس خبرتك وحكمتك في الحياة في “الشباب” أرض المستقبل حتى يتخطوا عقبات الماضي، فأنت نبراس لهم يديهم إلى الصواب والحق، أخبرهم دائمًا عن

حب الوطن

وعن أبطاله الذين بذلوا الروح والتضحيات من أجله، أخبرهم عن الصعاب التي تخطيتها من أجل أن تعلو راية بلادك، عن كفاح وشرف العسكرية في خدمتهم وحمايتهم وحماية أراضيهم في تأمين المستقبل لهم.

أخي أشعر أن مهمتك الحقيقية بدأت منذ هذه اللحظة فأنت داعية إلى حب الوطن لا تفتر عن دعوتك واجعلها حصن الأمان لهم في المستقبل فأنت جندي في معركة الحياة قاتل وثابر فمهمتك معهم لا تقل أبدًا عن مهمتك كجندي يحرس حدود الوطن.