طيف التوحد لدى الأطفال وعلاقته بالأجهزة الالكترونية

هناك علاقة وطيدة بين استخدام الأجهزة الالكترونية ، وطيف التوحد ، فما هو

طيف التوحد

؟ وما علاقة الأجهزة الالكترونية بحدوثه ؟ ، هذا ما سوف نتعرف عليه في مقالنا .


طيف التوحد


هو حالة مرضية ، ويحدث فيها خلل للطفل في التفاعل والتواصل الاجتماعي ، فيعاني من عدم القدرة على تحصيل المهارات اللغوية والاجتماعية ، وعادة مايصاب الطفل به قبل عامه الثالث ، ويمكن أن يحدث للذكور أكثر من الإناث ، ويمكن أن تتراوح حدته من متوسط لحاد .

فيلاحظ اصابة طفل بالتوحد من بين كل 68 طفل ، ويمكن أن نلاحظ أعراض طيف التوحد على الأطفال في مراحل الطفولة المبكرة ، وهناك أطفال أخرى يمكن أن تنمو بصورة طبيعية في مراحل الطفولة المبكرة ، ثم سرعان ما يظهر عليهم أعراض طيف التوحد من خلال افتقادهم الى

المهارات اللغوية

التي سبق وتعلموها ، ويمكن أن يصبحوا انطوائين أو عدائيين ، وحتى وقتنا هذا لم يتم التعرف على مسببات طيف التوحد ، وارجع العلماء والباحثين حدوثه لعدة عوامل منها :


– عوامل وراثية ، أو تاريخ مرضي بالعائلة :

فيمكن أن يكون السبب ناتج عن وجود أحد أفراد العائلة مصابين بالتوحد .


– الانجاب في سن متأخر :

بأن يحدث الحمل للسيدة فوق 30 عام ، والزوج فوق 40 عام .


– اضطراب في الجينات :

يعاني حوالي 20 % من المصابين بطيف التوحد من وجود خلل بالجينات الوراثية ، مثل وجود

متلازمة داون

، أو متلازمة كرومسوم X الهش .


كيف يمكن أن يتعرض الطفل للتكنولوجيا ؟


نظراً للتطور العلمي التكنولوجي وكثرة الأجهزة الذكية ، والتي لم تعد  كماليات ، فنشأت علاقة قوية بين الطفل وتلك الأجهزة ، وهناك دراسة أثبت أن من بين كل 5 أطفال من يبلغون 6 أشهر :عامان ، هناك أربعة أطفال يستخدمون الأجهزة الذكية ساعتان يومياً  ، ومع زيادة هذه النسبة بدأت الزيادة في تشخيص نسب الأطفال المصابين بالتوحد .

وحتى وقتنا هذا لم يتم التعرف على سبب اكتشاف الأهل لطيف التوحد هل هو ناتج عن وعي الأهل بهذا الاضطراب ، أم ناتج عن وجود زيادات فعلية لمصابي التوحد ، أم هذا الأمر يرجع لكلا السببين .


هل هناك علاقة واضحة بين الأجهزة الالكترونية وطيف التوحد ؟


أشار بعض الباحثين أن الأجهزة الالكترونية يمكن أن تكون من محفزات الاصابة بطيف التوحد ، وخاصة للأطفال المهيئين لحدوث التوحد ولديهم استعداد للإصابة ، فيمكن للتلفاز أن يزيد من فرص تطور المشكلة ، فيمكن أن يكون عامل أساسي في محاولة صنع الطفل لعالمه الخاص ، الذي يمكن أن يعزله عن العالم الخارجي ، فيعمل  التوحد على التسبب في خلل في فهم الطفل لطبيعة العالم الخارجي المحيط به ، فلا يستطيع الطفل التعامل مع الأخرين .

ويمكن أن يظهر هذا في طرق تفاعل الطفل مع الأخرين ، وينعكس كذلك على سلوكه الاجتماعي الخاطئ ، وعند التخلص من جميع الأجهزة الالكترونية التي يستخدمها الطفل يمكن أن يحدث تطور وتجديد لخلايا

الدماغ

، وهناك توصيات كثيرة من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بابعاد الطفل عن التلفاز والأجهزة الالكترونية قبل عمر العامين ، وضرورة تخصيص أوقات محددة للطفل فوق العامين يشاهد فيها التلفاز لمدة لا تزيد عن ساعتين يومياً .


أثر الأجهزة الالكترونية على نمو الطفل


– يعمل الاستخدام المفرط للأجهزةالالكترونية على إضعاف قدرة الطفل النمائية من الجانب الذهني والتخيل ، حيث يتوقف تطور نمو الدماغ على التعرض لمحفزات بيئية متنوعة ، ويمكن للاجهزة التكنولوجية أن تؤثر على التطور الطبيعي لمراكز الدماغ ، فتعمل على تقليل التفكير والابداع ، وهذا ما يساعد على زيادة التوتر والقلق ، وعدم القدرة على التعلم ، بالإضافة للخمول الجسدي وتشتيت الانتباه التي تتسبب فيه .

– يمكن للأجهزة الالكترونية أن تزيد من خطر تراجع وضعف اكتساب المهارات الاجتماعية ، والناتج عن تعمق الطفل في عالم خاص به ، فالمهارات الاجتماعية ومشاعر الحزن والفرح والخوف والشجاعة هي وحدها القادرة على تكوين شخصية سليمة تستطيع العيش مع المجتمع .

– قد تزيد الأجهزة الالكترونية من خطر تعرض الطفل للعدوانية الاجتماعية ، وذلك بسبب مشاهد العنف ، وقد تزيد من فرص تطور الإنطوائية والعزلة من خلال عدم نمو المهارات الإجتماعية والناتج عن الاستخدام المفرط للأجهزة ، وعدم التفاعل مع الأخرين .


هل يمكن لإبعاد الطفل عن الأجهزة الالكترونية أن يكون نافعاً له ؟


ينصح الباحثون بضرورة تنظيم الوقت للأطفال بحيث لا يتم استخدامهم للأجهزة وقت طويل حتى يتحول شغفهم بها حد الإدمان الأمر الذي يزيد من فرص تطور وحدوث طيف التوحد ، لذا لا يمكننا القول أن الالكترونيات هي سبب

التوحد

، ولكنها من محفزات ظهوره وتطوره .