الافراط في تناول المضادات الحيوية و الإصابة بالاكتئاب

تم تصميم المضادات الحيوية لمعالجة العدوى الخطيرة ، و لكن اليوم يتم استخدامها بشكل مفرط لدرجة أنها من الممكن أن تسبب العديد من المشاكل المختلفة.

الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية

– في وقت مبكر من عام 1945 ، حذر السير ألكسندر فليمنج من أن كلا الأطباء و المرضى الذين يعتمدون على

المضادات الحيوية

، و قد أدى هذا الاستخدام غير المناسب إلى ظهور عصر مقاومة لتلك المضادات الحيوية ، و يدعو الباحثون اليوم إلى استخدام عقلاني للعوامل المضادة للميكروبات التي تنطوي على وصفة طبية مخفضة أو حتى وصفة طبية مؤجلة ، و لم يركز دور الكائنات الدقيقة في تطور

اضطرابات الدماغ

و المزاج على الكثير حتى تم استكشاف العلاقة بين ميكروبات الأمعاء و السلوك العاطفي.

– هناك اتصال ثنائي الاتجاه بين الميكروبات الموجودة في أمعاءنا و نظامنا العصبي المركزي الذي ينظم نمو الدماغ و الوظائف المعرفية و العاطفية ، حيث تقتل المضادات الحيوية البكتيريا ، سواء كانت معدية أو لا ، و تعكر توازن الميكروبات المعوية و تأثيرها على المزاج.

تأثر الصحة الهضمية على المزاج

تستضيف أمعاءنا العديد من الكائنات الميكروبية ، و تشمل الأنواع الهامة Firmicutes (مثل Lactobacillus) و Bacteroidetes و غيرها ، و يبدأ تفاعلنا مع الميكروبات المعوية عند الولادة و يتأثر بمجموعة متنوعة من العوامل الخارجية بالإضافة إلى جيناتنا ، و بعض وظائف الجراثيم الأمعاء تتمثل في دعم الهضم ، و كذلك الحفاظ على الطاقة و التوازن الأيضي و الحماية من مسببات الأمراض و السموم و تعديل دفاعات المناعة ، و تحوير العواطف والمعرفة و غيرها.

كيفية تفاعل الأمعاء و الدماغ و التأثير على المزاج

عن طريق إرسال التحوير المناعي والإشارات الالتهابية من القناة الهضمية إلى الدماغ ، يبدأ التفاعل عبر العصب المبهم و العصب القحفي العاشر الذي يربط الأمعاء و الدماغ ، وتنتج ميكروبات الأمعاء الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تنظم العديد من جوانب وظائف المخ ، كذلك قد تنتج

الميكروبات المعوية

ناقلات عصبية أخرى أو مواد كيميائية تؤثر على وظائف الدماغ.

المضادات الحيوية و الصحة العقلية

– في عام 1997 اعترف شتيرنباخ بأعراض الصحة العقلية التي تحدث نتيجة استخدام المضادات الحيوية في بحث “المضادات الحيوية : التأثيرات العصبية النفسية و التفاعلات العقلية”.

– و قد وصفوا أنه منذ ظهور استخدام المضادات الحيوية في ثلاثينيات القرن العشرين ، كانت هناك عدة تقارير عن المضادات الحيوية التي تتسبب في آثار جانبية على الصحة العقلية مثل القلق و

نوبات الهلع

و الاكتئاب و الهذيان و الهلوسة بغض النظر عما إذا كان المريض يعاني من اضطراب سابق في حالة مزاجية أم لا .

– و أبرزوا أن هذه الأثار يمكن أن تحدث نتيجة تثبيط بعض المواد الكيميائية في الدماغ (الناقلات العصبية) أو بسبب التفاعلات السلبية مع الكحول أو الأدوية النفسية ، و بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من خطر تطور الاكتئاب و غيرها من أعراض الصحة العقلية باستخدام المضادات الحيوية.

اضطرابات نفسية تسببها المضادات الحيوية

وجدت الدراسة أن دورة واحدة من استخدام المضادات الحيوية تزيد من خطر

الاكتئاب

، و بحثت دراسة نشرت في مجلة الطب النفسي السريري ، 2015 عن تأثير التعرض للمضادات الحيوية و خطر الإصابة بالاكتئاب و القلق و الذهان ، و ارتبط مسار مضاد حيوي واحد بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب ، خاصة مع استخدام البنسلين و الكوينولون ، و تم التأكد من أن التعرض للمضادات الحيوية المتكررة يؤدي إلى زيادة المخاطر أكثر من ذلك ، و بالمثل ارتبط استخدام المضادات الحيوية بزيادة القلق خاصة مع استخدام البنسلين والسلفوناميدات.