اسباب انقراض طائر الأوك
يوجد الكثير والكثير من أنواع الطيور المختلفة في العالم من حولنا، وهناك أعداد كبيرة من الطيور انقرضت أو أوشكت على الانقراض، وأعداد كبيرة لا زالت موجودة بالفعل، وسوف نتناول معكم قصة أخر طائر الاوك وكيف تم انقراض هذا الطائر على يد الإنسان.
مواصفات طائر الاوك
عندما شوهد هذا الطائر في جزيرة (ساينت كيلدا) وهي أحد الجزر الاسكتلندية، كان يشبه هذا الطائر في شكله شكل طائر
البطريق
بشكل كبير؛ إلا أنه أكبر منه في الحجم بكثير. هذا الطائر كام ممتلئ الجسم، له قامة تصل إلى حوالي متر، يتميز باللونين الأبيض والأسود، وله أجنحة قصيرة طولها حوالي 20 سنتم فقط.
يسير هذا الطائر ببطء شديد في اليابس، ولكنه يسير بسرعة على الماء.
كان هذا الطائر يتغذى على الأسماك، وكان له صوت منخفض وحاد، وهو من الطيور المسالمة الغير عدوانية.
كان هذا الطائر الذكر يتزاوج مع أنثى واحدة فقط طوال حياته، وكانت أنثى طائر الاوك تضع البيض في أكثر المناطق تجمدًا في العالم.
قصة طائر الأوك
كانت طيور الأوك مستوطنة في الجزر الموجودة بالقرب من
أيسلندا
، وغرينلاند وشمال اسكتلندا، وكانت موجودة في هذه الأماكن بأعداد كبيرة جدًا، لدرجة أنه كان من الصعب النزول إلى هذه الجزر بدون لبس أحذية مرتفعة لأنها كانت تنقر الملابس للأشخاص، وكذلك كان من الصعب التواجد في هذه الجزر بسبب عدم وجود مكان تضع فيه قدمك من كثرة أعداد طيور الأوك.
لم تكن طيور الأوك تخشى البشر، وكان بإمكان أي شخص أن يمسك بهذا الطائر بسهولة، ولا يتحرك هذا الطائر خوفًا من الإنسان.
وفي عام 1534 كتب مستكشف فرنسي يسمى (جاك كارتيي) عن هذا الطائر أنه له القدرة على ملء قاربين من هذه الطيور في مدة لا تتعدى نصف ساعة.
ومع مرور الوقت صارت أهمية طائر الأوك وهو ميت أكثر من قيمته وهو حي، لأن الصيادون كان يستعملون لحم هذا الطائر في الغذاء، ويستخدمونه كطعم في صيد السمك في وقت واحد، وقد استخدم ريش هذا الطائر في الكثير من الصناعات مثل الوسائد وغيرها.
وفي القرن السادس عشر انخفضت طيور الأوك بشكل كبير، لدرجة أنه تم سن قوانين لحمايتها من الانقراض، وفي القرن الثامن عشر أصدرت قوانين تحرم جمع ريش وبيض طائر الأوك، وكان من يخالف هذا القانون يحكم عليه بالجلد أمام الناس.
أسباب انقراض طائر الأوك
هذه القوانين التي وضعت لمنع اصطياد طائر الأوك لم تردع الناس عن قتلها، بل بالعكس كلما انخفض عدد هذه الطيور كلما ارتفع ثمنها، وزادت رغبة الناس في صيدها.
عندما رأى هذا الطائر (لوفلان مكينون) هو وأصدقائه في شهر يوليو من 1840 وكان طائر أوك واحد فقط موجود على الجزيرة، فقرر هؤلاء الأصدقاء أخذ هذا الطائر، فقام احدهم بربط حبل حول عنق الطائر وأخذ يجره، وأثناء فعل ذلك صرخ الطائر بشدة، وهطلت بعدها الأمطار الغزيرة.
فانتظر الأصدقاء حتى تهدأ الأمطار، ولكن الأمطار والعواصف لم تهدأ لمدة أيام، وكأن البحر منعهم من استخدام قواربهم والإبحار بعيدًا عن هذه الجزيرة.
وفي اليوم الثالث من العواصف، تعب الثلاث أصدقاء من الصداع، بسبب صراخ ذلك الطائر، لدرجة أنهم شكوا أنه طائر مشعوذ مثير للعواصف، ولهذا أخذوا قرار قتل هذا الطائر للتخلص منه.
وهناك أقاويل تقول أن أحدهم قتله عن طريق حجارة كبيرة، والآخر يقول أنه قتل عن طريق عصاة، وفي النهاية قد تم قتل أخر طائر أوك موجود في بريطانيا.
وفي خلال خمس سنوات من هذه الواقعة، وجد زوج من طيور الأوك على جزيرة بالقرب من أيسلندا، تم قتلهم عن طريق مجموعة من الصيادين، وبهذا انتهى تمامًا هذا الطائر من العالم.