تحريم الجمع بين الأختين في الإسلام
حرم ديننا الإسلامي أن يتم الجمع بين أختين في عصمة رجل واحد، فقد قال الله تعالى : ” وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ” كما ورد في
السنة النبوية
أن أم حبيبة رضي الله عنها عرضت على نبينا الكريم أن يتزوج من أختها، إلا أنه رفض قائلاً : ” إنَّ ذلكَ لا يحلُّ لي ” .
سبب تحريم الجمع بين أختين
نهى الإسلام أن يجمع الرجل بين أختين وذلك لتجنب حدوث نفرة وتشاجر وتباغض بينهن، حيث يجب أن تكون العلاقة بين الأختين قائمة على المحبة والمودة والألفة، وقد ذكر ابن عاشور في كتابه التحرير والتنوير أن الإسلام حريص على إبقاء علاقة المودة والمحبة بين الأختين ودفع الغيرة بينهما، لذلك فقد حرم الجمع بينهما، كذلك قد يتسبب الجمع في التباغض بين الأقارب وقطع صلة الرحم، وهذا أمر محرم في ديننا الإسلامي ومن
كبائر الذنوب
.
ويشتمل قطع الرحم على الإساءة إلى الرحم أو عدم الإحسان إليه، لذلك فهو يعد صورة من صور الفساد التي تمنع صاحبها من دخول الجنة، فالإسلام هو دين يحثنا دائمًا على تقوية العلاقات فيما بيننا وعدم التعرض للغير بالظلم أو التحقير أو الاعتداء، لذلك فكل ما يؤول لحدوث ذلك فهو محرم وبغيض .
الزواج في الدين الإسلام
حثنا الدين الإسلامي على الزواج بعقد شرعي وذلك بهدف بناء أسرة صالحة للمجتمع، كما أوضح لنا الدين أهمية الزواج ومكانته، وأنه يتضمن المودة والسكينة و
الألفة بين الزوجين
، كذلك وصف الله تعالى عقد الزواج بأنه ميثاق غليظ حيث قال تعالى : ” وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ” .
ويعتبر الزواج أمرًا واجبًا إذا كان الشخص يخشى أن يقع في المعصية وارتكاب الفواحش، فيصبح الزواج بمثابة حماية لنفسه من الوقوع في المحرمات، أما الزواج المكروه هو الذي يتمثل في زوج غير مراعٍ لواجباته الزوجية وظالم لزوجته .
المحرمات من النساء
وضع لنا الدين الإسلامي بعض القواعد في الزواج التي يجب الالتزام بها، حيث قسم لنا المحرمات من النساء إلى قسمين أول قسم هن المحرمات تحريمًا مؤبدًا، والثاني هن المحرمات تحريمًا مؤقتًا .
المحرمات تحريم مؤبد
الأمّ، والجدّة والبنت، وبنت الابن، وبنت البنت، وبنت بنت الابن ، و الأخت الشقيقة، والأخت لأم، والأخت لأب، وبنت الأخت، وبنت ابن الأخت، وبنت بنت الأخت، وبنت الأخ، وبنت بنت الأخ، والعمّة، والخالة ، كذلك تحرم الرضاعة ما يحرّم من النسب، فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (يَحْرُمُ من الرَضَاعِ ما يَحْرُمُ من النَّسَبِ) .
كذلك يحرم الإسلام بين الزوجين المتلاعنين، حيث ما يترتب على اللّعان بين الزوجين التفريق بينهما، ولا تحل المرأة للرجل بعد ذلك، كذلك يحرم على الرجل زوجة الأب وزوجة الجد، وزوجة الابن ، وبعد
عقد القران
من المرأة يحرم عليه أمّها وجداتها، أمّا المحرمات بالدخول؛ فهنّ بنات الزوجة، وبنات أولادها .
المحرمات تحريم مؤقت
هناك محرمات مؤقتة بسبب الجمع وهي تشتمل على المرأة وأختها، والمرأة وخالتها، والمرأة وعمتها، وذلك للغيرة التي تكون بين الضرائر، كما يحرم الإسلام أن يتم الجمع بين أكثر من أربع نسوةٍ في وقتٍ واحد، كذلك قد يحدث التحريم المؤقتت لأسباب أخرى منها الزواج من المعتدّة؛ وذلك لمنع اختلاط الأنساب، بالإضافة إلى التزوج من الزانية المعلوم زناها، إلا أن تتوب وتقوم بإنهاء عدتها، وزواج الرجل من المرأة التي طلّقها ثلاثاً، إلا تتزوج غيره، كما لا يجوز الزواج بالمرأة المحرمة، إلا أن تتحلل من إحرامها .