قصة توبة الشيخ سعيد بن مسفر


الشيخ سعيد بن مسفر :

هو سعيد بن مسفر بن مفرح القحطاني داعية سعودي ولد في عام 1361 هجريا في

مدينة أبها

في المملكة، ويعد واحد من أبرز الداعية الاسلامين في المملكة.

نبذة عن الشيخ سعيد بن مسفر

يعد الشيخ سعيد بن مسفر أحد الداعية البارزين في الدعوة الاسلامية، وقد كان يعمل لمدة ثلاثين عاما في المجال التربوي، حيث كان يعمل في مجال التربية الرياضية.

وله العديد من المؤهلات التعليمية فقد حصل على بكالوريوس الشريعة من

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

فرع الجنوب في عام 1401 هجريا، وحصل على شهادة الماجستير في العقيدة من جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1415 هجريا، كما حصل على الدكتوراه في عام 1418 هجريا.

توبة الداعية الشيخ سعيد بن مسفر

حكى الشيخ سعيد بن مسفر أنه كان منذ كان طفل صغيرا كان يؤمن بالله بالفطرة، ولكنه لم يكن ملتزما دينيا فلم يلكن ملتزما في صلاته إلا إذا حدث موقف جعله يصلي كالاستماع لدرس ديني أو حضور صلاة جنازة، وأنه كان يصلى لمدة قصيرة أسبوع أو اسبوعين ثم يعود إلى نهجه السابق من عدم الالتزام، على أمل أنه عندما يبلغ ويصبح شابا سوف يلتزم.

وللأسف عندما كبر وأصبح شاربا وبلغ مبالغ الرجال لم يلتزم وبقى على نفس النهج في عدم المحافظة على الصلاة، وعندما تزوج أصبح يصلي بعض الوقت وكثيرا ما كان يتمرد على الصلاة، وأراد الله أن يقابل الشيخ سليمان بن محمد بن فايع في مكان عمله حيث كان الشيخ سعيد مفتش في التربية الرياضية، وكان الشيخ سليمان رفيق دراسة وكان هذا في رمضان عام 1387هـجريا.

بعد السلام والتحية أراد الشيخ سعيد الانصراف فاقترح عليه الشيخ سليمان أن يذهبا حتى يصليان العصر، وكان الشيخ سعيد قد اعتاد أن يذهب للبيت وينام حتى المغرب دون أن صلى العصر، كانت صلاة العصر قد اقتربت فمشيا معا إلى سد وادي أبها فجلسا حتى دخل وقت صلاة العصر وتوضئا ثم صلى، وفي طريق عودتهما قرأ الشيخ سليمان حديثًا هو حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد حيث قال البراء رضي الله عنه : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولمّا يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض ، فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر – قالها مرتين أو ثلاثا – ثم قال : ” إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه…” وقد ذكر الشيخ الحديث من أوله إلى آخره .

وعلى الرغم من أن الحديث من أن الحديث من الاحاديث المشهورة التي كان يعرفها الشيخ سعيد، إلا أنه شعر أن هذه هي أول مرة يسمعه فيها، فسأله من أين أتيت بهذا الحديث؟، فقال له : أنه في كتاب رياض الصالحين، ثم سأله عن ماهي الكتب التي تقرأها هذه الايام ، فقال كتاب الكبائر للذهبي وبعدما افترقا ذهب الشيخ سعيد  مباشرة إلى مكتبة التوفيق واشترى كتاب الكبائر وكتاب رياض الصالحين وكانا هذان أول كتابين يقتنيهما الشيخ.

كان الشيخ سعيد يواجه صراع مع نفسه حيث شعر أنه في مفترق الطريق وأنه يجب أن يختار طريق الايمان، وبعد الفطار صلى المعر والعشاء وكانت أول ليلة يكمل فيها صلاة التراويح، ثم قابل الشيخ سليمان وتوجه إلى بيته وقاموا بقراءة أول كتاب الكبائر بأول أربع كبائر وهي الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس، والكبيرة الرابعة وهي ترك الصلاة، واندهش الشيخ سعيد من هذا الكلام وقال للشيخ سليمان أن يجب أن يعلم الناس بهذا وقال له : لابد أن نقرأ عليهم هذا الكلام، فقال: ومن يقرأ ؟ قلت له : أنت ، فقال : بل أنت، ثم استقر في النهاية أن يقرأ الشيخ سعيد .

في يوم الجمعة وقف الشيخ سعيد في مسجد الخشع الأعلى بأبها بعد صلاة الجمعة، وأخذ يقرأ على الناس الكبيرة الرابعة، ومنذ ذلك الحين وقد استقام الشيخ وكانت هذه هي قصة توبته.