تأثير الكافيين على المصابين باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة

يوجد الكافيين في القهوة والشاي والشوكولاتة على سبيل المثال لا الحصر، وهو أحد المواد المفضلة في جميع أنحاء العالم، لكن ما هو تأثير ذلك على الدماغ ؟ يمكن أن يساعد المقدار الصحيح من

الكافيين

على التركيز، ولكن الكثير قد يجعل الشخص متوترا أو قلقا أو سريع الانفعال، ونظرا لأن مادة الكافيين منتشرة جدا، من المهم معرفة تأثيرها على الأفراد المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه .


تحفيز الجسم


يعتبر الكافيين منبه، إنه يحفز الجهاز العصبي المركزي في الجسم، ويعزز إنتاج الدماغ لمادة كيميائية عصبية تعرف باسم الدوبامين، التي تتحكم في القدرة على التركيز والحفاظ عليه، ويمكن أن يؤدي هذا التحفيز إلى شعور الشخص بالطاقة وعدم الشعور بتأثير التعب بشكل قوي، وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون التأثير سلبيا، على سبيل المثال، يمكن للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النوم التعرض لمزيد من اضطرابات النوم أو

الأرق

بسبب الكافيين .


الأرق


الحرمان من النوم يمكن أن يسبب أعراض تشبه أعراض اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، وتشمل هذه الأعراض : التهيج، زيادة النسيان، مشكلة في التركيز أو الجلوس، صعوبة في السيطرة على العواطف، والحرمان من النوم يجعل هذه الأعراض أسوأ في الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب

فرط الحركة

ونقص الانتباه، استخدام مادة الكافيين فقط في الصباح، وتجنب استهلاك القهوة أو الشاي أو المشروبات الغازية أو الشوكولاتة في المساء، أو في وقت متأخر من الليل .


الكافيين له نفس تأثير أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه


الكافيين هو أيضا مضيق للأوعية، وهذا يعني أنه يجعل الأوعية الدموية أصغر ويقلل من تدفق الدم، وهذا الانخفاض في تدفق الدم هو السبب في أن الكافيين يساعد في علاج الصداع، والأدوية الأمفيتية المستخدمة لعلاج قصور الانتباه وفرط الحركة أيضا تجعل الأوعية الدموية أصغر، وقد يكون للكافيين بعض التأثيرات المشابهة لأدوية

اضطراب قصور الانتباه

وفرط الحركة الشائعة، وعلى الرغم من أن السبب الدقيق غير معروف، إلا أن انخفاض تدفق الدم قد يساعد في علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، عن طريق تقليل نشاط مناطق الدماغ التي تكون مفرطة النشاط، مما يسمح لها بالعمل بشكل أفضل والتعاون مع بقية الدماغ .


استخدام الكافيين للتركيز


يجب أن تكون مستويات

الدوبامين

في الدماغ ضمن هامش ضيق للغاية، لكي يتمكن الشخص من التركيز على عمله، ولكن في اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، تميل المواد الكيميائية المنشطة مثل الكافيين أو الأمفيتامينات، إلى زيادة مستويات الدوبامين، وبالنسبة لمعظم الناس، فإن إضافة المنشطات ستدفع مستويات الدوبامين إلى درجة عالية جدا، مما يسبب الهياج والقلق، ولكن بالنسبة للأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يمكن أن يؤدي إضافة المنشطات إلى الحصول على المستويات المناسبة، ويمكن لبعض الكؤوس من القهوة على مدار اليوم أن تحدث فرقا حقيقيا .

وقد وجدت بعض الدراسات أن الكافيين يمكن أن يعزز التركيز للأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بما أنه دواء منبه، فإنه يحاكي بعض تأثيرات المنشطات الأقوى المستخدمة لعلاج الاضطراب، مثل أدوية

الأمفيتامين

، ومع ذلك، فإن الكافيين وحده أقل فعالية من الأدوية الموصوفة، ويمكن للكبار استخدام الكافيين بأمان لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، ولكن استهلاك الكافيين يمكن أن يضر الأطفال والمراهقين المصابين بالاضطراب .


استخدام الكافيين مع أدوية  اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه


عندما يتم الجمع بين أدوية الكافيين والأمفيتامين مثل أديرال ( الأمفيتامين والدكستروأمفيتامين )، فإنها تؤدي إلى تأثير يسمى التآزر، يحدث التآزر عندما يمتلك عقاران آليات عمل إضافية، مما يجعل تأثيرهما المشترك أكثر قوة، ويجعل الكافيين الأمفيتامينات أكثر فاعلية، لذا فإن الشخص الذي يتناول أديرال على سبيل المثال، قد يشعر بتأثير أقوى، بما في ذلك تأثيرات جانبية أكبر .


مخاطر استخدام الكافيين


تعرف عيادة مايو كلينك استخدام مادة الكافيين الثقيلة كأربعة أكواب أو أكثر من القهوة يوميا، أو 500 إلى 600 ملغ، على أنها الكثير من الكافيين، والذي قد يسبب : ضربات قلب سريعة، التهيج، القلق، الأرق، اهتزاز العضلات،

اضطراب المعدة

، وبما أن توليفات الأدوية يصعب التحكم فيها، فإن الشخص الذي يتناول الأمفيتامين والكافيين سيحصل على جرعة مضاعفة من آثاره الجانبية، ويمكن أن يسبب الدواء القلق، صعوبة في النوم والغثيان، وآلام في المعدة .

وإذا كان الشخص يعاني من القلق أو صعوبة في النوم، فلا يجب تناول كمية كبيرة من الكافيين، ويجب التأكد من تناول كل من الدواء والكافيين مع الطعام للتحكم في آلام المعدة، ويجب التحدث إلى الطبيب إذا استمر الغثيان .


التأثير يختلف من شخص لآخر


على الرغم من أن الأبحاث الناشئة توصلت إلى أن اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة له سبب وراثي، إلا أن الاضطراب لا يحدث بسبب شيء واحد، فقد تتطور بعض مناطق الدماغ بمعدلات مختلفة عن المناطق الأخرى، لأن الاضطراب له أسباب مختلفة، ويمكن أن تؤثر العلاجات على الأشخاص بشكل مختلف، لذا يجد بعض الناس أن الكافيين يساعد على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، في حين يجد البعض الآخر أنه لا يقدم أي فائدة على الإطلاق، أو حتى يجعل تركيزهم أسوأ .