قصة اغتيال ” فيرونيكا غيران ” رمز الصحافة وحرية الإعلام
فيرونيكا غيران هي صحفية أيرلندية عاشت في وقت انتشرت فيه عصابات
المافيا
و كثر الفساد ، و كانت فيرونيكا من الأشخاص الأحرار القلائل الذين اتخذوا على عاتقهم مهمة فضح تلك العصابات ، و لكن كانت النتيجة هي اغتيالها .
نبذة عن فيرونيكا غيران
ولدت فيرونيكا عام 1958م في
دبلن عاصمة أيرلندا
، كان والدها محاسب ، و والدتها ربة منزل ، تميزت فيرونيكا عن غيرها من الفتيات بحبها للمغامرات و المشاركة في كافة النشاطات ، بعد أن انهت تعليمها الثانوي ؛ درست المحاسبة ، و بعد تخرجها عملت في الشركة التي كان يُديرها والدها ، و في عام 1985م تزوجت و انجبت طفلًا .
و على الرغم من أن عملها كان جيدًا جدًا إلا أن شغفها بالبحث و الكتابة كان أقوى منها بكثير ، فقد كانت تحلم بأن تكون صحفية و يتصدر اسمها أغلفة الصحف و المجلات ، فقد أرادت أن تحارب الفساد الذي انتشر في بلدها ، و لذلك سعت خلف حلمها و اختارت الصحافة مجالًا لها .
فيرونيكا غيران والعمل في الصحافة
في عام 1990م اتجهت فيرونيكا للعمل في الصحف الإيرلندية ، و منذ بداية كتاباتها خطف جميع الأنظار حولها ، و حظت بمنزله خاصة بين القراء ، فقد كتبت في مواضيع لم يجرأ غيرها على الاقتراب منها ، و هذه الشجاعة خلقت لها الكثير من الأعداء ، و خاصةً بعد أن سلطت الضوء على أعمال الفساد التي كان يقوم بها رجال العصابات ، مما دفع هؤلاء الرجال لدفع مبالغ كبيرة مقابل التخلص منها ، و على النقيض فقد حبها الشعب كثيرًا و شجعها بكل الطرق
و مع زيادة شعبية فيرونيكا كان رجال العصابات يُزيدون من تهديداتهم لها و لأفراد عائلتها ، و هذا الأمر الذي دفعها للفرار و التنقل الدائم من منزل إلى آخر بصورة أسبوعية ، و كانت لا تخرج من المنزل إلا للضرورة القصوى ، و على الرغم من حالة الرعب التي عاشتها ؛ إلا أن عزيمتها لم تقل مطلقًا ، و استمرت في كشف الفساد و فضح المافيا ، كما زادت شعبيتها أضعاف مضاعفة .
محاولات اغتيال فيرونيكا
تعرضت فيرونيكا للعديد من محاولات الاغتيال ، و من بينهم محاولة عام 1994م عندما تعرض منزلها لوابل من الرصاص ، و جاءت هذه المحاولة بعد كتابتها عن أحد رؤوس المخدرات في البلد و هو جون ترينور ، و في محاولة أخرى لاغتيالها قام رجل بإطلاق الرصاص عليها و لكن لحسن الحظ أصابت الرصاصة قدمها فقط ، و عندما علم الشعب لما تتعرض له فيرونيكا ؛ طلبوا من الشرطة توفير الحماية الكاملة لها ، و لكن هذا القاتل جون ترينور لم يهدأ إلا بعد أن أرسل أحد رجالها ليقوم بضربها و يهددها إما الابتعاد عن الكتابة أو يُقتل ابنها ، و لكنها لم تيأس و نشرت أكبر عدد ممكن من المقالات لفضح تلك العصابة .
وفاة فيرونيكا غيران
في عام 1996م عزم جون ترينور على التخلص منها نهائيًا ، و بالفعل أرسل مجموعة من الرجل بالأسلحة و الدراجات النارية ، و انتظروا حتى ركبت سيارتها ، و ما إن توقفت في إحدى إشارات المرور ؛ حتى أطلقوا على الرصاص من كل جانب و سقطت قتيلة ، عند انتشار خبر موتها ثار الشعب و طلب بمحاكمة من قتلها ، و بالفعل تك القبض على جون ترينور و من ساعده .