قصة فيلم الراهبة The Nun
لقد مثلت الراهبة The Nun صورة مفزعة للغاية في اللمحات القصيرة والقوية التي قدمتها خلال أفلام متنوعة في عالم أفلام الشعوذة The Conjuring بعظام وجنتيها البارزة كالخناجر من بشرتها البيضاء الشاحبة وأنيابها الدموية المفترسة .
والآن نحن في صدد فيلم مكرس لها بالكامل والذي يمثل القصة الأصلية للسلسلة بأكملها ، وأصبح الوجود الذي كان مفزعًا من البداية ينمو بشكل متكرر خلال سير أحداث الفيلم .
أجواء الفيلم :
إن فيلم الراهبة The Nun الذي أخرجه كورين هاردي والمبني على سيناريو جاري دوبرمان -كاتب فيلم الشيء وأنابيل- يمتلك جوًا مكتملًا ، حيث تدور أحداث الفيلم داخل دير ناءٍ في رومانيا عام ١٩٥٢ ، حيث تخطفك الراهبة بالفزع القوطي الذي يحيط بها في صورة ممرات حجرية مضاءة بالشموع وتصميم صوتي ذي صرير ونغمات فاتنة للأناشيد العميقة المدندنة .
كما يغلف الضباب الأرضيات المكسوة والمزدانة بالصلبان الخشبية ، ويخلق هذا الجو شعورًا بنذير شؤم لا مفر منه خلال الفيلم ، فهذا المكان ملعون ولا تكفي لتحريره أي كمية صلوات من راهبات شابات طيبات .
قصة الفيلم :
يبدأ فيلم The Nun بافتتاحية دراماتيكية حيث تشنق إحدى الراهبات نفسها في نافذة غرفة نومها ، فيرسل الڤاتيكان صائد الشياطين الأب بورك (ديميان بيشير) والأخت آيرين (تايسا فارميجا) وهي راهبة متدربة على وشك قطع وعودها الأخيرة ، وذلك ليكتشفا القوى الشيطانية التي أصابت هذا المكان المقدس .
ثم انضم عامل مزرعة محلي يدعى موريس (چوناس بلوكيت) إلى بورك وآيرين وهو فرنسي/كندي لعوب يعرف بلقب “فرينشي” ، وكان يمثل دليلًا لهم يضفي لمسة كوميدية ضرورية كما حذرهم من أنهم على وشك الدخول في عصور الظلام ، إلا أنه ليس لديه أدنى فكرة كم سيصبح وضعهم مظلمًا .
بدأ مبعوثا الڤاتيكان مهمتهم العبثية وهي محاولة استجواب الراهبات المتبقيات ليكتشفا كيف آلت إحداهن إلى هذا المصير الحزين الآثم ، إلا أنهما علقا داخل قطاع واحد من الدير عندما انغلقت البوابات الضخمة المعدنية أثناء الليل ووجدا أن الأخوات في منتصف صمت إجباري حتى شروق الشمس .
وخلال كل ذلك تتجول الراهبة (بوني آرونز) داخل الأروقة المظلمة في هيئة قوة مراوغة ومتوعدة ، وقد يتسبب رؤية لمحة عن زيها في صدمة هنا وهناك في البداية ، إلا أن هاردي قد لجأ إلى هذا النهج بشكل متكرر فيُظهر لنا الراهبة تركع مصلية في الخلف أو الجانب أو تتسلل إلى شخص ما أو مختبئة خلف رزمات من المواد السوداء ، وتتكرر تلك الإثارة الرخيصة مرة تلو الأخرى كعقارب الساعة .
كما وظف هاردي بعض الحيل المرئية لإنعاش الأشياء داخل هذا المكان البارد المتشنج ، فقد تم تصوير بعض اللقطات العلوية لاسيما اللقطة التي كانت فيها آيرين في زيها الأبيض محاطة بالراهبات المتشحات بالسواد ويركعن في صلاة يائسة .
النهاية :
وفي النهاية يتحول فيلم الراهبة The Nun إلى نوع فيلم مختلف بالكامل شبيه بفيلم شيفرة دافنشي المحيّر ، ونحصل أخيرًا على لقطة أمامية كاملة للراهبة ، ولكن حتى بوجودها أمام وجهنا ما زال غير واضح ما تريده بالضبط وراء هذا الاستحواذ المعتاد ، حيث يبدو أن الراهبة فيلم إثارة فارغ مقارنة بباقي السلسلة .