سيرة سليمان قابل .. تاجر المواد الغذائية
سليمان قابل :
هو سليمان بن أمان الله بن عبد الله بن حامد قابل، وهو واحد من أشهر تجار مدينة جدة والذي بدأ تجارته بتجارة المواد الغذائية أو تجارة المؤونة كما كانوا يطلقون عليها، وكان يبيع الموارد مثل السكر والشاي والأرز والحبوب وغيرها الكثير من المواد الغذائية.
وعلى الرغم من حدث الكثير من الأزمات بسبب نقص في هذه المواد التي كان يتم استيرادها، إلا أن التاجر سليمان قابل استطاع أن يوفرها واستطاع أن يتوسع في تجارته واستثماراته، حتى أصبح وكيلاً لعدد من الشركات العالمية
سيرة سليمان قابل تاجر المواد الغذائية :
بدأ سليمان قابل تجارته كتاجر للمؤونة أو المواد الغذائية، وقد كان من عائلة ميسورة الحال ولم يكن الابن الاكبر للعائلة ولكن اخيه الاكبر منه محمد قابل توقى في سن صغير، فتولى هو العمل باسم العائلة، ولم يكتفى الشيخ سليمان قابل في العمل في تجارة المواد الغذائية فقط، فقد كان شخصية طموحة وقد تقلد الكثير من المناصب المرموقة.
وقد استطاع الشيخ سليمان قابل أن يتوسع في تجاراته حتى أنه أصبح وكيلا للسيارات وكان أول من قام باستيراد السيارات، حيث قام باستيراد سيارات فورد “وستودي بيكر”، وقد تقلد الشيخ سليمان قابل عدة مناصب فقد كان رئيساً لبلدية جدة ورئيساً للمجلس التجاري، وكان سليمان قابل أول رئيس للمحكمة التجارية في جدة والتي كانت أول محكمة تقام من نوعها في السعودية، كما كان رئيساً لإدارة تراخيص الاستيراد.
ويعتبر من أهم انجازاته تأسيس شارع قابل الذي قام بتسميته على اسم العائلة بعدما قام بشرائه من الشريف حسين بن علي عام 1344م، وقد قام الشريف حسين بتأسيسه في ثلاثينيات القرن الهجري الماضي، وقد اشتراه مقابل بعض المال وبعض المواد الغذائية التي كانت حكومة الشريف حسين في أشد الحاجة إليها بسبب الحرب التي كان يخوضها.
ويعتبر سوق قابل أكبر سوق تاريخي في جدة حيث استطاع سليمان قابل أن يجعله أهم شوارع مدينة جدة، وقد تميز سوق قابل بالبناء المحكم وانه شارع مسقوف وتم اضاءته بالكهرباء، وكان مزود بآلات ضخمة للتبريد والتهوية وقد قام سليمان قابل بتسقيف الشارع بسقف من المعدن المضلع، وكانت ذلك من الاشياء الحديثة والمتطورة التي سبقت العصر الذي تم بناء السوق فيه.
وقد استمر الشارع كواحد من أهم أعلام
مدينة جدة
خلال الخمسة عقود الأخيرة من القرن الرابع عشر الهجري، واستمر في الكثير من أعمال التطوير والتحديث، حيث قام باستيراد ماكينة كهربائية ضخمة حتى يتيح من خلالها وصول التهوية الجيدة إلى جميع المحلات في الشارع، وقام بإدخال الاضاءة إلى الشارع بالكامل، وكان شارع قابل من الاماكن الحديثة والغير مألوفة في ذلك التاريخ، وكان يأتي إليها عدد كبير من الحجاج والمعتمرين حتى يقوموا بالتسوق من ذلك المكان.
وعلى الرغم من ساحة الشارع الصغيرة نسبيا إلا أنه أصبح أشبه بالأسواق التجارية الحديثة التي تشبه المولات، ويبلغ مساحة الشارع حوالي 539 متر مربع، ويضم حوالي 58 محل، كما كانت من أهم أعمال الشيخ سليمان قابل التجارية أنه كان أول من تولى رئاسة شركة استيراد السيارات في جدة، ولكن الشركة لم تحظ بالكثير من التوفيق وتمت تصفيتها بعد أن واجهت العديد من المشاكل.
وقد توفي الشيخ سليمان قابل يوم الخامس والعشرون من شهر اكتوبر عام 1360 هجريا، بعد حياه حافلة بالكثير من الانجازات في مجال التجارة، استطاع من خلال هذه الانجازات خدمة الوطن، وقد حزن على وفاته الكثير بسبب سيرته الطيبة وانجازاته الكبيرة في مجال التجارة.