قصة الصحابي الذي تكلم بعد موته

زيد بن خارجة الأنصاري، صحابي جليل وأحد السابقين إلى الإسلام، شهد بدر وجميع الغزوات مع رسول الله صل الله عليه وسلم، وروى الأحاديث عنه، توفى زيد في عهد عثمان بن عفان في عام 27هـ الموافق 647م، حيث كان لقصة وفاته قصة عجيبة وردت في العديد من الكتب التاريخية وأثبت صحتها الإمام الذهبي و

البخاري

الذي قال عنه في كتابه ” التاريخ ” : زيد بن خارجة الخزرجي الأنصاري شهد بدرًا، توفي زمن عثمان، وهو الذي تكلم بعد الموت.


نسبه :


زيد بن خارجة الأنصاري، أبوه هو خارجة بن زيد بن أبي زهير الصحابي الجليل رضي الله عنه،  من كار الصحاة وأعيانهم، وأمه هي الصحابية هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث، كانت هزيلة من قوم  بني الحارث، وشهرتهم بني الأغر، أخته هي حبيبة بنت خارجة بن زيد الصحابية الجليلة زوج أبو بكر الصديق رضي الله عنه، زوجته هي أُنيسة بنت خبيب، أبنائه هم عبد الله ومحمدًا وأم كلثوم.


زيد بن خارجة يتحدث بعد موته :


رويت هذه القصة من وجوه كثيرة وقد أشار إليها ابن حبان في الثقات وأبو حاتم في مشاهير علماء الأمصار، وفي ترجمة زيد بن حارثة بن أبي زهير بن مالك الأنصاري، وقال البيهقي : وقد روى في التكلم بعد الموت عن جماعة بأسانيد صحيحة.

ومن هذه الروايات ما رواه الإمام الطبراني بسنده عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال: بينما زيد بن خارجة يمشي في بعض طرق المدينة إذ خر ميتًا بين الظهر والعصر، فنقل إلى أهله وسجى بين بردتين وكساء، فلما كان بين المغرب والعشاء اجتمع نسوة من الأنصار يصرخن حوله، إذ سمعوا من تحت الكساء، يقول: “أنصتوا أيها الناس” ، فحسروا عن وجهه وصدره، فقال: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي خاتم النبيين، كان ذلك في الكتاب الأول، ثم قيل على لسانه: صدق أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم القوي الأمين، كان ضعيفًا في بدنه قويًا في أمر الله، كان ذلك في الكتاب الأول، ثم قيل على لسانه : صدق صدق ثلاثًا، والأوسط عبد الله عمر أمير المؤمنين الذي كان لا يخاف في الله لومة لائم، وكان يمنع الناس أن يأكل قويهم ضعيفهم، كان ذلك في الكتاب الأول، ثم قيل على لسانه: صدق صدق صدق ، ثم قال: عثمان أمير المؤمنين رحيم بالمؤمنين، خلت اثنان وبقى أربع، ثم اختلف الناس ولا نظام لهم، وأبيحت الأحماء، ودنت الساعة، وأكل الناس بعضهم بعضاً.

وفي رواية أخرى عن النعمان بن بشير قال: لما توفي زيد بن خارجة انتظر به خروج عثمان فقلت: أصلي ركعتين، فكشف الثوب عن وجهه فقال: السلام عليكم السلام عليكم!! قال: وأهل الميت يتكلمون، فقلت وأنا في الصلاة: سبحان الله، فقال: أنصتوا أنصتوا محمد رسول الله كان ذلك في الكتاب الأول صدق صدق صدق

أبو بكر الصديق

ضعيف في جسده قوي في أمر الله، كان ذلك في الكتاب الأول صدق صدق صدق عمر بن الخطاب قوي في جسده قوي في أمر الله كان ذلك في الكتاب الأول، صدق صدق صدق عثمان بن عفان مضت اثنتان وبقي أربع وأبيحت الأحماء بئر أريس وما بئر أريس، السلام عليك عبد الله بن رواحة هل أحسست لي خارجة وسعداً؟ قال: شريك هما أبوه وأخوه.


معنى خلت ليلتان وبقي أربع، بئر أريس :


قال البيهقي: والأمر فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا، فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر من بعده، ثم كان في يد عمر، ثم كان في يد عثمان حتى وقع منه في بئر أريس، بعدما مضى من خلافته ست سنين، فعند ذلك تغيرت عماله، وظهرت أسباب الفتن، كما قيل على لسان زيد بن خارجة. قلت: وهي المرادة من قوله: مضت اثنتان وبقي أربع، أو مضت أربع وبقي اثنتان، على اختلاف الرواية. والله أعلم.